وطنا اليوم:على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في مكة لتصل في بعض الأحيان إلى نحو 50 درجة مئوية فإن أرضيات الحرم المكي تتمتع بالبرودة وهو أمر ملحوظ بالنسبة للمعتمرين والحجاج.
وقد يعتقد البعض أن السبب وراء ذلك هو وجود مكيفات تحت الأرضيات، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ، فقد كشفت رئاسة الحرمين أن السبب الحقيقي هو نوع الرخام المستخدم في الأرضيات، وهو نوع خاص يتم استيراده خصيصا من جزيرة ثاسوس اليونانية نظرا لأنه يعكس الضوء والحرارة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن “مميزاته تجعله خيارا مناسبا لمساحات الحرمين والأعداد المليونية من الحجاج والزائرين والمعتمرين التي تستقبلها كل عام حيث يتميز بشدة برودته رغم الحرارة الشديدة التي قد تصل في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية”.
وأوضح وكيل رئيس الحرمين للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة، فارس الصاعدي، وفق ما نقلته الوكالة، أن هذا النوع من الرخام يعمل على عكس الضوء والحرارة، وهو نادر الوجود ويتم استيراده خصيصا للحرمين ويصل سمك الرخام المستخدم إلى 5 سنتيمترات.
ويمتاز هذا النوع عن غيره بكونه يمتص الرطوبة عبر مسامات دقيقة خلال الليل، وفي النهار يخرج ما امتصه في الليل، وهذا ما يجعله دائم البرودة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وذكر موقع “سعودي غازيت” أنه يتم استخراج هذا الرخام من جزيرة ثاسوس في بحر إيجه منذ العصور القديمة، مشيرة إلى أن اليونانيين كانوا من أوائل الشعوب التي اكتشفوا الرخام وطوروا استخداماته على مر العصور.
وتستورد السعودية رخام ثاسوس على شكل قطع صخرية ضخمة، ثم تتم معالجتها في مصانع سعودية خاصة تحت إشراف كوادر فنية مؤهلة لتقطيع الصخور إلى بلاطات بأحجام محددة وبمعايير خاصة