وطنا اليوم – خاص- بدأت تتضح ملامح بعض أحزاب مرحلة المنظومة السياسية، حيث حزب “الميثاق” المحافظ خرج بشكله النهائي معلناً عن أسماء القيادات، فيما البيان الذي خرج عن المكتب السياسي والذي أنتقد تعامل الحكومة مع رؤية التحديث الاقتصادي وبرنامجها التنفيذي ، الامر الذي يبدو ان الميثاق أراد منه إرسال رسالته الاولى تحت عنوان عريض ” نحن لسنا في جيب الحكومة”، كما يبدو أن الأمين العام الجديد محمد المومني واجه لوماً شديداً على الرسالة الاولى التي خرجت من المكتب السياسي للحزب جعلت المومني يتريث في اي اندفاعة تُخرج “الميثاق” من تحت عباءة الدولة .
المومني الذي يستعد لإطلاق تصريحات علمت وطنا اليوم انها ستكون من خلال مقابلة تجريها او بدأت تعد لها الزميلة “الغد الاردنية”، حيث ستتضمن مقابلة المومني مع الغد محاور هوية الحزب والبرنامج الحزبي .
ليلة “إرادة” هي الاخرى كانت طويلة وباردة، حيث خرج الوزير الأسبق نضال البطاينة اميناً عاماً للحزب والقنصل الاردني لدى هنغاريا المهندس زيد نفاع رئيسا لمجلس الحكماء والوزير السابق عمر ملحس رئيسا للمجلس المركزي والنائب السابق خميس عطية للمجلس الوطني، الملفت أن خبر إختيار عطية ظهر باكراً عصر السبت ونشرته وطنا اليوم، فيما يبدو أن”إرادة” تعمد تأخير نشر خبر إختيار الامين العام لأسباب تتعلق بمحاولة تجنب اي نقاشات تواصلية سلبية .
الديموقراطي الاجتماعي مزيج اللون اليساري المدني حاول الخروج بصيغة توافقية في صباح جمعة يبدو ان التوقيت لم يخدمه في حشد المؤيدين الأمر الذي أثار لغط حول إكتمال النصاب دفع الأمين العام جميل النمري لإصدار بيان نشرته وطنا اليوم أشار فيه النمري إلى ان بعض المواقع الالكترونية نشرت خبرا خاطئا عن عدم اكتمال نصاب المؤتمر بسبب اعلان مبكر خاطئء عن إغلاق باب التسجيل قبل اكتمال النصاب.
في الجهة المقابل من اقصى اليمين او بشكل ادق وسط اليمين ثمة تجاذبات حادة ومبكرة تعصف الآن بأقطاب وقيادات حزب الإئتلاف الوطني بالمُيول الإسلامية وهو حزب نتج عن دمج حزبيين أساسيين هُما الوسط الإسلامي وحزب زمزم وكلاهما انبثق عن منشقين من الإخوان المسلمين في الماضي.
فيما حزب جديد بدأ يتحرك برعاية العين خالد البكار والوزير السابق فوزي الحموري جاءت فكرته بعد مرور عام من تأسيس منتدى السياسات العامة الذي ارتأى جزء من أعضائه وعدد من الأردنيين أن يتوجهوا الى تأسيس حزب سياسي يتوقع كما اطلعت وطنا اليوم ان يطلق مؤتمره التأسيسي خلال شهرين .
أمام هذا المشهد الحزبي ثمة حالة حزبية تشير إلى أن الحراك الحزبي بدأ يتصاعد وسط أجواء سياسية منضبطة بمقاسات الدولة لم تخرج عن أُطر الهندسة الرسمية المنسقة والتي تضمن بقاء الأحزاب ضمن مسارات مرسومة تمنع او تدفع بعدم خروج الاحزاب عن إطار الموالاة الى إطار المناكفة ، حيث الميثاق الذي ” فرمل ” اندفاعته الاولى عندما انتقد تنفيذ الرؤية الاقتصادية ووجد نفسه في مواجهة أدوات الدولة، مواجهة يبدو أن ” الميثاق” لايريدها مبكراً، رغم انه حاول إعطاء شعور عام أمام منتقدي المؤتمر التأسيسي أنه خرج من بيت الطاعة ، فيما “إرادة” برعاية البطاينة يبدو انه يملك تصور عام يتجه به نحو التركيز على الاطراف بعيداً عن المركز الذي تتجه له عيون الاحزاب الوليدة .
فيما اليمين الإسلامي لايزال يراقب بشغف الى أين ستؤول الحالة الحزبية ليضع نفسه أمام خيارين إما المشاركة لإنتزاع المكاسب وإما عدم المشاركة لانتزاع المكاسب ايضاً ، حيث يتوقع ان يلجئ الإسلاميين في الجبهة الاعرض والاقوى والاكثر انضباطاً في الكوادر الى طرق ابواب الاقرب ايدولوجياً اذا ماشعر فعلاً بنجاح الهندسة الحزبية من كبح جماحه أو باقل تقدير قد يلجئ الإسلاميين الى المناكفة المشروعة، في كل الاحول الهدف انتزاع مكاسب يزاحم بها ضخامة “الميثاق” ورتابة “إرادة”، والجميع يترقب مفاجأة الاسلاميين بعد كل هذا الترقب للحالة الحزبية.
بشكل عام من البكر طرح السؤال الأعمق تواصلياً وشعبياً وحزبياً، من الحزب الذي سيضع في جيبه الـ 41 مقعد في مجلس النواب ؟ ومن المبكر اكثر النظر للأعلى للشكل الجديد للحكومة الحزبية قبل ان تتضح ملامح وبرامجية الأحزاب الوليدة وقبل ايضاً ان تتبنى الاحزاب شكل العمل السياسي بين الوسط واليمين واليسار وأقصى اليمين وأقصى اليسار ، ليبقى الأخ المسلم في إطار الجبهة هو الأكثر نضوجاً حزبياً بانتظار ماستؤول اليه مخرجات ليلة “إرادة” الباردة وجمعة “الديموقراطي الإجتماعي” المرتبكة ونهار “الميثاق” الصاخب، حيث ثلاثية البرامج والاهداف والهوية لا تزال غير واضحة في هذه المكونات الحزبية.