نحو صيغة تعاون حزبي إجباري !!

13 مارس 2023
نحو صيغة تعاون حزبي إجباري !!

محمد داودية

مع الأخذ بعين الاعتبار ضعف الإقبال على الانخراط في الأحزاب حاليا، وأهمية ووجوب التعويض عن ذلك الضعف، وواجب تحشيد القوة والقدرة من أجل التأثير الإيجابي في المسارات والقرارات الوطنية، فإن بناء شبكة تنسيق وتعاون للأحزاب الأردنية، يصبح استحقاقاً إجباريا لا اختيارياً.
نتحدث عن صيغة تنسيق وتعاون عامة، لا تطيح بصيغ التنافس والتعاون التقليدية فيما بين الأحزاب التي تتنافس على استقطاب المواطنين.
القواسم المشتركة بين القوى السياسية والثقافية والاقتصادية الوطنية، أكثر من أن تحصى، وبداهةً فإن ما تختلف عليه ليس كبيراً ولا خطيراً.
هي أحزاب إصلاحية تستهدف اجتراح الحلول والمبادرات، التي تسهم في اختراق الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، ومقاربة الأوضاع السياسية المضطربة في الإقليم، لجهة فكفكة بعض ضغطها، وتقديم ما يسهم في تخفيف حدتها إلى ولي الأمر.
واضحٌ كل الوضوح للجميع، أن حزباً بعينه، لن يكون قادراً عن تحقيق جزء مما وعد به !!
نتفق على نظامنا الملكي الهاشمي. نتفق على حقوق شعب فلسطين العربي العظيم.
نتفق على الوصاية الهاشمية.
نتفق على ضرورة وخطورة نزاهة الانتخابات.
نتفق نتفق …
ونتفق على أن ميدان العمل الحزبي السياسي، واسع وشاسع وفيه متسع للساعين إلى الخير.
عرفنا تجربةَ التنسيق بين الأحزاب اليسارية والقومية. وأيضا التنسيق بين أحزاب الوسط واليمين المحافظ.
تلك صيغ تنتمي إلى زمنها المختلف عن الزمن الحزبي والسياسي الجديد.
تحدثت في هذا الأمر مع الصديقين العين الدكتور محمد المومني- حزب الميثاق. والعين جميل النمري- الحزب الديمقراطي الاجتماعي، فوجدت لديهما تفهماً وإحساساً عالياً بالمسؤولية، ونيةً على العمل لبناء صيغة تنسيق حزبي ما أن يتظهّر المشهد وتستقر المخاضات الطبيعية الراهنة.
وتشكل الصديقةُ العريقة عبلة أبو علبة- حزب حشد، عنواناً بارزاً ومرجِعاً موثوقاً للمرونة والحنكة السياسية، وتتمتع بقدرة على بناء التحالفات المقطعية الجزئية، والتغلب على الصعاب، وتحقيق التسويات، بحكم خبرتها الحزبية الثمينة التي لم تبخل بها يوماً.
وأختم بما كتبتُه هنا يوم الأحد الماضي:
تعلمون أنه لا تستقيم الحياةُ الحزبية المعافاة بكم وحدكم !
وجديرٌ أن يعلم الجميع، أنْ الحياة الحزبية المعافاة، لا تستقيم بدون الآخر، الأمر الذي يوجب أن يتم التعاون والتنسيق بين الأحزاب، على نقطة، أو مهمة محددة واحدة، أو أكثر، بصرف النظر عن عقيدة تلك الأحزاب وهويتها الاجتماعية- الاقتصادية.