صراع الخلافة للسلطة الفلسطينية .. وظهور الرجل المثير للجدل بمبادرة “حل الدولة الواحدة”

7 مارس 2023
صراع الخلافة للسلطة الفلسطينية .. وظهور الرجل المثير للجدل بمبادرة “حل الدولة الواحدة”

 

 

وطنا اليوم – تُشير حسابات اللحظات الأخيرة الحرجة إلى استعار خلف الستارة والكواليس مجددا لسُؤال الوريث والخليفة لمقعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المقاطعة برام الله في ظل مناخات التصعيد الحالية على الأرض الفلسطينية.

واجتهد قادة كبار في حركة فتح تحديدا في البقاء مؤخرا في حالة نشاط وذهنية فعالة للتعامل مع أي تداعيات يمكن أن تحصل حيث لوحظ نشاط سياسي وإعلامي كبير للغاية على جبهة ثلاثة قادة أساسيين مؤخرا هم حسين الشيخ ومحمد دحلان وجبريل الرجوب فيما دخل القيادي المؤثر في حركة فتح محمود العالول في حالة مراقبة للمعطيات والترقّب وسط فوضى غير مسبوقة داخل حركة فتح.

وحتى في عمق الحكومة الفلسطينية وفي المتابعات الأردنية والمصرية والأمريكية أيضا.

حاول كثيرون فهم الأسباب التي دفعت تيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان مؤخرا للظهور مرّتين إعلاميا على الأقل في وقت قصير لإظهار زهده الكبير في الأضواء والمنافسة وحتى في الصراع على أي مقعد.

 

 

متقدما دحلان بمبادرة سياسية لفتت الأنظار فكرتها التركيز بعد انتهاء حل الدولتين على مفهوم المواطنة والدولة الواحدة.

المواقع والمؤسسات الإعلامية المحسوبة على دحلان في الإمارات ومصر وحتى في الداخل الفلسطيني وعبر منصات التواصل اجتهدت بوضوح في إظهار زُهد هذه الشخصية الإشكالية وفي التركيز على ترويج ما قاله علنا عن عدم نيّته الترشّح لرئاسة السلطة الفلسطينية لا اليوم ولا غدا إضافة إلى عدم اهتمامه أصلا بكل ما يقال عن طُموحه الشخصي في السّياق.

لم يقتصر الأمر على منابر إعلامية بل إجتهد المناصرون للتيار والمقربون من دحلان في إظهار نفس المضامين.

على جبهة موازية لاحظ الجميع حجم النشاط الإعلامي والسياسي الذي رافق القيادي حسين الشيخ بعد حضوره لما سمي بقمة العقبة الأمنية فقد تحدّث الشيخ للإعلام الاسرائيلي والفلسطيني والدولي 3 مرّات على الأقل وبأسبوع واحد، الأمر الذي يُظهر طموحه الشخصي المُعلن عمليا كما يشير إلى سعيه المحموم إلى زيادة فرصته عندما يتعلق الأمر بما تطرحه دول غربية كبيرة الآن من بينها ألمانيا وفرنسا بصيغة سُؤال حول ضرورة ترسيم حدود خلافة الرئيس عباس.

سفارات ألمانيا وفرنسا في عمان والقاهرة وفي تل أبيب تُجري الآن حوارات حول هذا الموضوع والدبلوماسيون الممثلون للبلدين يبلغون الأردن ومصر وأحيانا الأمريكيين بأن لديهم خطة لكنها خطة لا تزال غامضة.

ومقربون من حسين الشيخ يشيرون لوجود خطة أيضا لديه تحت عنوان الاحتواء الأمني ورغبته في الحصول على فرصة حقيقية لدعم هذه الخطة بالتعاون مع الأمريكيين ومصر والأردن.

وهو أمرٌ ملحوظ تماما في تصريحات الرجل خصوصا للإعلام الإسرائيلي وفي إعلانه الصّريح مؤخرا بأنه يتواصل مع مكتب نتنياهو على أمل إفساح طريق للمناورة التنسيقية أمامه.

مُشكلتان وفقا لمصدر أمني مصري مشارك في النقاشات تواجهان حسين الشيخ بصورة أساسية:

وهما أولاً أن خطته الامنية المقترحة للتهدئة واستعادة الهدوء والاحتواء تصطدم بميل الطاقم الوزاري الأمني الإسرائيلي لفكرة حسم الصراع اليوم بدلا من حله أو تأجيل حله.

والمشكلة الثانية في درب طموحات حسين الشيخ هي صمت الرئيس محمود عباس عن تأييده ومساعدته وتحفّظ الأردن على أن يتولى الشيخ الأمور وتطلق يده في السلطة الفلسطينية وقلّة حماس المصريين في السياق.

على جبهة ثالثة ينشط القيادي الفتحاوي البارز جبريل الرجوب لكن ليس من منطلق طموحاته الشخصية كما يشير مصدر مقرب جدا منه.

ولكن من مُنطلق الحرص على تقليص فرصة حسين الشيخ قدر الإمكان وتوفير صيغة لا تؤدي لانقسام حركة فتح ويمكن أن تنتقل بما تبقّى من مشروع الاشتباك الفلسطيني إلى مناطق آمنة أكثر بالتفاهم مع حركة حماس حصرا.

ذلك على الأقل ما يقوله الرجوب وقد قيل مؤخرا انه حاول استئناف اتصالات خاصة مع قيادات في حركة حماس وتجديد النشاط والجهد بخصوص وثيقة المصالحة التي اقترحها العام لماضي برفقة القيادي الحمساوي صالح العاروري مما يبرر اتصالات وزيارات قام بها لبعض دول الخليج مؤخرا.

يعمل الرجوب باتجاه ترتيبات ترفع من قيمة أسهم  القيادي الصامت في حركة فتح محمود العالول والذي بدوره شكّل خيارًا معقولًا لبعض الدول ومن بينها الأردن ولا يزال لكنّ الخُمول واضح في المتابعة والتنسيق والحماس يفتر في حركة ونشاط العالول.

ومع انتشار حالة الفوضى وشروط القادة الفلسطينيون بان مسالة خلافة عباس ستكون جزء من ترتيب أمريكي أعمق للمشهد قد يطيح بالتريبة الحالية لحكومة اليمين أو يُحاول الإطاحة بها، مع كل تلك المؤشرات أُعيد طرح السّؤال حول خليفة عباس واستعرت المُنافسات والمُواجهات خلف الكواليس.