وطنا اليوم:تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صورة للافتة كبيرة في واجهة مبنى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، المطل على شارع صلاح سالم بضاحية مدينة نصر في اتجاه مطار القاهرة الدولي، يحاول من خلالها الجهاز طمأنة جموع المصريين بشأن مخزون البلاد من الفول، باعتباره السلعة الإستراتيجية الأهم لهم.
وكتب جهاز التعبئة والإحصاء على اللافتة أن تعداد السكان (في الداخل) الآن هو 104 ملايين و509 آلاف و198 نسمة، والرصيد المتاح من الفول يكفي لمدة 3.8 أشهر، أي ما يعادل 114 يوماً.
ونشر رئيس تحرير صحيفة الأهرام السابق، عبد الناصر سلامة، صورة اللافتة على حسابه بموقع تويتر، قائلاً: “الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ينشر تعداد السكان مع كمية الفول المتوافرة في مصر، على اعتبار أن الفول هو إكسير (مادة كان يُعتقد أنها تضاف إلى الفضة فتحولها إلى ذهب) الحياة للمصريين. والمفروض يطمئنوا، اطمئنوا يا مصريين”.
من جهته، قال أحمد حسين إن “شاشة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تعلن أن رصيدنا من الفول يكفي 3.8 أشهر. كل ما يزيد عدد السكان كل ما رصيد الفول يقل، وهذه إشارة واضحة إلى سقوط غالبية المصريين من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة الفقيرة”، مضيفاً بلهجة ساخرة: “إن خلص الفول، أنا مش مسؤول”.
ويعاني المصريون من أوضاع معيشية صعبة بسبب استفحال التضخم والغلاء، لا سيما مع فقد الجنيه أكثر من 90% من قيمته أمام العملات الأجنبية منذ منتصف مارس/آذار 2022، وحدوث ارتفاعات قياسية في أسعار جميع السلع والمنتجات الأساسية، بنسب تراوحت ما بين 100% و150%.
وقفز سعر الكيلوغرام من الفول المعبأ في الأسواق المصرية إلى ما بين 40 و45 جنيهاً، مقارنة بمتوسط 18 جنيهاً للكيلوغرام قبل نحو عام، علماً بأن مصر تستورد قرابة 85% من استهلاكها من الفول، مقابل 15% فقط من الإنتاج المحلي.
وأدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية الأساسية، لأن البلدين يشكلان معاً نحو 29% من صادرات القمح العالمية، فضلاً عن أنهما من بين أكبر 5 مصدرين عالميين للحبوب والبذور الزيتية المهمة مثل الشعير والذرة، وعباد الشمس وزيت عباد الشمس. في حين تنتج دول البرازيل وميانمار والهند والصين أكثر من 50% من الفول عالمياً.