وطنا اليوم:أضحت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في بلدات لواء بني كنانة شمال محافظة اربد، تشكل خطرا على سلامة وصحة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، وتتفاقم خطورتها على نحو يثير قلق الأهالي، بعد ان شهد اللواء تسجيل عشرات لحالات العقر، ما يتطلب تدخلا حاسما من الجهات المعنية لإنهائها، وفق سكان.
وشهد اللواء عشرات الحالات لسكان تعرضوا لهجوم من قبل الكلاب الضالة، حيث بينت إحصائيات صادرة عن مستشفى اليرموك الحكومي في اللواء، أن عدد حالات العقر خلال العام الماضي بلغت 160 حالة تقريبا.
وقال علي عبيدات احد سكان اللواء إن الكلاب الضالة تتنقل بين أحياء وشوارع المدينة بأعداد كبيرة، وباتت تثير الرعب لدى السكان، خاصة لدى الأطفال الذين يتعرضون للعقر اثناء الخروج من المنزل، في ظل غياب أي إجراء من قبل الجهات المعنية.
وأضاف أن هذه الكلاب تجوب المرافق العامة، في وضح النهار، بينما تتجمع آخر الليل على شكل مجموعات في الأحياء المأهولة بالسكان، وتتسبب بهلع للمارة وتهاجم السيارات وتصدر أصواتا مزعجة، مما يجعلها مصدر إزعاج للجميع.
وأشار إلى انه وبالرغم من تقديم الشكاوي للجهات المعنية من أجل القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة، إلا انه لا يوجد أي إجابة في ظل عدم السماح بقتل الكلاب الضالة، لافتا إلى انه كان في السابق يتم تعيين موظف في البلدية من اجل قتل تلك الكلاب
أو وضع سموم لقتلها.
وقال محمد ملكاوي إن احد الأسباب لزيادة نسبة انتشار الكلاب الضالة في الشوارع هي تدني مستوى النظافة والإبقاء على حاويات النظافة دون تنظيف لعدد من الأيام، الأمر الذي يتسبب بتجمع الكلاب الضالة بحثا عن الطعام في الحاويات، وهو ما يتطلب من الجهات المعنية بتفريغ الحاويات بشكل يومي للتخلص من الكلاب الضالة.
وأشار إلى أن عدم قتل الكلاب الضالة خلال السنتين الماضيين بسبب قرار منع قتلها تسبب بتكاثر تلك الكلاب، الأمر الذي بات من الصعب القضاء عليها، إضافة إلى أن البلديات في اللواء لم تلجأ إلى إمساك تلك الكلاب قبل تكاثرها بشكل مقلق وإرسالها إلى الملاجئ للتخلص منها.
وأضاف أن البلدية هي الجهة الوحيدة المخولة قانونيا للتعامل مع هذه الحيوانات، من خلال القنص والتخلص منها عن طريق إنشاء محمية تتوفر فيها جميع الاحتياجات للكلاب من مأكل ومشرب وعلاج صحي، وإنشاء جمعيات للرفق بالحيوان، وهذا يتطلب رصد ميزانية ووقفة جادة من المعنيين.
ويؤرق انتشار الكلاب الضالة المواطنين في اللواء في ظل تواجدها بأعداد كبيرة بين المنازل والأحياء الشعبية وفي المزارع، إضافة إلى تواجدها أمام المدارس، الأمر الذي يشكل خطورة على الطلاب وخصوصا في ساعات الصباح الذي تبدأ فيه دوام المدارس.
بدوره، قال رئيس بلدية الكفارات حسين الحمزة عبيدات إن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في بلدات لواء بني كنانة موجودة بأعداد كبيرة والبلدية تقف عاجزة عن مكافحة هذه الظاهرة بالرغم من الشكاوي اليومية التي ترد من المواطنين بضرورة تدخل البلدية لإنهاء الظاهرة.
وأكد عبيدات أن البلدية غير قادرة على مكافحة الظاهرة في ظل عدم توفر الإمكانيات المالية من أجل استئجار ارض لتأمين نقل الكلاب اليها، إضافة إلى عدم توفر كوادر بشرية مؤهلة من اجل التعامل مع الكلاب الضالة من خلال الإمساك بها ونقلها إلى الملاجئ وتأمينها.
ولفت إلى أن ظاهرة الكلاب الضالة منتشرة في شوارع اللواء وباتت تشكل هلعا وخوفا للمواطنين، مؤكدا أن البلدية تعمل قدر المستطاع على استدامة النظافة في الحاويات، حيث تعمل كوادر البيئة وآلياتها على إزالة النفايات من الحاويات بشكل يومي.
وكان نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان عمم على البلديات بعدم قنص أو تسميم الكلاب الضالة، فيما أكد أمين عام وزارة الإدارة المحلية المهندس حسين مهيدات في تصريحات سابقة أن الوزارة وبالتعاون مع وزارة الزراعة والجهات المعنية ستبدأ بتطبيق نظام ABC الذي يقوم على تعقيم وتطعيم وتطهير الكلاب ووضع “تاق” على كل كلب لتمييزه عن غير المعقم.
وحول آلية البدء بتلك الإجراءات أكد المهندس مهيدات أن وزارة الإدارة المحلية عممت على جميع البلديات بضرورة إنشاء مراكز تعقيم وتطهير بالتعاون مع وزارة الزراعة حيث تم البدء بتطبيق ذلك في 3 بلديات هي الخالدية والضليل والحلابات من خلال تجميع الكلاب وتعقيمها وتمييزها
بـ”التاق” الخاص.
وأضاف الأمين العام أن الوزارة ستبدأ بوضع مخصصات مالية وتحديد أراض من خلال مختلف البلديات لإنشاء مراكز التطعيم الخاصة.
وتتراوح حالات العقر في المملكة سنويا بين 5000-6000 حالة أي ما يعادل شهريا من 80 إلى 100 حالة، حسب أرقام رسمية صادرة عن وزارة الصحة، فيما تبلغ كلف علاج حالة العقر حوالي 650 دينارا في حين تبلغ الكلف سنويا حوالي 3 ملايين دينار وهي عبارة عن “أمصال ومطاعيم”