وطنا اليوم – يبدو أن وتيرة التفاعلات الفلسطينية تحديدا وخصوصا الفتحاوية الحركية، وكذلك تلك المرتبطة بالتنظيمات الفلسطينية والأهم المرتبطة بدعاة الجبهة الكفاحية النضالية الموحدة الآن ارتفعت خلال الايام القليلة الماضية مع اعلان تشكيلة اليمين الاسرائيلي الفاشية كما توصف.
والتي يبدو أن تشكيلها يؤذن بمرحلة جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة عنوانها الابرز مواجهات قد تكون دامية ومسلحة ومكلفة ولكل الاطراف.
وتجري حاليا مشاورات مكثفة جدا وبصورة نادرة جدا وعلى مدار الساعة بين أقطاب حركة فتح وبين اعضاء اللجنة المركزية بالاضافة الى اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبعض اركان السلطة تحت شعار واحد و بالتزامن وعنوانه الاساسي توفير الحماية للشعب الفلسطيني مع ظهور بوادر تشكيل ميليشيات مسلحة استيطانية هذه المرة قد يكون عدد اعضائها يصل الى ٢٠٠ الف مسلح في القرب من المستوطنات واسوارها والمناطق سي وعلى حواف الاحتكاك مع القرى والبلدات والتجمعات السكانية الفلسطينية.
وتبحث حركة فتح عن خياراتها.
وهي في موقع حرج جدا قياسا بمواقف السلطة الفلسطينية وموقف الرئيس الفلسطيني نفسه محمود عباس الذي يصر على أن الخيار النضالي الكفاح الوحيد حتى اللحظة هو اللجوء للمجتمع الدولي وفضح الممارسات الاسرائيلية والتركيز على خطاب توفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
ويبدو أن خلافات تجري حاليا بين أقطاب حركة فتح بسبب تعريف عبارة توفير الحماية للشعب الفلسطيني فالاوساط الفتحاويه القريبة جدا من السلطة والرئيس عباس تحاول التحذير من الانقسام والبقاء تحت التعريف الرسمي الذي تمثله السلطة لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
لكن الأطراف الأخرى في حركة فتح وخصوصا في الاقاليم الداخلية وتحديدا في جنين وقراها وفي طولكرم والقدس وايضا في نابلس تحاول تفعيل نقاش ينتهي بخلق وقائع جديدة تحت عنوان تعريف الحماية للشعب الفلسطيني بمعنى ان السلطة الفلسطينة والاجهزة الامنية فيها مطالبان الآن بتوفير مظلة لحماية المواطنين من رعاياها حتى تكون في موقف وموقع يمكنها من مطالبة العالم او المجتمع الدولي بتوفير تلك الحماية.
الحوار صاخب داخل حركة فتح لكن على جبهة الفصائل ايضا وبالتعاون مع حركتي الجهاد الاسلامي وحماس حوارات بالجملة على مدار الساعة و غرف عمليات مشتركة تشارك فيها هذه المرة بعض الفصائل.
واقتراح جدي يقدم مكتوبا خلف الستارة والكواليس ويحاول أصحابه ترويجه في اوساط الفصائل بعنوان توفير الاستعداد اللوجستي للتعامل مع لحظة المواجهة أو اللحظة صفر كما تسميها القيادة الخاصة بالجناح العسكري لحركة حماس.
ويضغط الواقع الموضوعي على جميع الأطراف حيث تشعر حركة فتح أنها مضطرة لترسيم خياراتها وكذلك الأجهزة الأمنية التي تتبنّى عقائديا موقفا يقول بأن التنسيق الأمني انتهى عمليا واتفاقية أوسلو أوقفت بإعادة الاجتياح منذ 20 عاما فيما دائرة الخيارات تضيق مع مرور الوقت وتصبح المواجهة مع ميليشيات المستوطنين وحرس الحدود حصرا حتمية.