وطنا اليوم-ينعى المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وفاة البابا السابق بندكتس السادس عشر، في مقره في حاضرة الفاتيكان، عن عمر 95 عامًا، وسوف يسجى جثمانه الطاهر في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، يوم الاثنين 2\1\2023 ، فيما سيشيع الى مثواه الاخير في الفاتيكان يوم الخميس 5\1\2023.
وقال المدير العام للمركز الاب رفعت بدر بان الناطق الرسمي باسم الفاتيكان ، قد اعلن ظهر اليوم عن رحيل البابا السابق بندكتس السادس عشر ، وان المركز الكاثوليكي، وفيما يترحم على روح البابا الراحل العظيم، ليستذكر الأعمال والتعاليم التي قام بها ، وهو المعروف عنه بثقافته وعلمه وسعة إطلاعة وتواضعه. التواضع الذي بيّنه بشكل جليّ من خلال الاستقالة التي قام بها عام 2013 زاهدًا بالسلطات الأرضيّة ومُسلّمًا دفة “سفينة القديس بطرس” إلى خلفه البابا فرنسيس.
ويستذكر المركز الكاثوليكي أيضًا الزيارة التاريخيّة التي قام بها البابا بندكتس السادس عشر إلى الأرض المقدّسة، مبتدئًا فيها من الأردن حيث أمضى 4 ايام متواصلة، والتقى بجلالة الملك عبدالله الثاني الذي كان على رأس متسقبليه، ووضع حجر الأساس لكنيسة المعموديّة (المغطس) التي ما زالت قيد البناء، وكذلك وضع حجر الأساس للجامعة الأميركيّة في مادبا، والتابعة للبطريركيّة اللاتينيّة، وبارك مركز سيّدة السلام لذوي الحاجات الخاصة، وصلّى في كاتدرائيّة القديس جوارجيوس للروم الكاثوليك، وترأس قداسًا احتفاليًا في ستاد عمّان الدوليّ، والتقى بالعلماء المسلمين في ساحة مسجد الحسين بن طلال. وهو الذي متّن العلاقات الدبلوماسيّة بين الاردن والكرسي الرسولي من خلال استقباله جلالة الملك عبدالله الثاني عدّة مرات في حاضرة الفاتيكان.
كما يستذكر المركز الكاثوليكي أيضًا السينودس (المجمع العام) الذي عقده البابا بندكتس السادس عشر في الفاتيكان، بحضور أساقفة العالم أجمع، ومنهم بطاركة ورؤساء كنائس الشرق، للتشاور والدراسة والتأمّل والصلاة حول أوضاع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي نتج عنه الإرشاد الرسوليّ “الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة”، وشدّد فيه على أنّ الشرق الأوسط من دون مسيحيين لن يكون الشرق الأوسط بعد ذلك.
ويعبّر المركز الكاثوليكي عن تعازيه الحارة لقداسة البابا فرنسيس، وللكنيسة الكاثوليكية قاطبة، ولكلّ الأشخاص الذين يؤلمهم هذا الرحيل، لأنّه يمثّل شخصيّة دينيّة متواضعة، أضفت على العلاقات بين الناس الكثير من التعاليم والدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسيّة، وأهمّها الحريّة الدينيّة التي وصفها بأنّها “تاج الحريّات كلّها”.
رحم الله البابا السابق بندكتس السادس عشر، الذي كان شعاره ” الحقيقة في المحبة ” وأعطى للبشريّة بأجمعها بأن تعود الى تعاليمه الداعيّة للمحبة والسلام في العالم أجمع.