وطنا اليوم – خاص- في الوقت الذي يترقب فيه الشارع مشهد مناقشة الموازنة يبدو ان محركات البحث عن بدائل تأخير الجلسة او إعاقة عقدها وسط ادراك رسمي بان الجلسة عاجلاً ام اجلاً سوف تعقد ، لكن السعي الرسمي محاولة لا متصاص اندفاعة نيابية متوقعة قد تحصل كما حصل في الجلسة الاخيرة التي سمعت فيها الحكومة كلاماً قاسياً من النواب وصفه بعض النواب في حديث استمعت له وطنا اليوم قال فيه ” سمعنا كلام بسم البدن” .
حيث يفترض ان جلسة النواب الثلاثاء تمهد عمليا لنقاشات مشروع الميزانية المالية المدرج منذ ثلاثة اسابيع بين يدي الامانة العامة لمجلس النواب و ينتظر او يفترض بموجب الاستحقاق الزمني الدستوري ان يتقدم وزير المالية محمد العسعس لعرض حيثيات وبيانات ميزانيته والتصويت في مناخ يبدو انه اصبح غير مريح للحكومة وادواتها ضد الميزانية قد لا يكون امرا واردا او من الامور التي يمكن ان يسمح بها ببساطة.
لكن عدم مرور الميزانية او تأخيرها خطوة مؤذية جدا سياسيا ودستوريا للحكومة وتؤشر على ان مزاجا للنواب لا يزال في اطار مناكفة الحكومة ولا يتفهم خططها المالية والاقتصادية واي تاخير او اعاقة مشروع الميزانية المالية يمكنه ان يفسر باعتباره حجب للثقة عن تلك الميزانية.
فيما يبدو أن الحكومة الحالية قد استعدت من جهتها جيدا لمواجهة تساؤلات النواب ويبدو ان هناك اتفاق يجري خلف الستارة والكواليس على ان لا تعقد جلسة الثلاثاء الا بعد اجراء مفاوضات واتصالات و مشاورات مع اللجان والكتل وهو ملف تم ترتيبه ما لم تحصل مفاجات.
بالمقابل فان جبهة الشارع ومادامت الحراكات المعلنة وغير المعلنة على المستوى الشعبي والشعبوي فقط بعيدا عن الاحزاب السياسية واهمها حزب الحركة الاسلامية ستبقى في اطار السيطرة والتحكم وان ارتفعت وتيرة الغضب والاحتقان وفي بعض المجالس العشائرية.
باختصار المناخ أكثر هدوء بصفة عامة والطقس حاد البرودة والمطر غزير في الحالة الاردنية، وبالمحصلة ورغم كل المحاولات الحكومية للتأجيل او العبث والتشويش على جلسة مناقشة الموازنة إلا ان الجميع يدرك انه لابد من عقدها لمسوغات دستورية ولكن لسان حال الحكومة بعد كل المحاولات التي جرت وتجري يقول “لعل الله يحدث امر”.