هل يعجّل ضعف الأداء برحيل حكومة الخصاونة

16 ديسمبر 2022
هل يعجّل ضعف الأداء برحيل حكومة الخصاونة

وطنا اليوم:تتصاعد وتيرة الاحتجاجات والإضرابات في الأردن التي ينفذها قطاع النقل والشحن رغم المحاولات التي تبذلها الحكومة للحد من تلك التحركات برفع أجور العاملين في الشحن ودعم القطاع ماليا رغم تأكيد المتظاهرين على ضرورة خفض أسعار المحروقات في ما باتت أزمة الطاقة العالمية تؤثر سلبا على الوضع الداخلي.
ورغم أن المظاهرات انطلقت في مدينة معان (جنوب عمان) بداية الشهر الجاري لكن يبدو أن وتيرة الاحتجاجات بدأت تتسع لتشمل مدنا ومحافظات أخرى بقطع الطرق وإشعال العجلات المطاطية رفضا لرفع أسعار المحروقات بشكل متكرر بعد أن مست جيوب الفقراء وأضرت بقطاع النقل.
ووضع إضراب الشاحنات في البداية حكومة بشر الخصاونة أمام أزمة جديدة تُهدد بقاءها حيث ستتحمل هذه الحكومة تداعيات أزمة الطاقة نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا وقرار أوبك+ خفض إنتاجها من النفط.
واتسعت رقعة الإضراب لتشمل وسائل نقلٍ أخرى، وسط مطلبٍ رئيسي للمضربين عنوانه “خفض أسعار المشتقات النفطية” التي سجلت ارتفاعات كبيرة خلال العام الجاري.
وأزمة النقل يراها مراقبون بأنها لن تمر دون رحيل الحكومة، سيما وأنّها لم تقدم لها أيّة حلول تحول دون تكبّد المملكة، المأزومة اقتصادياً، مزيداً من الخسائر.
حكومة تفتقر خبرة التعامل مع الناس
واعتبر عامر السبايلة، الكاتب والمحلل السياسي أن حكومة الخصاونة “تفتقر لخبرة التعامل مع الناس، بل على العكس تماماً، قامت بخطوات استفزازية وبطريقة لا يمكن قبولها”.
وقال السبايلة “لا يمكن لأية حكومة في العالم اليوم وفي ظل الأزمات المتراكمة من كورونا وطاقة أن ترفع الأسعار بهذه الطريقة، حيث أن السعر بالأردن مجمله ضرائب غير مبررة، وليس له ارتباط بالسعر عالمي”.
وزاد “المبالغة بهذا الأسلوب وخاصة مع دخول فصل الشتاء، وإصرار الحكومة على رفع أسعار الديزل والكاز هو بحد ذاته استفزاز للمواطن، ووضع نفسها في خانة العدو”.
وذكر أن “تطور حالة الوعي كإضراب منظم قد يقود إلى عصيان مدني في مراحل مستقبلية، إلى الحديث عن مشروعية الضرائب المفروضة، كله يعني أن قصة تبديل الحكومات لم تعد ذات فعالية”.
وقال جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية (حكومية) “يتضح من خلال استمرار الإضراب هو عدم رغبة الحكومة وقدرتها على الحل”.
وأضاف “الحكومة لديها صلاحيات من الملك في الشؤون العامة، ولكن هذا لا يعني بالمطلق أنها لن تذهب إذا ما أصبحت عبئاً؛ لأن المصلحة الوطنية هي الأهم”.
وأكد الشلبي: “لا شك أن الإضراب وضع الحكومة في مأزق، والخسارة على الأردن ستكون كبيرة إذا ما استمر الصراع بين الجانبين (حكومة ومضربين)؛ لإخضاع كل منهما الطرف الآخر”.
ويؤكد حسن الدعجة، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة “الحسين بن طلال” (حكومية) أن “الإضراب نتيجة رفع الحكومة أسعار الديزل بنسب وصلت إلى 45 بالمئة عن قيمتها السابقة”.