وطنا اليوم:تُظهر مُخرجات النماذج العددية لدينا في مركز طقس العرب الإقليمي بوضوح اندفاعات مُتتالية لكُتل هوائية شديدة البرودة وقطبية نحو شمال وشمال غرب القارة الأوروبية بمافيها المملكة المُتحدة وصولاً حتى أجزاء من وسط القارة الأوروبية منذ فترة ليست بالقصيرة، مما تسبب بتشكل مُنخفضات جوية عميقة أدت الى تساقط الثلوج فوق مناطق واسعة شملت ارتفاعات مُتدنية عن مستوى سطح البحر، وكانت التساقطات الثلجية الكثيفة قد طالت العاصمة البريطانية لندن الأيام الماضية وسطَ مشاهد مميزة للثلوج، ذلك علاوةً عن تسجيل محطات الرصد الجوي درجات حرارة قارسة البرودة وصلت الى 12 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق.
نزولات قطبية أشد برودة ستغزو القارة الأوروبية والإنعكاسات سلبية على شرق المتوسط
ومن خلال قراءة مُخرجات النماذج العددية لتوزيع الكُتل الهوائية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، نجد أن شمال وغرب القارة الأوروبية ستكون على موعد مع نزولات قطبية أشد برودة وقسوة من سابقها خلال النصف الثاني من الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المُقبل، حيث من المُتوقع أن تشهد أجزاء واسعة من شمال وغرب القارة الأوروبية موجات أشد برودة مُترافقة مع ثلوج كثيفة في مناطق واسعة وبارتفاعات مُتدنية.
أما عن شرق البحر الأبيض المتوسط لابد من شرح طبيعة تحرك الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتحديداً القارة الأوروبية وانعكاس ذلك على مناطقنا.
وعن الشق الأخر من دول البحر الأبيض المتوسط وهو دول المغرب العربي ونخص بالذكر المغرب والجزائر، يؤدي امتداد التيارات الهوائية الباردة القادمة من جنوب غرب القارة الأوروبية والمحيط الأطلسي الى تشكل اضطرابات جوية تتسبب بهطول الأمطار الغزيرة أحياناً التي قد تؤدي الى تشكل السيول وانخفاض درجات الحرارة بمشيئة الله هذا وتكون الفرص مهيأة لتساقط الثلوج فوق قمم جبال اطلس.
أنظمة جوية عكسية بين دول القارة الأوروبية وشرق البحر الأبيض المتوسط
يُعتبر شكل الانظمة الجوية في الغلاف الجوي مُترابطاً للغاية، فأي حدث أو نظام جوي نشهده، يكون ناتج عن نظام جوي آخر مُختلف كلياً يحصل في منطقة أُخرى، ومن أبرز الأمثلة على ذلك حتى تشهد دول شرق البحر المتوسط مُنخفضات جوية وأمطار هامة يجب أن يغطي مُرتفع جوي صلب غرب البحر الأبيض المتوسط واجزاء واسعة من غرب ووسط القارة الأوروبية، حيث يعمل المُرتفع الجوي بعمل حاجز صد للكُتل الهوائية الباردة ويجبرها على الالتفاف حوله والتحرك نحو شرق القارة الأوروبية ولاحقاً البحر الأبيض المتوسط وينتج عنها منخفضات جوية واجواء باردة وماطرة تارة ومثلجة تارةً أُخرى حال نجاح كُتل هوائية شديدة البرودة بالوصول.
لكن الوضعية الجوية في الفترة القادمة تتمثل بعكس ذلك تماماً، حيث أن الكتل الهوائية الباردة وشديدة البرودة تغزو شمال وغرب القارة الأوروبية إضافةً لأجزاء من وسطها، مما ينعكس بشكلٍ سلبي على دول شرق البحر الأبيض المتوسط عن طريق دفع مُرتفعات جوية علوية وسطحية تضفي استقرار على الأجواء وغياب الفعاليات الجوية الرئيسية او الهامة، وذلك علاوةً عن ترافق المُرتفعات الجوية بتيارات هوائية أدفأ من مُعدلاتها في طبقات الجو القريبة من سطح الأرض بحيث ترتفع درجات الحرارة في عموم المناطق خلال نهاية الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المقبل ويكون الطقس ادفأ من المُعتاد لمثل هذا الوقت من العام خلال ساعات النهار.
نسأل الله أن يسقينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين