وطنا اليوم:يستعد السوريون لشتاءٍ طويل وقارس البرودة، مع تفاقم أزمة الوقود، فالعديد من العائلات تؤكد أنها لا تستطيع أن تتحمل تكاليف التدفئة، بسبب ارتفاع سعر المازوت والغاز، في الداخل السوري.
لا يستطيع الملايين من السوريين تحمّل تكاليف التدفئة من أجل أطفالهم هذا الشتاء، لذا تتناوب بعض العائلات على الاعتناء بالصغار، على أن يقتصر تشغيل التدفئة في المنزل الذي يمكث فيه الأطفال.
إذ لا تقدر الأسر السورية على تحمّل تكلفة شراء المازوت والغاز، أو حتى العثور عليهما في كثير من الأحيان، مما يضطر البعضَ إلى اللجوء لحلول مبتكرة ويائسة، للتغلب على أزمة الوقود، التي تزيد من مصاعب الحياة بعد مرور أكثر من عقد، منذ اندلاع الأزمة في سوريا.
ويوضح المواطن السوري، سليمان الخالد: “اعتمادنا على موسم الفستق يلي بيجينا من هذا الموسم ندخر منه للمصروف وما فيه أي مجال يفتح مشروع لأن المصروف أول بأول يعني يلي بيجي من الموسم دوب يكفي المصروف”.
ويقول موظف حكومي، الذي يحاول زيادة دخله من خلال العمل في ورشة طلاء في المساء، إنه يأكل هو وأولاده وجبة واحدة في اليوم منذ نحو شهرين. وغالبا ما يعمل لمدة 18 ساعة في اليوم، لكن حتى هذا لا يمكنه من جني ما يكفي من المال، لتحمل تكاليف تدفئة منزله.
الانهيار الاقتصادي في سوريا، الناجم عن سنوات من الصراع، والعقوبات الغربية، وانهيار العملة، وخسارة الحكومة الأراضي المنتجة للنفط شمال شرقي البلاد، يدفع ملايين الأشخاص إلى براثن الفقر كل عام.
ومع تراجع إيرادات الدولة، اضطرت السلطات إلى خفض الدعم الذي كان يخفف من أسوأ آثار الأزمة بالنسبة للسوريين.
يقول عبد الله تويت، وهو صاحب ورشة لتصنيع مدافئ القشور، “الإقبال سنويا عم يزداد عليها، كانت بالريف فقط ثم انتشرت بالمدينة بشكل تدريجي”.
يقول الموظف الحكومي من محافظة حماة، محمد كوير: “تخليت عن صوبيا المازوت بسبب ارتفاع سعره وعدم توفره وصوبيا القشر حاليا هي بديل عن صوبيا المازوت. قشر اللوز وقشر الفستق متوفراتان دائما”.
وتجد الحكومة السورية صعوبة في تسديد ثمن واردات الوقود، بعدما أدت أزمة أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
ويمكن للسوريين الذين ما زالوا مؤهلين للحصول على المازوت المدعوم شراء 50 لترا، بسعر 500 ليرة للتر الواحد، أي أقل من 10 سنتات أميركية، لكن التوريد يجري بوتيرة بطيئة وغير منتظمة، والكميات لا تكفي لاستهلاك الأسرة لفترة طويلة.
وتبيع الحكومة السورية كميات محدودة من المازوت غير المدعوم بخمسة أمثال هذا السعر، في حين أن أسعار المازوت في السوق السوداء تصل إلى أكثر من ثلاثين ضعف السعر المدعوم.
أمرٌ دفع العديد من السوريين للتحول من المواقد التقليدية التي تعمل بالمازوت ويستخدمونها لطهي الطعام وتدفئة المنازل، إلى بدائل تعمل بالحطب أو حتى قشور الفستق، وهي أرخص سعرا ومتوفرة بكثرة في بعض الأجزاء من سوريا.
قالت أحلام محسن وردة، وهي أم لثلاثة أطفال ، “السنة الماضية ابن جيراننا شاب توفي من البرد، فكيف ما بدك أخاف على أولادي ما يموتوا من البرد. ما عاد فكرنا بالأكل والشرب عم نفكر كيف بدنا نتدفأ”.
ووفق منظمات إغاثة، فإن 9 من كل عشرة سوريين يعيشون تحت خط الفقر، وإن عدد الذين هم بحاجة ماسّة للمساعدات هذا الشتاء زاد 28 في المئة، مقارنة بالعام الماضي