وطنا اليوم:يهدد مئات من أصحاب مزارع الدواجن في محافظة جرش، بإغلاق مزارعهم وإيقاف إنتاجهم، بسبب ما تعرضوا له من خسائر، جراء انخفاض الاسعار بنسبة لا تقل عن 40 %، وتراجع القوة الشرائية وارتفاع تكاليف الإنتاج شتاء، إذ تحتاج مزارعهم للتدفئة والعمالة.
وأكدوا أن قطاع مربي الدواجن في المحافظة التي تعد أبرز المحافظات في تربية الدواجن، يعاني من مشاكل عديدة تهدد ديمومته، برغم أهميته، واقتراب فترة الذروة التي يستعدون لها منذ شهور قبل حلول شهر رمضان، بخاصة وأن أسعار الدواجن أضحت تنهار تدريجيا، نظرا لما يمر به الاقتصاد من ظروف صعبة.
وأشاروا الى حاجتهم لمزيد من الإعلاف والغاز والأيدي العاملة، لضمان تجهيز العدد الكافي من الدواجن، وتغطية حاجة الاسواق، وتجنب مشكلة ارتفاع الأسعار، لقلة الكميات الموجودة مع زيادة الطلب عليها.
وأكدوا أن أكثر من 20 مزرعة توقفت منذ شهور عن العمل، وتحولت لمنشآت مهجورة، لافتين الى ان عدد مزارع المحافظة يصل الى أكثر من 80، مبينين أنه إذا بقيت الاسعار على هذا النحو، فإن مزارعهم ستغلق ولن تعود للعمل، لتراكم ديونهم، وارتفاع كلفة تربية الدواجن، بخاصة الجانب المتعلق بالتدفئة والذي يتراوح بين 1200 إلى 2000 دينار شهريا، ويستمر لـ8 شهور متواصلة.
المزارع إبراهيم عقيل، قال إن مزارعي الدواجن لهذه الفترة يتعرضون للخسارة، إذ انخفض سعر كيلوغرام الدجاج، وتراجعت القوة الشرائية برغم انخفاض سعره لدى “النتافات” اذ يراوح بين 120 الى 130 قرشا، لكن ذلك لا يتناسب مع تكاليف الإنتاج ونسبة الخسائر على المزارع التي لا تقل عن 30 % في كل مزرعة، وقد ترتفع نسبة الخسائر أكثر في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وتوقع عقيل بأن تتوقف عشرات المزارع عن الإنتاج الأسابيع المقبلة، لتفاقم ارتفاع تكاليف إنتاجها في مقابل انخفاض أسعار المنتج، ما يضاعف ارتفاع الخسائر، في وقت يستعد فيه المزراعون للتجهيز لشهر رمضان، كون الإنتاج خلاله يعتبر من أفضل المواسم لهم، ويمكنه تعويض جزء من خساراتهم، مقارنة بالفترة الحالي التي يتعرضون فيها للخسائر.
وأوضح أن سعر طن العلف كان بـ350 دينارا، ومن ثم ارتفع قبل عدة شهور ليصل إلى 450 دينارا، لافتا الى ان مزرعته تحتاج شهريا لأكثر من 100 طن أعلاف شهريا، وبتكلفة إضافية تقدر بـ10 آلاف دينار عما كان عليه الوضع سابقا.
ولفت عقيل لارتفاع كلفة التدفئة التي يجب ان تستمر في المزارع على مدار الساعة شتاء، وتستمر هذه العملية حتى أيار (مايو) العام المقبل، مبينا أن مرزعته تحتاج شهريا لأكثر من 3 آلاف دينار شهريا كلفة لتدفئة دورات الدواجن على مدار الساعة، ما يفاقم عجز ميزانيته، وهو بعد لم يقترب من الارتفاعات الكبيرة التي ستشهدها الشهور المقبلة على فواتير الكهرباء، وهذا بالتالي سيدمر القطاع.
ويعتقد عقيل، بضرورة تخفيض أسعار مدخلات الإنتاج لديمومة عمل القطاع، وارتباطه بالمواطنين ذوي الدخل المحدود مباشرة، وحاجة البيوت للدواجن باستمرار، لكن ارتفاع أسعاره ستهدد الأسر ذات الدخل المحدود وتؤثر عليهم.
وأكد المزارع خليل عبد الجواد، أنه اضطر لإغلاق مزرعته في الشهور الماضية، وبحث عن عمل آخر، علمبا بأنه يعمل في قطاع تربية الدواجن منذ عشرات السنين، وقد ورث هذا العمل من عائلته، ونظرا لزيادة الديون المتراكمة عليه، اضطر لإغلاق المزرعة وإيقاف الإنتاج، لحين سداد جزء من ديونه، بخاصة وأنه عاجر عن إنتاج دورات من الدواجن مجددا لارتفاع تكاليف الإنتاج.
وأضاف أن عدم توافر أيد عاملة لهذا القطاع يصل عددها في المحافظة لـ1200 عامل، بسبب عزوف أبناء المحافظة عن العمل فيه، يلجأ القطاع للعمالة الوافدة، وهذا يكبدهم تكاليف تصاريح عمل لها، ودفع اشتراكاتهم لمؤسسة الضمان الاجتماعي المرتفعة، والتي يتحملها المزارع وحده، مشيرا الى ارتفاع فاتوة التدفئة في الشتاء، إذا ما قورنت بأسعار الدواجن التي وصلت إلى 105 للكيلوغرام في المزرعة والتكلفة الحقيقة هي 125 قرشا للكيلوغرام.
وأوضح عبد الجواد، أن العمالة المحلية ترفض العمل بمزارع الدواجن، وأنه جرب لأكثر من مرة إحضار عمالة محلية للعمل بأجور مناسبة وميزات إضافية، لتعويض نقص العمالة الوافدة، لكنهم كانوا يرفضون، نظرا لظروف العمل وأجواء رعاية الدواجن، وهذا بالتالي يلقي أبعاء على مربي الدواجن، تنعكس على التكاليف الباهظة لجلب عمالة وافدة.
وقال المزارع عقلة زريقات، أن المحافظة من أكبر المحافظات التي تنتج الدواجن ، بسبب مناخها المناسب لتربيتها صيفا وشتاء، وطبيعتها الجغرافية، ولقربها من العاصمة وسهولة التوزيع منها إلى المحافظات، لكن جائحة كورونا صيقت العمل على العمالة الوافدة، ما أحدث نقصا كبيرا في الأيدي العاملة المتوافرة في المزارع.
وأضاف زريقات إن ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الأسعار، تسببت بإيقاف العمل في العديد من مزارع الدواجن التي كانت تنتج في كل دوره مئات آلاف الطيور، لتغطي احتياجات المحافظات.
وأشار الى أن تربية الدواجن في المحافظة ميزة تاريخية وزراعية تمتاز بها المحافظة منذ عقود، ويجب الحفاظ عليها، لانها توفرفرص عمل عبر سلاسل الانتاج المنتظمة، ويجب دعمها وتعزيزها، بخاصة وأنها تعرضت لخسائر كبيرة في بداية الجائحة.
مدير زراعة جرش فايز الخوالدة كان قال في حديث سابق، إن اكثر من 80 مزرعة دواجن منها مزارع لشركات كبرى وأخرى صغيرة تديرها الاسر، توفر آلاف فرص العمل، لافتا الى ان مديرية الزراعة تحرص على متابعة المزارعين وفحص الدواجن فيها وترخيصها، والتأكد من توافر الأعلاف والأدوية لضمان وصول المنتج بأعلى المواصفات الصحية للمستهلك.
وأضاف أن مديرية الزراعة، تتابع مزارع الدواجن مباشرة وعلى مدار الساعة، للتأكد من إعطائها المطاعيم وتوفير شروط الرعاية الصحية لها، لاسيما وان المحافظة توزع إنتاجها على المحافظات، وقد اكتسب الدجاج الذي ينتجه في المحافظة، سمعة وجودة عاليتين.
رئيس قسم الثروة الحيوانية في المديرية غدير غسان، قال إن المحافظة تتميز بمزارع الدواجن التي تغطي حاجة العديد من المحافظات القريبة، ففيها مزارع للدواجن البياض وأخرى للدواجن اللاحم.
وأوضحت أن المديرية تتابع عملها وتنفذ جولات ميدانية على المزارع، للتأكد من حصولها على المطاعيم اللازمة والعلاجات التي تؤمن من القطاع الخاص على حساب المزارعين.