مرام الفرجات
البتراء.. تلك المدينة النبطية الوردية الجميلة، ذات الرداء الوردي الزاهي، الشامخة بإطلالتها على مر العصور، إنها أشبه بامرأةٍ عربيةٍ أصيلة، تتمتع بطابع البداوة والجمال والصلابة، كما تتغنى بأنوثتها ورقتها في آنٍ واحد.
انها العرين الحصين والبيت الجامع لكل أردني يأتي ضيف عليها، فهي خير مأوى لهم ورمزٌ تاريخي عريق، زخروا به منذ زمن قديم، تلك القبائل الأردنية المتأصلة منذ ما قبل تاريخ تأسيس إمارة شرق الأردن، والذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل المحافظة على ذلك المعلم التاريخي العريق والمهم والذي هو ( البتراء)، والتي تقع جنوب المملكة الأردنية في محافظة معان، تلك المدينة الجميلة العريقة والمعروفة بكرم أهلها وطيب معشرهم، والمتميزة بمناخها المعتدل واللطيف.
رغم ما نشهده من ظروف عصيبة وتحديات، لم تتوانى البتراء عن استقبال ضيوفها ولم تنطفىء يوماً، بل على العكس من ذلك، انها تزيد اشراقاً وتألقاً بهمة وسواعد أبنائها الأردنيين المخلصين، والغيورين على وطنهم، وعلى هذا المعلم التاريخ الثمين، فهم على استعداد أن يحموها بكل ما أوتوا بقوة وصلابة، انهم مشهود لهم بالبسالة والشجاعة، والقوة والصمود والشهامة، فتاريخ الأردن يشهد بكل تلك البطولات الخالدة، والانتصارات العظيمة، التي حققها الأردنيين على مر الزمان، حيث أنهم لم يتوانون مطلقاً عن تقديم كافة سبل الراحة لأي ضيف أو زائر يأتي إلى بلدنا الأردن، قاصداً أي معلم سياحي فيه وبالأخص هذا المعلم المميز ( البتراء )، بهدف السياحة والاستجمام، يبذلون ما بوسعهم من خلال الترحيب بضيوف الأردن، وتميزهم بحسن المعاملة وطيب المعشر، انهم مجبولون على طابع البداوة والأصالة منذ زمن قديم، فهم يتميزون بالكثير من العادات والتقاليد الرائعة والجميلة، والتي عرفوا بها في بلدنا العزيز، هم أصحاب همم وقصص نبيلة وبطولات تاريخية خالدة، يشهد لها تاريخ الأردن على مر الزمان والى يومنا هذا.
أما عن دور المرأة الأردنية ؛ فقد أصبحت المراة في الأردن عنصراً مهما ورافداً أساسياً للرجل في جميع المجالات، وقد استطاعت أن تحقق كثير من النجاحات العظيمة، واستطاعت أن تصقل هويتها من خلال اثبات نفسها بتقلّد العديد من المواقع القيادية في المجتمع الأردني، حيث أثبتت للمجتمعات الأخرى أنها قادرة ومؤهلة لتولي المناصب القيادية بشكل ناجح وفعّال.
منذ قديم الزمان، كانت المرأة في الأردن مشاركة في الكثير من الأعمال البيتية والزراعية والصناعية وكانت تشارك الزوج في إعالة الاسرة وتحمل الأعباء الموكولة على عاتقه وتسانده جنباً الى جنب، مما أدى ذلك الى تقديم الدعم الكامل لأسرتها وللمجتمع الأردني من حولها، وقدمت الكثير من التضحيات في حياتها وضربت مثالاً رائعاً في العزيمة والإصرار والمثابرة.
وللتأكيد على الدور القيادي الذي تقلدته المرأة الأردنية في المواقع القيادية المختلفة، فقد عملت طبيبة ومحامية ونائب برلمان وقائد تربوي وغيرها من الأدوار القيادية الرائدة في وطننا العزيز.
ان المرأة الأردنية نموذج مميز فهي تعتبر قدوة ومثالاً يحتذى به للأجيال القادمة لما سطرته من تاريج زاهر لغيرها من النساء العربيات.
البتراء ستبقى معلماً وصرحاً كبيراً يصونه كل الأردنيين، تحت ظل الراية الهاشمية وفي حمى جلالة سيدنا (الملك عبد الله الثاني المعظم)، فقد أوفى بالعهد وأكمل مسيرة الهاشميين الذين ما بخلوا يوماً في تقديم كل ما يحتاجه الأردن من عونٍ ومساندة، فهم الحصن الحصين والعين التي ترعى الأردن بكل اخلاص ووفاء.
كما ستظل البتراء في قلب كل أردني غيور وفي عيون الأردنيين جميعاً، فهم من يفتحون آفاقاً واسعة من أجل تحقيق مستقبلٍ زاهرٍ ومشرق، مليء بالأمل والتألق والإزدهار، فبلا أدنى شك انهم ليملؤهم الفخر والاعتزاز لأنها وجدت بينهم، في وطنهم، وهذا ما يزيدهم اصراراً على حمايتها والدفاع عنها من يد كل غادر أو طامعٍ بمعشوقتهم الجميلة (بترا)، وذلك باعتبارهم حصنها الحصين وسيفها المتين، انهم وبكل فخر واعتزاز “حماة البتراء”.