وطنا اليوم – خاص- يفتقد اي مواطن حين يتجول في شوارع العاصمة عمان ويطالع مسميات شوارع العاصمة اسماء كانت بالامس القريب رجال سياسة او قادة رأي او اصحاب فكر وهي من المفارقات الغريبة ، في حين ترعى جميع عواصم العالم اسماء شخصياتها السياسية والفكرية .
شخصيات كثيرة سياسية وفكرية اسلامية ، شيوعية او وطنية او قومية لها تاريخ عريق بالعمل السياسي الاردني، غابت عن شوارع عمان يا أمين عمان وذابت تحت مسميات الحداثة حتى وجدت شوارع باسماء غريبة او مسميات مستوردة افقدت عمان رونقها وجمالها الذي اختالت به في قصيدة الشاعر الكبير حيدر محمود وغنتها نجاة الصغيرة حتى جعلت عمان ترخي جدائلها بين الكتفين.
يعقوب زيادين احد هذه الشخصيات التي غابت عن شوارع وقاعات العاصمة عمان رغم انه كان حاضراً في كل شوارعها وازقتها وقاعتها بالعمل السياسي، ذلك السياسي يعقوب خليل إبراهيم زيادين (1922 – 5 نيسان 2015) هو الأمين عام الأسبق للحزب الشيوعي والرئيس السابق لحزب الشغيلة الاردني الذي اندمج مع الحزب الشيوعي لاحقاً، غاب زيادين عن شوارع العاصمة عمان رغم تاريخه النضالي والسياسي الطويل ، نحن هنا لا نصف زيادين بشيوعيته او ماركسيته ولكن نصف زيادين بسياسي اردني مخضرم له باع طويل في العمل الحزبي والسياسي وكان نائبا عن القدس في البرلمان الاردني 1956 عن مقعد القدس المسيحي رغم انه مواليد الكرك.
وكان النائب السابق قيس زيادين نشر عبر صفحته في فيس بوك منشوراً قال فيه :
صباح الاردن الجميل. صادف مساء امس ان اطلعت على بعض تسميات شوارع و مدارس و قاعات. لا اخفيكم سرا تالمت.
يعقوب زيادين توفي عام ٢٠١٥ و لم يسمى شارع او موقع باسمه من ٧ سنوات. اتمنى ان لا افهم خاطئا ، لكن تالمت! وجهت مرتين لحكومة الرزار تذكيرا و لم يحصل شيء. اتالم اننا نسمي شوارعنا باسماء مدن غربية و قرى في موريتانيا (كل الاحترام طبعا) و نسينا ابناء الوطن و من احبوا الوطن ….
عتبي اني وصلت لمرحلة ان اكتب و انوه …. ليس طمعا باسم، فالاسم في التاريخ، بل عشما في وطن نفديه بدمنا.
الاردن مقدس لنا و سيبقى مقدس ، تعلمنا عشقه من طفولتنا و سنتوارثه جيلا بعد جيل.