الدولةُ المصريةُ بين الانجازاتِ والاخفاقاتِ والازمات

30 أكتوبر 2022
الدولةُ المصريةُ بين الانجازاتِ والاخفاقاتِ والازمات

د. عادل يعقوب الشمايله

اولاً الانجازات: جميعُ المتابعين للشأن المصري يشيدون بما تحقق من تقدم مميز وكبير وذا شأنٍ في البنى التحتية للمواصلات والسياحة والزراعة والمياه.
-فقد تمَّ انشاءُ مئات الكيلومترات من طرق سريعة متعددة المسارب وعشرات الجسور والانفاق متعددة الطوابق واستحداث وتطوير خطوط السكك الحديدة وتحديث القطارات من انتاج شركة سمينز الالمانية.
-فيما يتعلق بالبنية التحية للسياحة تم انشاء العديد من المدن والقرى السياحية وخصوصا على شواطئ البحر المتوسط.
-تم تحديث البنية التحتية الزراعية والتوسع فيها. حيثُ أُضيفت عدةُ ملايين من الهكتارات للرقعة الزراعية كانت اراضي صحراوية زودت بمياه الري وخدمات الماء والكهرباء والطرق وبنيت المساكن فيها. هذه المساحات الكبيرة دخلت فعلا في الاستغلال الزراعي خاصة القمح والتمور، كما تم استعادة واستغلال اراضي العشوائيات للانتاج الزراعي.
-اقيمت مشاريع كبرى للصرف الصحي وتنقية المياه وفرت كميات كبيرة من المياه الصالحة الزراعة يستخدم جزء كبير منها في المشاريع الزراعية والتعدين في سيناء بعد أن تم ربطها بالطرق السريعة وسكة الحديد والانفاق تحت قناة السويس الامر الذي وفر الاف فرص العمل وَثَبَّتَ السيطرة والسيادة المصرية على شبه الجزيرة.
-بعد ان كانت مصر تعاني من انقطاع الكهرباء المتكرر اصبح لديها فائض من الكهرباء تم ربطه لغايات التصدير بالدول المجاورة.
– مصرُ الآنَ مكتفيةٌ من الغاز الذي توسع انتاجه واصبح يصدر جزء منه.
-تم تحديث وتطوير القدرات العسكرية المصرية التي ران عليها الزمن والصدأ زمن الراحل مبارك، تحتل مصرُ الآن الترتيب الثاني عشر بين دول العالم الاكثرَ قوة حسب موقع قلوبل فاير بور. في حين أن ترتيب تركيا ١٣ وترتيب اسرائيل ١٨.
المجالُ لا يتسعُ لبيان التطور في قطاع الصناعة.
هذهِ بعضُ الانجازات وليس جميعها. وبدل ان تكونَ مصدرَ فخرٍ للمصريين والعرب، فإن المُغرضينَ والمعارضين العبثيين والعملاء لبعض دول الاقليم وبريطانيا وامريكا ينكرونها، بل يصفونها بالعبثيةِ لأجل المغالطة ولأجل تضليل وتجييش بسطاء المصريين والمؤدلجين داخل مصر وخارجها. في حين يتفاخرون بكل إنجاز مهما بَسُطَ في الدول الأُخرى. متناسين أنَّ الذي قدَّمَ عشرات الالاف من الشهداء وتحَمّلَ مليارات الديون ثمناً للسلاح دفاعاً عن سوريا وفلسطين والآن دفاعاً عن ليبيا بغض النظر عن النتائجِ، هو الشعبُ المصري.
ثانياً الاخفاقات: لعلَّ اول اخفاقٍ وأهمهُ هو في مجال اصلاح التعليم العام سواءاً المدرسي او الجامعي او الديني.
لقد حدث توسعٌ افقي في التعليم منذ بداية حكم جمال عبدالناصر، بعد أن كان محتكراً على ابناء الاغنياء واصحاب النفوذ. الا أن نوعية التعليم قد اصيبت بانتكاسة عميقة في عهد عبدالناصر مهدت لهزيمة ١٩٦٧. الهزائم العسكرية التي منيت مصر بها في الاعوام ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و ١٩٦٧ وعدم تحقق نصر صريح وواضح وحاسم عام ١٩٧٣ تعود لهزيمة الدولة المصرية في معركة التعليم.
لم يكن ينقص مصر في كافة تلك المعارك لا عدد الرجال ولا الاسلحة، ولكن كان يعوزها العقول. كان معظم الجنود والضباط من الفلاحين الجهلة الغلابى الأميين أو أشباه أميين. اولئك الضباط والجنود لم يفارقوا في فهمهم واستيعابهم وقدراتهم العقلية مستوى العصور الوسطى. لذلك لم يكن باستطاعتهم استيعاب السلاح الحديث الذي وضع بين ايديهم، ولم يكن باستطاعتهم اعداد استراتيجيات الحرب والمقاومة، ولم يكن باستطاعتهم تطوير عقيدة عسكرية معاصرة، ولم يكن باستطاعتهم صيانة الاسلحة وادامتها وتطويرها حسب الواقع، ولم يكن باستطاعتهم معرفة متطلبات الحرب ولم يكن باستطاعتهم معرفة عدوهم معرفة عقلانية وليس غوغائية.
-فشلُ التعليمِ في مصر مسؤولٌ ايضاً عن العجز الزراعي في مصر. فاراضي مصر الخصبة ومياهها الوافرة لا زالت تُستغلُ بعدم كفاءة بسبب أُمِّيةِ وجهل الفلاحين وعدم معرفتهم بالاساليب الزراعية الحديثة واهمال الدولة والجامعات لهم. أي أن هزيمة التعليم ادت وتؤدي وستؤدي ايضا الى استمرار الهزائم في الزراعة والصناعة والسياحة اضافة الى الهزائم العسكرية.
ولذلك، وحيث أن التعليم في مصر لا زال في حالة غيبوبة منذ مئات السنين، فإن الانجازات التي سبق وبينتها لن تكون مستدامة. فالدولةُ لم تدرك بعد احتياجات التنمية المستدامة والتي كان يجب ان تسبق او على الاقل ترافق مجالاتِ التقدمِ التي ذكرتها، وتلك التي تُنَفَذُ ويُعدُ لها.
الابداعُ المستوردُ والابتكاراتِ المستوردةِ لا تقلُ سلبيةً عن الديون الخارجية، وستتحولُ الى عبءٍ إن لم يتم توطينها وتطويرها والاضافة عليها إضافات أصلية داخل مصر وبأيدٍ مصرية.
-مجال الاخفاق الثاني هو المجال الصحي. مصرُ هي اول دولةٍ عربيةٍ دخلها التعليم الجامعي، وشهد تاريخها الحديث سلسلة من محاولات التطوير منذ عهد محمد علي وكذلك على ايد الاستعمار الفرنسي الايجابي. لذلكَ، كانَ حرياً بها مع توفر عشرات الجامعات التي تُدَرِّسِ الطبَ وسائر التخصصات الطبية أن تطورَ صناعةً طبيةً وسياحةً طبيةً تواجهُ وتحلُ المشاكل الصحية التي عانى ويعاني منها المصريون منذ قرون، وأن تتغلبَ عليها حتى تكون موئلا لطالبي العلاج من الشعوب الافريقية والعربية وبما يدُرُ لها عشرات المليارات من العملات الصعبة التي تعاني الان من شُحها.
-ثالث الاخفاقات هو في السياحة. مصر من اغنى دول العالم في الثروة السياحية. ومصر متفردة بأن ثروتها السياحية خاصة الفرعونية معلومة للصغار والكبار في مُعظم دول العالم.
كما تتمتعُ مصرُ بنهر النيل الذي يشق ارضها من اعماق افريقيا وحتى شاطئ البحر الابيض المتوسط. إضافة الى أن طول سواحلها على البحرين الابيض والاحمر يتجاوز مئات الكيلومترات. لذلك فإن عدد السياح القادمين لمصر يجب أن لا يقل عن خمسين مليون سائح اسوةً ببيئاتٍ سياحيةٍ لا تقارنُ بمصر.
-رابع الاخفاقاتِ هو في الزراعة. فمصرُ تفتقدُ للامن الغذائي لأنها تستوردُ معظمَ احتياجاتها الزراعية من الخارج وخاصةً الاساسية. هذا الاخفاقُ لا يمكنُ تبريرهُ في دولةٍ مساحتها مليون كم مربع، ولديها ملايين الايدي العاملة التي لا تتجاوزُ opportunity cost “الفرصةَ الاقتصاديهَ” لها صفر لأنها مُعَطلةً أو شبه معطله، ونهرُ النيلِ ومخزونٌ هائلٌ من المياهِ الجوفيةِ وامكاناتِ تحليةِ مياه البحار رغم انها ليست بحاجة اليها في القريب العاجل. مصرُ مؤهلةٌ لتصدير فوائض زراعية وليس استيراد القمح واللحوم والاعلاف.
خامس الاخفاقات في المجال الصناعي.
كانت مصرُ دولةً مُتقدمةً نسبياً ومُصنِعَةً في عهد الفراعنة الطويل الذي كان مهد الحضارةِ الانسانية. ايضاً دخلت مصرُ عالم التصنيع بمبادرات قائدها الفذ محمد علي في القرن الثامن عشر، أي قبل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا والبرازيل. كما ان نظام العقيد جمال عبدالناصر قد حاول اقامة قاعدة صناعية ثقيلة ومتوسطة. لكن إدارته فشلت كما افشلتِ المحاولاتِ السابقةَ لعهدهِ لأنهُ سلَّمَ ادارة الجامعات والشركات والمصانع والمزارع لضباط الجيش غير المتعلمين والذين يفتقرون لاي معرفة بادارة الشركات ناهيك عن الفساد والبيروقراطية.
-الاخفاقُ السادس هو في مواجهة عدو مصر الثاني بعدَ الاميةِ وهو البيروقراطية. البيروقراطيةُ في مصر تُعَطِلُ الاستثمار المحلي وتُنَفرُ الاستثمار الاجنبي. البيروقراطية في مصر قديمة تقليدية عبيطة عنيدة غبيةٌ ومتعفنةٌ جدا، وللاسف نقلت عدواها الى جميع الدول العربية التي قلدت مصر او استعانت بمصر لبناء أنظمتها الادارية بعد الاستقلال.
-المجال السابع من الاخفاقات هو سوء ادارة واستخدام المساعدات والمعونات الأجنبية والقروض والتسهيلات من البنوك الدولية والاجنبية والمحلية والودائع بالعملات الاجنبية التي قدمتها دول الخليج العربي. يضافُ الى ذلك تحويلات المصريين التي تتجاوز ٣٥ مليار دولار سنويا وايراداتُ قناة السويس التي وصلت الى ٧ مليارات سنويا والايرادات من السياحة والتصدير. ومع ذلك تعاني مصرُ من شُحِّ العملات الاجنبية لدرجةٍ اصبحت تُهددُ برامجها ومشاريعها التنمويةِ وقدرتها على استيراد المواد الغذائية وسداد اقساطِ وفوائدِ ديونها الخارجيةِ وأمنها الاجتماعي واستقرارها السياسي.
-المجالُ الثامنُ من الاخفاقات هو في تقليصِ مساحةِ “الفقرِ المطلقِِ” والقضاء تماما على “الفقر المدقع”، وتقليل التفاوت بين الدخول اي تحقيقِ مستوى مقبولٍ من العدالةِ الاجتماعيةِ.
فرغم شعاراتِ الاشتراكيةِ والعدالةِ الاجتماعيةِ وحملات التفاخرِ والتهويلِ الاعلامي التي تبناها النظامُ الناصري، فإنَّ فقراءَ مصرَ لم يروا يوماً سعيداً بعد مجيئه إذ حلَّ الأسوأُ محلَ السئ. وهذا يذكرنا بالآيةِ القرآنيةِ التي تصفُ تذمرَ قوم موسى “قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا”.
لا زالَ فقراءُ مصرَ يقتاتونَ الوعود بِغَدٍ افضلَ لمْ يأتِ بعد رغم انتظارٍ زادَ على ٧٠ عاماً. هذا الوضعُ هوَ تطبيقٌ وقحٌ لمقولةِ let them eat promises.
ولمّا كانَ شعارُ الفقراءِ الازلي والمشروع هو مقولةُ ابو فراس الحمداني “إنْ مِتُ ظمآناً فلا نزل القطر” فإنَّ ذلك يعني أنَّ الفقراءَ الذين يجهلونَ بالطبعِ مبررات وفوائد الانجازات الرائعة التي عددتها آنفاً، التي أنشأها النظام الحالي، لا يرون أنها تستحقُ الاولوية المُطلَقةَ في برامج الانفاق الحكومي. الفقراءُ يعيشونَ اللحظةَ الراهنةَ ولا يملكون ترفَ انتظار العبور الى المستقبل. ولاءُ الفقيرِ لرغيفِ الخبزِ وابريقِ الشاي وعلبة سجائر، وليسَ للوطن. ولاءُ الفقراءِ يلحقُ من يُقدمُ لهم الخبز والشاي كائنا من كان وليس لمن يُغرِقهم بالوعود. لذلك سيظل الفقراء يتذمرون وَيَسخُنون ثم يغلون ثم يفورون أو يثورون.
-الاخفاقُ التاسع هو عدمُ محاربةِ الفساد واجتثاثه. لا أحدَ يُنكرُ او يقللُ من تفشي ظاهرةِ الفساد في مصر لدرجة أنها تُهدد الامنَ القومي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والولاءَ للوطن. تفشي الرشوة يستبيحُ اسرار الدولة للاعداء. كما يستبيح ايراداتها للمُرشين على حساب احتياجات الدولة للمال للانفاق على التعليم والصحة وغيرها. ظاهرةُ الفسادِ في مصر قديمةُ وعميقةُ الجذورِ واصبحت ضرورة حياة للعاملين في شتَّى مرافقِ الدولةِ.
الاخفاقُ العاشر يتمثلُ بتردد الدولة في اتخاذ القرارات والاجراءات الجريئة لتجفيف منابع الارهاب. ما اتخذته الدولة المصرية خلالَ السنوات العشر الماضيةِ هو مجردُ قراراتٍ متخاذلة مترددة ومرعوبةٌ وتشتري الوقت، شبيهةً بالقراراتِ التي أُتخذت في العهود السابقة. تلك القرارات التي احتجزت ينابيع الارهاب خلف سدود واهية الجدران والابواب. فما لبثت السدود أن فاضت وماجت ودمرت وخربت وأتت على من بناها.
لا مستقبلَ مستقرٍ ومزدهرٍ لمصر طالما ظَلَّ هناكَ بصيصُ املٍ لقوى الظلام والارهاب والعمالةِ للخارج، في بروزِ فُرَصٍ تقتنصها لتستعيدَ رقابها التي قُطعت او توشك. فتلك القوى الارهابية لا تستحقُ النومَ الهادئَ الذي تتخللهُ احلامُ أهلِ الكهفِ بانفراج بابه والهروبِ منه، ولا أن تتكررَ تجربةُ “كالَّذي مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها….فأماتهُ الله مائةَ عام”. وإذا كان هناك إمكانية أن تُبعثُ الحياةُ في الرميم فلتتمُ إماتةُ الرميم.
-اخيراً الازمات: تمرُّ مصرَ ومنذُ ثلاثِ سنواتٍ بأزمةٍ ماليةٍ وبأزمةٍ اقتصاديةٍ حادتين لا تخفيان على بصير. أَزَمتينِ فشلت وستفشل كل التبريرات والتأويلات لتخفيف حدتهما وتأثيرهما وصداهما وربما مآلاتهما لأن إدارةِ الغباءِ وطنتهما حتى اصبحتا قدراً مقدوراً غير مقدورٍ عليه.
من بين أسباب الازمتين هو سوء ادارة اموال الدولةِ والفساد العام الطام وتقديم الولاءات والتحالفات والغباءات على الكفاءات في اختيار وتولية القيادات واداراتِ الدولةِ، وغيابِ المساءلة والمحاسبة، والعجز عن جذب الاستثمارات الاجنبية وتدني حجم الصادراتِ، وعدم الخروجِ من بوتقة ونماذجِ الزراعةِ التقليديةِ، وارتفاعِ نسبة الأمية حتى بين حملة شهادات الدكتوراه.
هناكَ تسجيلٌ متداولٌ لجوابِ وزير المالية السابق على سؤال ماذا ستفعل لتسديد اقساط الديون وفوائدها في ظل عدم توفر ما يكفي من العملات الاجنبية. كان جوابه نستدين. واكد قوله أيوه نستدين تاني وثالث تنسدد الالتزامات. هذهِ حلقةٌ مفرغةٌ او تلبيسُ طواقي أُدخلت فيها الدولة المصرية من قبل متخذي قرار فاشلين هم اقرب الى الحواة. للاسف لا تنفردُ مصر بعبقريةِ الاستدانة لتسديد الديون.
وأخيراً، لا بد هنا من التذكيرِ والتأكيدِ على أنَّ مجالَ عملِ وابداعِ العساكر هو الجيش والمهام الامنية. هذا المجال الهام جدا لا يقنع العساكر العرب، لذلك فإنَّهم لم يتوقفوا منذ الخمسينات عن التمدد والسيطرة على كافة المجالات والانشطةِ الاخرى رغم انهم لا يصلحون لها مهما حاولوا حتَّى ولو احسنوا النيةَ.
لم يسجل التاريخ الحديث للجيوش العربية منذ ١٩٤٨ وفي مقدمتها الجيش المصري الا تواريخ الهزائم والانتكاسات والاخفاقات. فكيف للعساكر أن ينجحوا في مهام لم يتدربوا عليها ولم يُهيئوا لها؟ اليس فاقدُ الشئ لا يُعطيه. مُعظمُ الوزراء والمحافظين والحكام الاداريين ورؤساء مجالس الادارات ومدرائها وبقية الهيئات يتولاها ضباطٌ سابقون. فالاولوية اذن هي للتنفيع واستمرار الجيش في السيطرة على الحكم حتى ولو خربت الدنيا. ورغمَ أن الدنيا خربت مراتٍ ومرات، ورغمَ تاريخ الاذلال والاضطرار لمد يد الاستجداء من الاخوة الاعداء، فإنه يبدو أن لا أمل من التحرر من احتلال الجيوش العربية لبلدانها.
غيرَ أن الدنيا لن تتغيرَ الى “قمرا وربيع” لو انزاحت الجيوش عن صدور الشعوب العربية. فالبديل الجاهزُ للاسف عند الشعب المصري وبقيةِ الشعوبِ العربية هم حفظة سيرة ابن هشام ورياض الصالحين. هؤلاء افشل من العسكر واكثر طمعا وتلهفاً للحكم واكثر فسادا وإفساداً وفشلاً لكن هيهات أن يقتنع الناخبون الصم البكم العمي المؤدلجون.
لا تقتصرُ الاخفاقات والازمات على الدولة المصرية. ليست هناك دولة واحدة في العالم لا تعاني من الاخفاقات. لكن الدول التي يقودها امثال جونسن و ليز تراس وميركل الذين يُضَحون بمناصبهم لانهم يقدسون اوطانهم وليس كراسيهم ولا حساباتهم البنكية ولا اساطير الزير سالم، سرعان ما تنهض من كبواتها اشد قوة بعكس من اذا كبا غفا ونام نومة اهل الكهف.