” وطنا اليوم ” تجري حوارا مع العين مازن الساكت حول مستقبل الإصلاح السياسي في الأردن

23 أكتوبر 2022
” وطنا اليوم ” تجري حوارا مع العين مازن الساكت حول مستقبل الإصلاح السياسي في الأردن
  • الساكت : من أسباب ضعف العمل الحزبي في الأردن هو وجود أحزاب مبنية على أشخاص تخدم مصالحهم
  • الساكت : نحن بحاجة إلى أحزاب سياسية لديها توجهات فكريه ومن ثم برامج إصلاحية فعلية قابله للتنفيذ
  • الساكت : الأحزاب التي يلعب بها المال السياسي دور رئيسي هي ” دكاكين ” وليست أحزاب
  • الساكت : تجاوزنا الربيع العربي بفضل تقاليد التسامح وثقافه رفض العنف في نظامنا السياسي الأردني

وطنا اليوم – لوزان عبيدات

أجرت  ” وكالة وطنا اليوم الإخبارية ” لقاء صحفيا حواريا متكاملا مع العين مازن الساكت في مجلس الأعيان ، للحديث عن مستقبل الإصلاح السياسي في الأردن بالإضافة إلى فعالية الأحزاب وإمكانيتها للوصول إلى مستقبل إصلاحي سياسي بأقصر الطرق وبأقل وقت ممكن .

وتاليا نص اللقاء ..

  • هل تعتقد أن الزحام الحزبي يعيق التطور في الحياة السياسية ؟

المشكلة لا تكمن بالتعددية بل بغياب أحزاب رئيسية بتمثل اتجاهات المجتمع الرئيسية في وهناك الان حزب واحد يمثل هذه الحاله هو حزب ” الأخوان المسلمين ” ، ولابد من انشاء احزاب اخرى تمثل خيارات الاردنيين  فتوحيد الأحزاب لا ينتج أحزاب كبيرة وقوية كما يعتقتد الغالبية ، و وجود أحزاب رئيسية هي التي تمثل أراء وتوجهات الناس بشكل كامل .

  • ظاهرة ” تقزيم قيمة الأنتماء الحزبي ” كيف من الممكن معالجتها ؟

يوجد أزمة لدينا  يطلق عليها ” ازمة الحياة السياسية في الأردن وأزمة الأحزاب لها مبررات وأسباب عديدة ، و البعض يعتقد أن أزمة الأحزاب جاءت بسبب التضييق الأمني عليها وعدم السماح لها بإقامة النشاطات وهذا مبرر غير كافي لها ،  حيث أن الأحزاب منذ سنوات عديدة كانت قوية بالرغم من عدم علنية عملها السياسي ووجود الأحكام العرفية في البلاد والبعض يعتقد أن الأحزاب لم تفعل أي شيء ايجابي ، والبعض انتقد إنشاء أحزاب مبنية على وجود أشخاص ذوي مناصب ومواقع ، لذلك أصبحوا يعتقدوا أن هذه الأحزاب تخدم مصالح هؤلاء الأشخاص كما أن البعض احبطتهم تجاري الأحزاب في الحكم… هذه وغيرها أسباب لما اسميتها في سؤالك بتقزيم العمل الحزبي .

  • ” الأحزاب هي جسر الوصول إلى السلطة ” ما مدى صحة هذه العبارة ؟

الأحزاب حتى تحقق برامجها في الأنظمة البرلمانية بالتأكيد تسعى للوصول إلى السلطة التنفيذية بداية إلى البرلمان ومن ثم إلى الحكومة ، وإلا فان الأحزاب غير قادرة على تحقيق برامجها فقط من الطروحات وإقناع الناس بها .

  • كيف من الممكن تقييد حركة المال السياسي داخل الحزب الواحد ؟

على حسب طبيعة الحزب لأن الأحزاب لا تسيير جميعها في خط واحد ، و مسمى الحزب السياسي له اتجاهات فكرية محددة وتمثل فئات اجتماعية وتعبر عن مصالحها ، حيث أن الأحزاب التي يلعب بها المال السياسي دور رئيسيا هي ليست أحزاب بل ” دكاكين ” تعود لأشخاص .

  • ما المطلوب لإنجاز الإصلاح السياسي في الأردن ؟

بعد 1989 خطونا خطوات واسعة ولاكنهاغير كافية ، والتجربه الديمقراطيه في الأردن جاء نتيجة قرار اتخذه جلاله المغفور له الملك حسين في حين ان الديمقراطيه هي نتاج تطور تاريخي سياسي اقتصادي اجتماعي .غير أن هذا التطور في الفكر السياسي جاء نتيجه متغيرات دوليه كبيره في الواقع الدولي تمثل في انتهاء تجربه الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكيه حيث أن العديد من التجارب الحزبية فشلت بسبب وصولها إلى مأزق تمثل بشكل مختصر في فشل تحقيق معادله  “الرفاهه والحرية ” مما ادا الى ضعف ايدلوجيات واتجاهات فكريه وقوى تلك المرحله وهذا أدى إلى فراغ سياسي عالميا ومحليا .

والربيع العربي كان فرصة تاريخية لنا لبناء إصلاح سياسي وادوات سياسيه جديده من خلال جيل الشباب الذي فاجئنا بنتفاضاته وطالبات بالحريه والعداله والمشاركة غير انا الفراغ السياسي مكن التطرف الديني والقوى الخارجيه من قياده هذه الانتفاضات إلى كارثه العنف الدمي والإرهاب والتدمير الذاتي للمجتمعات والدول . وفي ذلك الوقت تحدثت وكنت وزيرا للداخليه بأننا لن نسمح بميدان تحرير في الأردن ولن نسمح بالتعديل على الدستور وتجاوز الثوابت ، لقد استطاع الاردن  تخطي سونامي الربيع العربي بفضل حكمه نظامنا السياسي وثقافه رفض العنف في مجتمعنا و بالتحاور مع جميع الاتجاهات والقوى السياسيهالتي بقيت ملتزمه بالنهج السلمي في الحراك الشعبي .

لقد تتوج الاصلاح السياسي في تلك المرحله بالتعديلات الدستورية التي وضعتها اللجنة الملكية وأقرتها الحكومة ومجلس الامه وجاءت استجابة للمطالبات الشبابية والشعبية ، لكن كل تلك الاصلاحات ستبقى ناقصة بدون اصلاح اقتصادي واجتماعي وثقافي واداري شامل يسهم الجميع في انجازه .

  • ” الطريق إمام الإصلاح السياسي في الأردن ، مازال طويلا وغير معبد ” ، ما رأيك بهذه العبارة ؟

الطريق إلى الإصلاح السياسي بحاجة إلى تشاركية في اتخاذ القرارات و وجود احزاب لديها فكر يمثل غالبية فئات المجتمع ، بالإضافة إلى برامج تساعدهم على تحقيق أهدافهم  ،

كما أن عمليه بناء أحزاب حقيقيه وممثله وتضم في صفوفها المراه والشباب تحتاج الى وقت وتطور في الثقافه المجتمعيه والى تغيير في مؤسسيه المجتمع ونمو في اشكال تنظيماته الاهليه لان الوصول الى دوله مدنيه يسودها القانون والعداله يحتاج الى مجتمع مدني لا يزال طريقنا طويل للوصول اليه .

و الأحزاب بلا مشاركه حقيقيه للمراه هي احزاب اقل ما يقال فيها انها احزاب ليست اصلاحيه واحزاب بلا شباب هي أحزاب هرمه واحزاب بلا توجهات فكريه هي أقرب إلى الجمعيات .