بجامعة العقبة للتكنولوجيا .. روح وريحان

16 أكتوبر 2022
بجامعة العقبة للتكنولوجيا .. روح وريحان

د. أسمهان ماجد الطاهر
منذ عام وأنا أعمل في جامعة العقبة للتكنولوجيا، وهي درة تقع على الشاطئ الجنوبي في العقبة، جاورت الجبال الشامخات، مطلة على البحر متحدية بجمالها الفطري الطبيعي.
جامعة العقبة للتكنولوجيا تم بناؤها بأيادي من يعرفون حجم كلمة الوطن، حملوا على عاتقهم مسؤولية خلق جو أكاديمي متميز وصرح للعلم والمعرفة، ليتبعها تأسيس جامعة العقبة الطيبة التي نهض البناء والتطوير بها بسرعة قياسية، لتحمل رأيه التعليم الطبي محليا وإقليما، منطلقة من منطقة الجنوب، بإثنين من التخصصات الطب العام وطب الأسنان، وقد حصلت على الاعتمادين العام والخاص لتبدأ التدريس في الفصل الدراسي الأول لعام 2022/2023.

كوكبة من الأكاديميين والكفاءات الوطنية، تعمل بجد وصبر للبناء والتطوير ونشر العلم والمعرفة والإبداع في الأردن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وتحمل حلم الانطلاق إقليميا ودوليا.
عندما تزور المكان تشعر بالفخر والاعتزاز، وتدرك أن المستحيل كلمة خارج قاموس المكان.

بمجرد أن تنخرط بالعمل لن تستطيع التوقف عن المحاولة المستمرة بأن تكون بقدر ذلك الحلم الذي تحدى المستحيل ليخلق واقعا يثير الإعجاب.

جئت من عمان العاصمة للعقبة، دون تردد فأنا ابنة أبي الرجل العصامي الذي كان أحد ضباط سلاح الهندسة بالقوات المسلحة الأردنية.

قدس أبي العلم وعلمني الانضباط والالتزام، وأراد لي أن أكون دائما بقدر المسؤولية. قال لي أبي رحمة الله يوما يحفزني للعمل بإرادة وإيجابية، “أنا متأكد أنك حيث تكونين تزرعين الورد والريحان”.
بقيت كلمات أبي عالقة بخاطري. كنت تلك الشابة اليافعة التي جبلت بخليط من الرقة والعنف، علمها والدها أن تكون بقدر أحلامها، وأقنعها بأنها قوية بنفسها وتستطيع زراعة الأرض وردا وريحانا.

تعلمت الدرس الذي يحمل رسالة من ثنايا القلب وأعلمه، وقد أكرمني الله بنشره في المدن والقرى المحيطة بالعقبة. لقد كان مصدر فرح لي التعرف بالشابات اللاتي يحضرن للدراسة بالجامعة من القرى مثل القويرة وغيرها، بشغف للعلم واجتهاد منقطع النظير.

سعيدة بأني خضت التجربة، وشهدت التطوير والبناء في الجامعة. جمال المكان كان وما زال يبهرني حد الدهشة.

في أحد الأيام قطفت عرق ريحان أخضر، وتركته ينشف وأخذت الحبات وزرعتها في أماكن مختلفة من الحرم الجامعي، كنت أراقبها بشغف وانتظر أن تنبت وتصبح خضراء.
بعد مرور شهرين وجدت عروق خضراء تطل، أسعدتني جدا، وزاد يقيني بأن للكلمات نورا ورسالة خيرا.

انتظرت بصبر أن يطل الغصن الأخضر كما ينتظر طلابي من الشباب والشابات أحلامهم المختبئة بقلب القدر، حين حضروا للجامعة للدراسة ونيل الشهادات العليا.
في الحقيقة من لا يعرف الهدف، لن يجد الطريق. جامعة العقبة للتكنولوجيا صرح يحمل رسالة وهدفا، يضيء الطريق، لطلاب العلم وصناع المستقبل.

aaltaher @ aut. edu.jo