وطنا اليوم:أصبح “ميتافيرس”، وهو عدد متزايد من العوالم الافتراضية على الإنترنت، مورد رزق العديد من المستثمرين والمهندسين المعماريين، ليتحول هذا العالم إلى مرتع للمضاربات العقارية.
ويُراهِن المستثمرون على أنه جزء لا يتجزّأ من نقلة نوعية مُحتملة في كيفيّة استخدامنا للإنترنت، وبالتحديد نسخة لامركزية تُدعى “ويب 3”.
ويرى مؤيدوها أنها ستُزيل سيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى على الإنترنت، وتضع النفوذ، والخصوصية، والأمن بين يدي المستخدمين مرّة أخرى.
ووفقًا لما ذكرته شركة “ماكنزي” للاستشارات، استثمرت الشركات، وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية، والأسهم الخاصة، 120 مليار دولار في عالم “ميتافيرس” بين يناير/ كانون الثاني، ومايو/ أيار من عام 2022.
وهذا أكبر من المبلغ المُستثمَر في عام 2021، الذي بلغ 57 مليار دولار.
ولكن واجهت قيمة العقارات تقلبات، وانخفضت أسعار الأراضي في منصات “ميتافيرس” الأربع الرئيسية، وهي “The Sandbox”، و”Decentraland”، و”Cryptovoxels”، و “Somnium Space”، بنسبة تتراوح بين 59% و80% هذا العام، بحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي، والمؤسس المشارك لشركة تحليلات عالم “ميتافيرس”، “WeMeta”، وينستون روبسون.
وأشار روبسون إلى أن المشاكل في اقتصاد العالم الحقيقي وسوق العملات المشفرة ساهمت في هذا التراجع.
ومع ذلك، فإن مهنا بأكملها ستتعرض للزعزعة، من المهندسين المعماريين، والمصممين، إلى المطورين، ووكلاء العقارات، وذلك عند النظر إلى ما وراء الأرقام.
وتؤثّر مشاريعهم على العالم الحقيقي بالفعل.
وتحاكي عملية تصميم المباني في “ميتافيرس” العملية ذاتها في العالم الحقيقي، حيث يتشاور المهندس المعماري أو المصمم مع العميل، ويرسم الاقتراحات، إما على الورق أو باستخدام الحاسوب.
وبمجرّد الموافقة على التصميم، يتم تشكيله عبر النمذجة ثلاثية الأبعاد باستخدام برنامج تصميم تقليدي، ولكن بشكلٍ يتوافق مع مواصفات التصميم الخاصة بعالم “ميتافيرس” الذي سيكون فيه.
ويتقاضى الاستوديو الأجر بالساعة، ووصلت كلفة بعض المشاريع إلى مئات الآلاف من الدولارات.
ويشتري البعض العقارات للاستخدام الترفيهي، بينما يحاول آخرون جني الإيرادات من أراضيهم. ويبني البعض مساحات للبيع بالتجزئة، ويقوم آخرون بتأجير أراضيهم للعلامات التجارية التي تحاول الوصول إلى المستهلكين في “ميتافيرس”