مستثمر أمريكي أردني الاصل يشرح معاناته مع الاجراءات الحكومية وكيف خسرت الاردن الاستثمار الامريكي بمادة “السيلكا”

24 سبتمبر 2022
مستثمر أمريكي أردني الاصل يشرح معاناته مع الاجراءات الحكومية وكيف خسرت الاردن الاستثمار الامريكي بمادة “السيلكا”

وطنا اليوم – قال مواطن امريكي اردني الاصل يدعى نبيل عنصرة في رسالة له شرح فيها معاناته مع الاستثمار في ماددة السيلكا في الاردن وقال عنصرة في رسالته:

انا المواطن الاميركي من اصل اردني نبيل عنصرة المعروف باسم (فاتورة) انا اميركي بعقلي وجسدي، اردني بمشاعري الجياشة بحب الوطن الاردني والانتماء اليه. احلم بالوطن ليل نهار واسعى وابحث عن فرص لأساهم في تقوية وتعزيز هذا الوطن الاردني الكبير بقيادته وشعبه وموارده، نعم موارده الكثيرة والمتنوعة بعكس ما يدعي البعض ممن هم في موقع المسؤولية بانه غير ذلك. نعم انه الأردن العظيم الذي جعله الباني الراحل الحسين انموذجا للعالم اجمع. لم اقطع تواصلي مع الوطن برغم ابتعادي عنه كنت دائما ابحث عن فرص كبيرة لاساهم في بناء الوطن وكنت دائما مشبع بالثقة والامل بأن مستقبل الوطن الاردني مشرق وسوف يصل الى اعلى درجات النجاح والتفوق.

تابعت باهتمام وقرأت رسائل الملك عبدالله الثاني جميعها وكنت على يقين باني سأساهم يوما واحقق الامال والطموحات الكبيرة التي يصبو الاردنيون الخيرون لتحقيقها. خلال السنوات الطويلة الماضية اصطحبت معي العديد من المستثمرين الاميركين الى الاردن وخلال زياراتي المتكررة واجهت انا والمستثمرين الكثر عقبات لو كان غيري واجهها لترك الوطن ويأس من العودة اليه الى الابد، لكنني حملت الامل والتفاؤل والتصميم التي صارت كلها جزأً هاما من حياتي ولم افكر قط في التراجع عن حلمي الكبير وكان سلاحي دائما عبارات الراحل الحسين “فلنبن هذا الوطن ولنخدم هذه الامة” هذا القائد الذي ارسى قواعد سلامة الوطن ودعائم استقراره وديمومته.

انتظرت سنوات إلى ان جاءت الفرصة الكبيرة ومثلت امامي ومن هناك بدأت قصتي مع من يذبحون الوطن والشعب.

اثناء احدى زياراتي المتكررة للاردن مصطحبا مجموعة من المستثمرين الاميركيين لاستطلاع افاق الاستثمار في وطني الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة وبينما كنت جالسا بأحد فنادق عمان التقيت بصديق اقتصادي معروف كان يجلس مع اقتصادي أردني معروف ايضا وكان فحوى الحديث بينهما النقص الكبير في مادة السيليكا لتصنيع الرقائق الدقيقة في الدول الصناعية الكبرى وفهمت ان الاردن يمتلك هذه المادة لكنها مستغلة من قبل اسرائيل..! وتساءلا كيف يمكن لاسرائيل الاستفادة من رمال السيليكا الاردنية ولا علم للدولة الاردنية والشعب الاردني بذلك؟

إن السيلكا الاردنية لو استثمرت بالشكل الصحيح لارتقت بالوطن الاردني وجعلته في مصاف الدول الغنية الكبرى.

سألت كلا الرجلين اذا كانا على استعداد للاستثمار في هذه الصناعة، لانني استطيع توظيف خبراء للتحقق من جودة رمال سيليكا الاردنية، وأشارا إلى اهتمامهما وقالا إنهما سيتحدثان مع مستثمرين أردنيين آخرين يعتقدان أنهم مهتمون. سعدت جدا واتصلت على الفور باحد اصدقائي الاميركيين الذي يمتلك شركة تعمل في تصميم المنتجات وإدارة البرامج والتدريب والتصميم ونقل التكنولوجيا اتصلت مع الصديق الاميركي ساندي مانرو وهو مستشار مقرب من اغنى اغنياء العالم “اللان ماسك” وابدى استعداده للمساعدة بعد تفهم ماهية القضية.

على الفور تحدثت مع صديقي الاردني موسى رزق الذي يعمل مستشارا للاعمال ويمتلك مكتبا للمحاسبة في عمان، اتصلت به وشاركته ملاحظاتي من ذلك الاجتماع. في صباح اليوم التالي، أرسل لي عبر البريد الإلكتروني وثيقة من وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية تفيد بأن في الاردن رمال السيليكا بمحتوى SIO2 بنسبة 99.70% (انظر الوثائق الرسمية الصادرة عن وزارة الطاقة والموارد الطبيعية) ارسلت الوثيقة لصديقي منرو.

كنت أعلم أن المعلومات ستكون شيئًا قد يثير اهتمام صديقي الاميركي منرو الذي اكد لي ان بلدي الاردن قد يصبح في لحظة بين دول العالم الغنية اذا صحت تقارير ومعلومات وثائق وزارة الطاقة الاردنية التي تؤكد أن الأردن يمتلك رمال السيليكا بدرجة نقاء عالية والتي تبدو مناسبة لإنتاج الرقائق الدقيقة.

عشت اشهر طويلة لا انام الليل تتكرر احلامي الوردية ليلة بعد ليلة وانا اتصور بلدي الجميل الاردن ورشة عمل لآلاف الاردنيين من عمال ومهندسين وخبراء وكنت ارى نتائج هذا الاكتشاف الرهيب واتخيله امامي وأرى ناطحات سحاب تبنى في عمان ومأدبا والسلط والعقبة والمدن الاردنية الاخرى، اتخيل نسبة البطالة في بلدي اقل من اثنين بالمئة اتخيل اصطفاف ملايين العمال والمهنيين امام السفارات الاردنية لطلب تأشيرات دخول للاردن كانت احلامي الوردية تزداد حجما يوما بعد يوم وانا اتصور جلالة الملك عبدالله يبتسم ويشاركني الفرحة الكبرى حين ارتقت الاردن الى مكانتها الجديدة.

في الشهر الاول من عام ٢٠٢٠، عدت إلى الولايات المتحدة التقيت مع صديقي الخبير الاميركي ساندي منرو وشاركته المعلومات وشرحت تفاصيل اجتماعي مع رجال الأعمال الأردنيين. أخبرته أنني تلقيت تشجيعًا من رجال الأعمال المؤثرين للغاية في الأردن فيما يتعلق بجمع كل الأموال اللازمة لبناء منشأة لرمل السيليكا في الأردن يمكنها استخراج الرمال ومعالجتها لتحسين نقاوتها لاستخدامها في الرقائق الدقيقة.

استعرض صديقي مع مجلس إدارة مؤسسته التفاصيل وفي اليوم التالي التقيت معه شخصيا وكان بين الحضور خبراء في علم الجيولوجيا الذين دعاهم للنقاش في الموضوع الاردني. طلب الخبراء عينات رمل السيليكا لفحصها لتأكيد المعلومات الأردنية بوجود رمال عالية النقاء وفي تلك الفترة الزمنية اجتاحت العالم جائحة الكوفيد 19 وتم تعليق المشروع ومشاريع العالم اجمع حتى اشعار آخر.

بعد نحو عام تقريبا استأنفت التواصل مع صديقي الاميركي منرو وتابعنا حديثنا عن مشروع رمال السيليكا في الأردن مرة أخرى. كان متشجع للغاية وأعطاني اشارة المضي قدمًا لبدء العمل لاحظار عينات من رمل السيليكا من الأردن. كان واضحًا جدًا وبناء على توصية الخبراء أنه يريد 50 كيلوغرامًا عينات “خمسة كيلوغرام من كل موقع من مواقع مختلفة في جميع المناطق التي تم إدراجها على موقع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية على أنها تحتوي على رمال سيليكا نقية بنسب عالية جدا. كان يخطط لارسال العينات العشر الى مختبر مستقل في الولايات المتحدة او كندا للتحقق من نقاوتها. إذا كانت نقيًة كما توقعنا، فإنه يريد ٢٠ طنًا إضافيًا من الرمل لاستخدامها في اختبار وصقلها للوصول بها إلى مستويات النقاء اللازمة للاستخدام في تصنيع الرقائق الدقيقة. قال إنه سيدفع تكلفة جمع رمال السيليكا وشحنها إلى الولايات المتحدة.

كان مهتمًا لأنه وثق جدا بمعلومات المسؤولين الاردنيين في وزارة الطاقة التي تؤكد ان لدى الأردن رمل بمحتوى SIO2 بين 99.35 و 99.70 في المائة. ستكون خطوته الأولى هي معرفة ما يلزم لرفعها إلى 99.99٪ وبعد ذلك ستحتاج إلى مزيد من التنقيح لمعرفة تكلفة زيادة نقائها إلى 99.999٪. إذا كان من الممكن القيام بذلك على أساس فعال من حيث التكلفة، فسيكون لدينا الأساس لبناء منشأة في الأردن لتعدين ومعالجة رمال السيليكا. أخبرني أنه بمجرد إبرام اتفاق مع الحكومة الأردنية، سنعطي المستثمرين الأردنيين حق اولوية الاستثمار في هذا المشروع قبل أن يدعو المستثمريين من هنا وحول العالم ومنهم الان ماسك حيث سيحثهم لاستثمار مليارات الدولارات في هذا المشروع الرائد.

اجرينا اتصالات مع الاردن لتأمين ارسال العينات المطلوبة تعرفت عن طريق موسى رزق على الخبير الكيمائي الاردني الدكتور إياد الهنداوي. التقى اياد بعد ان اطلع على تفاصيل القضية مع الجيولوجي المعروف بهجت العدوان في وزارة الطاقة الاردنية الذي امر بجمع عينات من مواقع مختلفة. أوضح لي العدوان أنه سيبذل قصارى جهده للحصول على المعلومات التي أحتاجها. وبحلول نهاية شهر يناير، توصلنا إلى اتفاق لجمع العينات الرملية بعد الذهاب الى المنطقة المستهدفة.

تواصلت انا وساندي منرو مع الدكتور الهنداوي لأكثر من خمس مرات من خلال “الزوم” واعجب ساندي منرو بثقافة ومعلومات ومهارة الدكتور اياد وشعر منرو ان هذا الرجل اياد الهنداوي حقيقة يمثل المسؤول الاردني الصادق النزيه والوفي، وهذا حقيقة ما يحتاجه الاردن.

قمت بتحويل مبالغ مالية لتغطية مصاريف العمل حتى يتمكن الفريق العامل في مواقع الرمال من جمع العينات. عمون كانت تداعيات جائحة الكورونا ما تزال مؤثرة على الاوضاع في العالم من الصعب مقابلة الأشخاص المناسبين للحصول على المعلومات المطلوبة

توجه بهجت العدوان الى الصحراء مع مرافقين اخرين لمرات عديدة لجمع العينات الأولى من الرمال من اماكن مذكورة على موقع الوزارة للحصول على تلك الرمال عالية الجودة. أثناء قيامهم بجمع الرمال، قاموا بعمل فيديو اكداوا فيه أن الرمال نقية بنسبة 99.40٪ أو شيء من هذا القبيل. ثم ذهبوا إلى موقع آخر وأخبرونا في الفيديو أن هناك منطقة بها خط أنابيب غاز وأنه يمكن بناء مصنع فيها. لقد دب في الحماس حين سمعت أن الرمال التي كانوا يجمعونها كانت نقية جدًا.

في خلال ذلك كان الجيولوجيون والمستثمرون الأردنييون في غاية الاندفاع والحماس لهذا المشروع متشجعين جدا اثناء المكالمات بيننا انا ومانرو طلب منرو إجراء مكالمة مع احد اصحاب القرار في الاردن ان كان وزيرا او رئيس وزراء لبحث تفاصيل اكثر دقة في الموضوع لكن ذلك لم يحدث. برغم المحاولات العديدة.

طلب الجيولوجي السيد بهجت العدوان مني ارسال خطاب الى وزيرة الطاقة هالة زواتي لشرح خططنا وما نريده كتبت رسالة مفصلة للوزيرة ذكرت فيها تفاصيل ما توصلنا اليه لغاية الان كما شرحت عن اهمية ومصداقية الجانب الاميركي واننا جميعا نعمل بروح الفريق الواحد للوصول الى تحقيق هدف استغلال موارد الاردن الطبيعية وتسويقها حول العالم. لكننا لم نتلق اي استجابة مرضية او تعاون او ردا على الرسالة من وزيرة الطاقة.

طلبت من الصديق موسى رزق استحداث شركة للتنقيب عن المعادن وتسجيلها رسميا في الاردن من أجل الحصول على الرمل وشحنه إلى الولايات المتحدة، ثم اضطررت إلى الحصول على عدة تصاريح وشهادات أخرى لشحن العينات الى اميركا حيث قام بذلك الصديق مشهور بسام الجازي الذي قام بتأمين الشحنة عن طريق الملكية الأردنية مباشرة إلى ديترويت حيث وصلت في 2 يونيو 2021. استلمتها من المطار وسجلت مرحلة الوصول على فيديو يظهر صديقي الاميركي يتحدث عن وصول الشحنة ويشرح بحماس كيف ان الاردن سيصبح من دول العالم الغنية بعد نجاح هذا المشروع.

تم حجز المختبرات في الولايات المتحدة التي يمكنها تحليل الرمال، دفع صديقي الاميركي مبالغ اضافية تعادل ثلاثة اضعاف المبالغ الاعتيادية من اجل الاسراع في انهاء الفحوصات واتمامها في غضون فترة زمنية قصيرة. أثناء انتظار نتائج الاختبار، قام صديقي الاميركي منرو ومعاونوه بتجميع ملخص من 17 صفحة لمشروع رمال السيليكا في الأردن يصف البرنامج ومحطة تحلية المياه المقترحة التي خطط للحصول على المياه لمعالجة وتحسين نوعية الرمل ومعلومات عن الاردن كأرض مقدسة ومواقعها التاريخية الهامة للمستثمرين والسائحين الذين لا يعرفون الكثير عن الاردن خاصة وان السيد ساندي منرو هو رجل مؤمن يعشق الارض المقدسة، كان ساهم مع مسيحيين اخرين في تشييد الكنيسة القريبة من مكان تعميد السيد المسيح في المغطس. وحين اهديته قطع اثرية من المغطس اجهش بالبكاء لانني كنت الاردني الاول الذي يقدم له مثل هذه التقدمة الثمينة.

في الاول من شهر حزيران ٢٠٢١ سمعت أن جلالة الملك عبدالله قادم إلى واشنطن العاصمة، لذلك اتصلت هاتفيا مع السفير الاردني السابق في الولايات المتحدة كريم قعوار وسألته ما إذا كان بإمكاننا ترتيب لقاء مع جلالة الملك والصديق الاميركي ساندي منرو. حاول السفير السابق كريم قعوار لكن اللقاء لم يتحقق بسبب استمرارية تداعيات الكوفيد ١٩.

خلال فترة انتظار نتائج الاختبارات كنا نلتقي ونتبادل اطراف الحديث حول مستقبل هذا المشروع الضخم، عمون ناقش صديقي منرو المشروع القادم مع العديد من الرؤساء التنفيذيين ورجال الأعمال الآخرين وحينها قام منرو بالتواصل مع الدكتور اياد هنداوي الذي اضاف معلومات رائعة وجذابة عن الاردن لتسويقه سياحيا ولجذب الاستثمار ووضعت المعلومات في الكتيب في انتظار اتمامه وارساله الى المعنيين من مؤسسات وشركات وغيرهما.

في الخامس عشر من آب ٢٠٢١ جاءت نتائج الاختبارات من ولاية فينيكس اريزونا والتي اظهرت ان جميع العينات مأخوذة من موقع واحد من منطقة بعيدة اربعين كيلو مترا من العقبة وليس من مواقع مختلفة كما كان الاتفاق. ذهلنا جميعا لهذه النتيجة المفجعة

للتو زرت منرو في مكتبه وكان محبطا للغاية وظهر مستاء وغاضبا وفاجأني بان نتيجة الفحوصات كانت ٩٧.٣٥٪؜ وقال لي ما هذا الغباء إن جميع العينات جاءت من موقع واحد فقط وليس من عشرة مواقع كما اتفق مسبقا وان الرمال التي وصلتنا يمكن لنا الحصول عليها من اي شاطىء من شواطي العالم.

تواصلت مرة اخرى مع السفير كريم قعوار الذي أحالني إلى السفارة في واشنطن كوني كما قال مواطن اميركي ووعدني باعلام السفارة عن تفاصيل ما حدث وهكذا كان. تلقيت مكالمة من السفارة الأسبوع الأول في أكتوبر 2021 وكانت سعادة السفيرة دينا قعوار غاية في التواضع والتعاون وابدت الرغبة الاكيدة في الدعم وقامت بفتح ملف خاص للمشروع واوكلت احدى كبار موظفات السفارة وهي الانسة دينا الزعبي كمسؤولة عن الملف وبدأت التواصل بشكل مستمر والحديث عن مشروع السيلكا الاردني.

كنا انا ومنرو نأمل في التوصل إلى نتائج ادق تواصلنا مع بهجت العدوان الذي اكد ان علينا اتباع اجراءات سهلة لنتمكن من الخروج بنتائج افضل من حيث نقاء رمال السيليكا الاردنية الا ان ساندي منرو لم يقتنع بهذا التحليل غير العلمي وقرر طي الصفحة.

في الاول من اكتوبر ٢٠٢١ وصلتني مكالمة من الانسة دينا الزعبي المسؤولة في سفارتنا في واشنطن التي اعادت الامل لي حين اعلمتني ان جلالة الملك اختار وزيرا جديدا نشطا لوزارة الطاقة هو الخبير الدكتور صالح خرابشة الذي سيتعاون معنا بشكل اكيد لان مصلحة الاردن تتطلب ذلك. وعلمت ايضا ان نية الوزير الجديد تتجه الى اجراء فحوصات جديدة واخذ عينات من مواقع مختلفة للخروج بنتيجة ترضي الجميع.

تواصلت هاتفيا مع الوزير الخرابشة الذي اشعرني اهتمام كريم قعوار والسفارة الاردنية في واشنطن بالمشروع وان الوزارة ستقوم قريبا باجراء فحوصات جديدة وان الوزير الخرابشة في غاية الاهتمام بهذا المشروع وان جلالة سيدنا على اطلاع بحيثيات المشروع واوعز لي كما قال الوزير بوضع المشروع على سلم اولويات الوزارة.

استغرق الأمر حوالي ستة اشهر حين علمت ان وزارة الطاقة الاردنية ارسلت العينات من رمال سيليكا عالي الجودة إلى مختبرات SGS في كندا للتحقق من النتائج. في 25 مايو 2022، أرسل لي الوزير الخرابشة رسالة من 84 صفحة من مختبر SGS بنتيجة الاختبار. تحدثت مع الوزير الخرابشة على الهاتف، وأوضحت أنني لست جيولوجيًا، ولا أستطيع فهم هذه اللغة وطلبت منه أن يفسرها لي بلغة مبسطة لانني لا أستطيع إرسال تقرير إلى ساندي منرو إذا لم أفهمه انا نفسي. حينها طلب الوزير الخرابشة من SGS إعداد تقرير موجز من ثلاث صفحات تلقيته في 23 يونيو 2022.

عندما راجعت التقرير الموجز، رأيت أنه في الصفحة الأولى كان من الواضح جدًا أن الرمال كانت نقية بنسبة 95.1٪ فقط. اتصلت بالوزير مرة أخرى على الهاتف لمعرفة سبب انخفاض درجة النقاء قال لي أنه باتباع طريقة بسيطة، ستزيد درجة النقاء إلى ما يقرب من 99.80٪ وهو ما سيفهمه السيد ساندي منرو كما اكد الوزير.

على الرغم من أنني لم أكن مرتاحًا لرد الوزير الخرابشة قمت بتقديم تقريري SGS وأرسلتهما إلى ساندي منرو. انتظرت 7 أيام. في اليوم التالي تلقيت مكالمة من مكتب السيد “منرو” اشعرني إنه سيغادر في رحلة عمل لمدة شهرين خارج الولايات المتحدة ولن يكون لديه متسع من الوقت لمراجعة التقرير. وذكرتني سكرتيرته الخاصة ان ساندي وجماعته انفقوا الوقت والمال على هذا المشروع دون مقابل وأن أجر السيد منرو للاستشارات يبدأ من 1500 دولار في الساعة مع دفع بعض العملاء أكثر بكثير بسبب خبرته النادرة. بعد أن تحدثت إلى الوزير عن الرسوم ابدى انزعاجه لذلك اتصلت مع ساندي منرو وأخبرته أنني على استعداد لتعويضه بالمبالغ التي يريدها. اتصلت معي سكرتيرة السيد منرو ونقلت رسالة منه تقول “لا اريد ان اخسر صداقتك اتمنى ان تستمر صداقتنا لكنه اي منرو لا يرغب في التعامل مع المسؤولين في الاردن”. واضافت ان السيد منرو إجتمع بمجلس إدارته وأخبرهم أنه يعمل معي لأنني صديقه الشخصي. واضافت السكرتيرة ان السيد منرو استخلص من خلال خبرته مع هذه القضية ان المسؤولين في الاردن لا يقدرون معنى المسؤولية وانهم يسيئون لبلدهم بمثل هذه المعاملة غير المسؤولة

وبعد ذلك وصلني ايميل اخر من منرو كتب فيه انه اطلع على الوثائق ونتائج الاختبار وما ارسلت اليه من معلومات وبناءً على التقارير أخشى أن مستوى SiO2 في العينات عند 95.1٪ سيكلف على الأقل 100X تكلفة أكثر مما سينفقه أي شخص لإنشاء رقائق السيليكا. باختصار يجب ان تكون نسبة النقاء 99.999٪ حتى يمكن لأي مصنع أن يفكر في التعامل مع الرمل هي معادلة يسميها المصنعون (5-9’s.) قال ساندي إن هذا الرمل من الاردن لا يقترب من ان يكون قابلاً للتطبيق وختم قائلا من فضلك نبيل دع هذا المشروع جانبا وبعدها بيومين قال لي العاملين في مكتب منرو “انصحك يا نبيل برفع دعوى ضد الحكومة الاردنية” لاننا وبصراحة عانينا الكثير ربما بقدر معاناتك وربما اكثر او لو كنا مكانك لتواصلنا مع اشهر المحامين الاميركبين الذي سيمثلك خير تمثيل. واتمنى ان تعلمهم درسا قاسيا من خلال تحديد مسؤولية من؟ وهي وزارة الطاقة الاردنية ومعلوماتها المشوهة.

الان، على الرغم من أن المعلومات التي تلقيتها في اكتوبر ٢٠١٩ والمستندة الى وثائق وزارة الطاقة الاردنية 2019 أظهرت أن الأردن يحتوي على رمل سيليكا بنقاء بنسبة 99.7٪ وأن مسؤولي الوزارة اصروا على هذه المعلومات وهذا هو ما تم الترويج له على موقع الوزارة الحكومي وظهر على الموقع الحكومي بانه “فرصة استثمارية جذابة” وقد كلفني ذلك الكثير من الوقت الضائع والصحة والقلق والمال حيث انفقت من المال والوقت والجهد الشخصي الكثير. كتبت مئات الرسائل الالكترونية، انتجت مجموعة فيديوهات وعشرات الصور، تعاملت مع وزيرين للطاقة ومجموعة من الموظفين لكنهم بدا لي انهم جميعا مكتوفي الايدي حتى الوزراء منهم لم يتمكنوا من اتخاذ قرارات لمصلحة البلد. هل هم مقيدون؟ هل هم ممنوعون من الحفاظ على مصلحة الوطن؟ لماذا تعلن الوزارة من على موقعها الالكتروني عن فرص للاستثمار في رمال السيلكا الاردنية وبأي حق تؤكد الوزارة هذه النسبة العالية من النقاء؟ هل الاستثمار مجرد وهم فقط؟ انها معادلة شديدة الصعوبة وحلها يكمن في تطبيق مبادئ الشفافية التي يدعو لها جلاك الملك في خطاباته واحاديثه لتبنيها.

انا كعشرات الالاف من الاميركين الاردنيين في الولايات المتحدة اعشق الوطن الاردني اعشق ترابه وافخر بالانتماء اليه واردت وضع كل امكاناتي وقدراتي وعلاقاتي في اميركا لخدمة الوطن واعرف من اصدقائي وزملائي الاميركيين من اصول اردنية الذين حاولوا قبلي وصدموا من مواقف المسؤولين في الدولة الاردنية غير المنتمين واضعت سنوات من جهدي ووقتي وصحتي ووقت اصدقائي الاميركيين وزملائي المقربين الذين لا يعرفون الكذب والنفاق والمراوغة في التعامل مع القضايا التي تهم الوطن وسمعته

شعرت ولا ازل بالالم الشديد بالاحباط بخيبة الامل اذا تركت هذه التجربة تمر وكأن شيئا لم يكن. لا اريد لاناس اخرين الدخول بمثل هذه التجربة المريرة والمؤلمةً وانا اعرف العشرات من الاردنيين الذين اصيبوا بالاحباط والازمات القلبية والموت المفاجئ حين مروا بمثل هذه التجارب. لذا اطالب الحكومة الاردنية باجراء تحقيق فوري ومستفيض لتحديد من المسؤول وتحميله كامل المسؤولية. علما هنا بانني امتلك كل الوثائق والمراسلات والاثباتات التي تدعم كل ما جاء في هذه الوثيقة.

لقد غرر بنا لثلاث سنوات متتالية كنا مجرد لعبة في ايادي مسؤولين لا يدركون معنى المسؤولية. انا هنا اطالب الحكومة الاردنية باجراء تحقيق شامل مستفيض ودقيق وتحميل المسؤولين عن ما جرى ومحاكمتهم حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي المسيئة للوطن والقيادة.