وطنا اليوم:ما لبث أن بدأ الأردنيون الاستفاقة من صدمة ما حصل مع فتى الزرقاء صالح، وفعلة المجرمين معه، إلى أن جاءت قصة الفتى بهاء صاحب الخمسة عشر ربيعا القاطن في منطقة مرج الحمام في العاصمة عمان.
وباشر مدعي عام الجنايات الكبرى القاضي حسين الخلايلة التحقيق بقضيتين مرتبطتين ببعضهما البعض (الحدث بهاء ووالده المغدور) التي كشف تفاصيلها مديرية الأمن العام في أقل من 72 ساعة،عمل خلالها فريق متخصص من البحث الجنائي والأمن الوقائي إلى الوصول إلى مرتكبها والدوافع وراءها.
ووجه المدعي العام الخلايلة تهمة القتل العمد 1/328 من قانون العقوبات لقاتل والد بهاء بالقضية الأولى، كما وجه تهمة الشروع بالقتل 70/328 من قانون العقوبات بالقضية الثانية لقيام الجاني بالاعتداء على الحدث بهاء بالساطور.
وقرر المدعي العام توقيف القاتل والبالغ من العمر 54 عاما، 15 يوما على ذمة القضية في مركز الإصلاح والتأهيل.
وقال مصدر مقرب من التحقيق إن القاتل أثناء استجواب المدعي العام له اعترف بارتكابه جريمة القتل بخنق المغدور الذي تربطه به علاقة صداقة قديمة وطويلة منذ سنوات، باستخدام حبل ودفنه في منطقة بعيدة عن أعين الناس بمنطقة ناعور، وذلك على إثر وجود خلافات مالية بينهما.
وأشار المصدر إلى أن القاتل اعترف أيضا بضربه الحدث بهاء خلال تواجدهما في المنزل، حيث قام بضرب الحدث بالساطور بعد مشادة كلامية حدثت بينهما.
وأوضح المصدر أن القاتل ذهب إلى منزل المغدور من أجل البحث عن أمر يريده القاتل عندما وقعت المشادة بينهما والتي على إثرها قام بضربه بالساطور على منطقة الرأس وأماكن أخرى في الجسم.
وبين أن الحدث بهاء يعيش مع والده بعد انفصال الأم عن المغدور وتعيش في الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته جرى في المركز الوطني للطب الشرعي الخميس تشريح جثة المغدور من قبل لجنة طبية شرعية ضمت مدير المركز الدكتور عدنان عباس والدكتور محمد عوده والدكتور عدلي الربضي وبإشراف المدعي العام.
وقال مصدر طبي إن الجثة كانت في حالة تعفن حيث جرى إخراجها من منطقة غير مأهولة بالسكان (مغارة) وتبين وجود علامات تتوافق مع ضربة ساطور أو في حكمه كما وجد على الجثة حبل ملفوف حول الرقبة والفك وعلل سبب الوفاة بالخنق العنفي برباط ضاغط وإصابة الرأس الشديدة.
——-
حكاية بهاء بدأت عندما اعتدى عليه أحد الأشخاص باستخدام أداة حادة (ساطور)، بالضرب في منطقة الوجه والرأس واليدين والبطن، بصورة وحشية إجرامية ، انتقاما من والده على إثر خلافات فيما بينهما.
إلا أنه وبعد أن اتضحت معالم القضية، فإن بهاء لم تقف آلامه عند هذا الحد فحسب، ففوق ألم النزف، ألمّ به وجع فقدان والده، الذي قتله ذات المجرم قبل أن يحاول قتل بهاء وهو نائم.
أسبوع حمل معه أخبارا للأردنيين عن جريمتي قتل ومحاولة قتل لأب وابنه حيث كشفت مديرية الأمن العام التي عمل أفرادها على إلقاء القبض على الجاني الذي اعترف بعد التحقيق معه بقتل والد بهاء قبل أن يمضي إليه ويفترسه في منزله.
أب مقتول، وأم مسافرة لزيارة أقاربها في الضفة الغربية ؛ فكيف ستكون حياة الفتى؟ وكيف سيجالس أصدقاءه؟ وكيف سيسرد ما يفخر به كل ابن من قصص الآباء؟