#علا_الشربجي
لم تعد وطنا ولا عربي الموطن .. قضمت العروبة و القومية و الوطنية و ارتويت بدماء شهداء امتك
منذ أن سقطت بغداد و الطبول ترقص على جراحك
ذُبحت حلب الشهباء مثل عاهرة تنكر الجميع منها و قدمت قربانا في معبد صراع العروش
ذبُلت القاهرة تحت بساطير العسكر و ناحت الاوبرا مع قطرات النيل على أمجاد نجيب محفوظ و طه حسين
في الفيحاء فاحت رائحة الدماء و رُشِق الياسمين الابيض بدم الابرياء و هاجر جبل قاسيون مع من تبقى من المهاجرين
تلك السمراء في ليبيا غُطست باللعنة السوداء ،نهشتها العجوز و تركتها جيفة لمن يبحث عن قضمة في نهاية الوليمة
الاوذيسة الفينيقية ، ساحرة البحر الابيض المتوسط ،
دثرت تحت الردم ، حملت المعاصي و طعنت بسكين الغدر و الفساد .. و أدت ثورتها في رحم احزانها و انطفأت شمعتها .. ست الدنيا دثرها عهر الانسان ..
استحلفتها ماجدة الرومي قومي قومي ..لكن الطاعون الايراني نخرها حتى النخاع و ثعلب الموساد و الاسد انقضوا على ما تبقى من عذريتها ..
هناك في أطهر ارض غضبت السماء فوقعت الرافعة و كشفت العورات و سفكت الدماء و منع الجراد الصلاة و كأن الملائكة تنحت جانبا و رفضت وصول التوبة الى رب العرش
اما ارض كنعان جلست تبكي عار العرب ..تنتظر ذاك الفارس المجهول ليخلصها من براثن اليهود ، فالكنائس نكست أجراسها معانقة قبة الصخرة ليعلو الآذان في المسجد الأقصى بتكبيرات الى السماء لمن ينقذ ارضه من وطئ التدنيس
بكى و صلى و ركع لها نزار قباني .. رثاها و قال :
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع حزينةٌ عيناك
يا مدينة البتول
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول
حزينةٌ حجارة الشوارع حزينةٌ مآذن الجوامع يا قدس
يا جميلةً تلتف بالسواد
مدت ذراعها لربة عمون تستنجد من كان يتخبط وسط بحر ماتت فيه روح الوطن ، انهكته شعارات الوطن الموسومة بنهب الجيوب .
كنت وطنا عربيا و اصبحت شرقا اوسط ، توسطت فوهة البركان جراء الفاسدين و القتلة و المجرمين ، نهبوا ثرواتك ،قدموها على طبق من الماس لبنوك سويسرا و عادوا عبيدا للبنك الدولي ..
ذلك الوحش الصهيوني قضم لقمة هنا و اخرى هناك و سال لعابه على وليمة في الصحراء و سيشبع من سلة زول الممتلئه و يتحلى على ما تبقى … غول اشبه بالسنتيح باللهجة السودانية
هذا الذي يسمى الوطن يذكرني بقول غسان كنفاني في روايته (عائد الى حيفا) :
“أتعرفين ما هو الوطن يا صفية: الوطن هو ألا يحدث ذلك كله ”
اما انت يا وطن فكل شيئ لا يحدث في الأوطان حدث فيك.