وطنا اليوم:قال أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري، في تصريحاته، إنّ ما دها الكون كله من ارتفاعٍ هائلٍ في درجات الحرارة حتى في أوروبا المعروفة بأجوائها الباردة، ينذر الكون كله بأنّ شيئًا ما أصاب الخليقة، مؤكدًا أنّ ذلك كله مرده إلى “السير بعكس فطرة الله عزّ وجلّ”.
ولفت الشحروري إلى أنّ “أوروبا أعلنت عام 2022، عامًا للحرية الجنسية وعامًا للتمرد على فطرة الله، وقد أرادوها عن طريق الأمم المتحدة صيحة في العالم كله أن يتحرر من الطهارة ورفعوا شعار: (أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهرون)”، معبرًا عن أسفه في الوقت ذاته من أنّ “العالم الإسلامي والعربي بخاصة بدأ يتكيف مع هذه النداءات الدولية ويطرح من الأنظمة والقوانين ما يقربه منها”.
واستدرك بالقولك “لذلك فإنّ هذه الحرارة تأتي إنذارًا شديد اللهجة للأمّة كلها”، مشددًا على أنّه “لا يدفع البأس عنا إلا العودة إلى الله، مع ذواتنا، مع أسرنا، مع أزواجنا، ولا يدفع البأس عنّا إلا أن نتقرب إلى الله عزّ وجلّ بسرعة التوبة من الكبائر والصغائر”.
الشحروري: من لا يصبر على حرّ الدنيا كيف له أن يرتكب ما يوجب عليه حرّ الآخرة وعذابها
وأكد الشحروري أنّ “التوبة تحتاج مع الإصرار إلى عدم العودة إلى الذنب، إلى التكفير عن هذا الذنب بكثرة التقرب إلى الله عزّ وجلّ وجبر الخواطر، والصدقات، وإطعام الفقراء والمساكين، والحيوانات”.
وقال: “لقد كان عمر بن عبدالعزيز يصيح في جنده ابذروا الحبّ على رؤوس الجبال، حتى لا يقال جاع طائر في بلاد المسلمين، وكانت الدولة العثمانية خصصت أوقافًا للكلاب الضالة والقطط وغيرها من الحيوانات تحفظها وترعاها من حرّ الشمس ومن برودة الطقس”.
وأسف لحال الأمة اليوم قائلا: “نحن اليوم نضيّع البشر من خلق الله مسلمين وغير مسلمين، فلا نرعاهم ولا نمدهم بشيءٍ من العون”.
وشدد على أنّ “هذه الموجة من الحر تصيح بنا أن أفيقوا وعودوا إلى ذواتكم وعودوا إلى ربكم جلّ في علاه، فليس لكم إلا هو، وإلا فما أسهل أن يستبدلكم بقومٍ غيركم”.
وتابع بالقول: “هذا الكون ملكه ويسيّره سبحانه كيف يشاء، ونحن بحاجته وهو الغنيّ عنّا، فلا مناص إلا العودة إلى حياضه، ونسأل الله العافية”.
ونوه الشحروري إلى أنّ “هذا الحرّ يذكرنا بحرّ جهنم، فإن كنّا غير قادرين على تحمّل حر الدنيا، الذي يمكن أن يُهرب منه إلى مكيف، ويمكن أن يهرب منه إلى حمّامٍ باردٍ، لكنّ حرّ جهنم لا يمكن أن ينجوا منه مستحقه”.
وختم الشحروري حديثه بالقول: “العاقل هو الذي يقي نفسه الحرّ الدائم المستطير، فإنّ الله قد جعل حر الدنيا واحد بالمائة من حر الآخرة، فكيف لنا أن لا نصبر على حرّ الدنيا ثمّ بعد ذلك نصرّ على أن نرتكب ما يجعلنا لا قدّر الله من أهل حر الآخرة”.