وأكد “الكسواني” أن دائرة الأوقاف تنظر بعين الخطورة لفتح باب الأسباط لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في ظل مطالبات جماعات الهيكل بفتح أبواب المسجد جميعها للمقتحمين.
ولفت إلى أن “جماعات الهيكل” تحاول إبراز هذا الأمر كنوع من الإنجاز، ومحملًا الاحتلال مسئولية تبعات هذا الحدث في المسجد الأقصى.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، إنه لأول مرة منذ حرب عام 1967 اقتحم مجموعة من المستوطنين، باحات المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد، من خلال باب الأسباط.
وأفادت الصحيفة، أن هذا الدخول غير رسمي في الوقت الحالي، لكنه يشكل سابقة.
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين يوميا على فترتين صباحية ومسائية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
ووثق تقرير إحصائي خلال النصف الأول من العام الجاري، اقتحام 27123 مستوطنًا للمسجد الأقصى المبارك، حيث تصاعدت الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية، والاعتداء على المصلين، خلال شهر رمضان المبارك.
وكان عضو هيئة أمناء الأقصى فخري أبو دياب قال في وقت سابق إن سلطات الاحتلال بدأت تتعامل مع ساحات المسجد الأقصى كأنها “متنزهات عامة”، لا تعترف بها كمكان مقدس للمسلمين وحدهم، وهذه سابقة خطيرة.
وأوضح أبو دياب أن الاحتلال منح المستوطنين والمتطرفات المقتحمات حرية أكثر داخل ساحات الأقصى، من خلال اقتحامه بملابس فاضحة، وأداء طقوس وصلوات تلمودية ورقصات دون أية قيود.
وأضاف أن سلطات الاحتلال أصبحت لا تعترف بأن الساحات جزء من المسجد الأقصى ولها قدسيتها ومكانتها، بل تريد “نزع القدسية” عن المسجد، محذرًا في الوقت نفسه، من مخاطر هذه الخطوة وتداعياتها.
وأشار إلى أن الاحتلال يريد اعتبار هذه الانتهاكات والممارسات المتطرفة داخل الأقصى، وكأنها مشاهد اعتيادية بالنسبة للشارع المقدسي والفلسطيني والعربي والإسلامي.
التقسيم المكاني: وأعرب أبو دياب عن مخاوفه من أن تكون هذه الانتهاكات بداية لفرض التقسيم المكاني في المسجد المبارك، و”إعطاء الحرية التامة لمن يريد من المتطرفين أن يتخذه كمكان يُستخدم لإقامة مهرجانات أو معارض أو للدعايات أو حفلات زواج وخطوبة، وغيرها”.
واعتبر أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكًا صارخًا لحرمة الأقصى، واستفزازًا لمشاعر المسلمين، لابد من التصدي لها بقوة، وإلا سنرى مزيدًا من التجاوزات والممارسات الخطيرة بحق الأقصى.
وأشار إلى أن اقتحام إحدى المتطرفات مؤخرًا، المسجد الأقصى بملابس فاضحة ونشر صورها على صفحتها بموقع “انستغرام” بمثابة بالونات اختبار لجس نبض الشارع المقدسي والعربي، وتمهيدًا للتقدم خطوة أخرى بشأن تحقيق أهدافهم بحق الأقصى.
وأكد الناشط المقدسي أن الاحتلال ومستوطنيه يستغلون ما يجري بالأقصى لأجل فرض واقع جديد فيه، والسيطرة الكاملة على ساحاته.
وتابع “إذا لم يكن هناك ردود فعل فلسطينية وعربية وإسلامية ترتق لمستوى ومكان المسجد الأقصى الدينية والتاريخية، فإن الاحتلال وجماعاته الاستيطانية سينفذون مزيدًا من الممارسات والإجراءات داخل المسجد، بهدف تتغير الواقع الديني والتاريخي فيه”.
وقفة جادة: وحول المطلوب لمواجهة هذه الانتهاكات، طالب أبو دياب، دائرة الأوقاف الإسلامية باتخاذ خطوات رسمية عاجلة للتصدي لانتهاكات الاحتلال والمستوطنين في المسجد الأقصى، ووقفها فورًا، بالإضافة لتفعيل الوصاية الأردنية وتحمل مسؤوليتها تجاه ما يجري قبل فوات الأوان، لأن الأمر في غاية الخطورة.
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال تضغط على المرابطين والمرابطات والحراس وكافة المتواجدين داخل المسجد، وتحاول إبعادهم عنه، بهدف الانتقام منهم، لكونهم من يتصدون لاقتحامات المتطرفين واستفزازاتهم اليومية.
وقال أبو دياب: “على الجميع أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأقصى، لأنه ربما نصل لمرحلة أخطر قد تستهدف تهويده بالكامل، وتُحوله لمكان يهودي عام، مما يُسيء لمكانته وقدسيته”.
وأضاف “يجب اتخاذ وقفة حقيقية وجادة على كافة المستويات الرسمية والشعبية والقانونية محليًا وعربيًا، للتصدي لكل الانتهاكات والمخططات الاحتلالية بحق المسجد المبارك”.
وصعد المستوطنون في الآونة الأخيرة من اقتحاماتهم وانتهاكاتهم لحرمة الأقصى، أخطرها كان اقتحام متطرفات المسجد بملابس فاضحة، أثارت غضبًا وسخطًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، واستفزازًا لمشاعر الفلسطينيين خاصةً والمسلمين عامةً.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية صباح الأحد، إنه وفي خطوة استفزازية، إن مجموعة من المستوطنين خرجت من باب الأسباط بعد اقتحامها ساحات الأقصى من باب المغاربة، وعندما وصلت إلى خارج الباب عادت واقتحمت الساحات، ثم خرجت من باب السلسلة.
وصباح اليوم، أدى المستوطنون طقوسًا تلمودية علنية خلال اقتحام ساحات الأقصى, وبعضهم أدى “سجودًا ملحميًا” في عدة مناطق داخل الساحات