وطنا اليوم:أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت محطة زابوروجيا النووية بنيران المدفعية من العيار الثقيل مرتين خلال اليوم الماضي، مضيفة أنه تم تدمير هاوتزر M777 شارك في القصف.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية اليوم الجمعة، إنه نتيجة القصف الأوكراني، انفجرت أربع قذائف في منطقة محطة الأكسجين والنيتروجين، وأخرى في منطقة المبنى الخاص رقم 1.
وأشار كوناشينكوف إلى أنه تم اكتشاف موقع المدفعية الأوكرانية، الذي صدر منه قصف أراضي محطة الطاقة النووية، غرب بلدة مارغانيتس في مقاطعة دنيبروبيتروفسك، وأضاف أنه نتيجة إصابة مباشرة بأسلحة روسية عالية الدقة، تم تدمير مدفع هاوتزر M777 أمريكي الصنع في ذلك الموقع القتالي.
من جهتها، حمّلت شركة التشغيل الأوكرانية “إنيرغوتوم”، روسيا مسؤولية انقطاع الكهرباء عن المحطة النووية التي تعد الأكبر في أوروبا.
وقالت الشركة على تليغرام، إن “المحطة الخاضعة لسيطرة روسيا تتعرض للقصف المتكرر، والآن فُصلت بالكامل عن شبكة الكهرباء، بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الاتصال”.
أشارت الشركة إلى أن حرائق في أرض محطة زابوريجيا الحرارية القريبة من المحطة النووية بجنوب أوكرانيا تسببت مرتين في انقطاع آخر خط اتصال يربط المحطة بشبكة الكهرباء.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، أن وفداً من الوكالة سيزور محطة زابوريجيا الأوكرانية “خلال أيام” لتقييم الأوضاع.
هجمات حول المحطة
كانت الرئاسة الفرنسية أعلنت الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على إرسال فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة.
وفي 4 مارس/آذار الماضي فرضت روسيا سيطرتها على محطة زابوريجيا الأوكرانية، ومؤخراً يشهد محيطها هجمات وقصفاً تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنها.
وتعتبر المحطة النووية الأكبر في أوروبا، تضم 6 مفاعلات نووية وتوفر نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 5700 ميغاواط/ساعة.
من جانبها طالبت واشنطن، الخميس، روسيا بالموافقة على إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا النووية، جنوبي أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض في تصريحات ، إنه “يتعين على روسيا الموافقة على منطقة منزوعة السلاح حول محطة زابوريجيا”.
أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، جدد في اتصال مع نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، “التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا”.
المخاطر
يأتي الخطر الأكبر من نقص في إمدادات المياه. ويستخدم الماء المضغوط في نقل الحرارة من المفاعل وفي إبطاء النيوترونات لتمكين اليورانيوم 235 من مواصلة تفاعله المتسلسل.
وإذا انقطع الماء، وأخفقت الأنظمة المساعدة مثل مولدات الديزل في الإبقاء على المفاعل باردا بسبب أي هجوم سيتباطأ التفاعل النووي وسيسخن المفاعل بسرعة كبيرة.
وفي مثل درجات الحرارة العالية تلك يمكن أن يتحرر الهيدروجين من الغطاء المصنوع من عنصر الزركونيوم (الزرقون) ويمكن أن يبدأ المفاعل في الانصهار.
وكشفت صحيفة “الغارديان”، الأربعاء، عن خطة روسية “لفصل أكبر محطة نووية في أوروبا عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما قد يؤدي إلى حدوث عطل كارثي في أنظمة التبريد الخاصة بها”.
وقال بترو كوتين، رئيس شركة الطاقة الذرية الأوكرانية، للصحيفة إن “المهندسين الروس قد وضعوا بالفعل مخططا (…) لحالات الطوارئ يتعلق بقطع الطاقة”.
وأوضح أن “الروس قدموا الخطة إلى عمال المحطة، الذين قاموا بدورهم بتقديمها إلى الشركة”.
وأضاف في المقابلة التي أجريت بيوم الاحتفال باستقلال أوكرانيا، الأربعاء، أن الخطة قد تلحق أضرارا جسيمة بجميع الخطوط التي تربط محطة زابوريجيا بالشبكة الأوكرانية.
وأشار إلى أنه “يخشى أن الجيش الروسي قد يستهدف هذه الخطوط لجعل سيناريو الطوارئ حقيقة واقعة”.
ومع ذلك تنقل رويترز عن خبراء قولهم إن المبنى الذي يضم المفاعلات مصمم لاحتواء الإشعاع وتحمل التأثيرات الكبيرة له، وهو ما يعني أن خطر تسرب كبير ما زال محدودا.
ويقول مارك وينمان، الباحث في المواد النووية في قسم مستقبليات الطاقة النووية في كلية لندن الإمبراطورية (إمبريال كوليدج لندن) “لا أعتقد أنه سيكون هناك احتمال كبير لثغرة في مبنى الاحتواء حتى إذا تعرض عرضا لقذيفة متفجرة. وزيادة على ذلك فإن الأقل ترجيحا أن تلحق أضرار بالمفاعل نفسه جراء ذلك. هذا يعني أن المادة المشعة محمية جيدا”.
الوقود المستنفد
بجانب المفاعلات هناك أيضا منشأة لتخزين الوقود المستنفد الجاف في الموقع لتجميعات الوقود النووي المستخدم، وأحواض للوقود المستنفد في موقع كل مفاعل والتي تستخدم في تبريد الوقود النووي المستخدم.
وقالت كيت براون، وهي مؤرخة بيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي يوثق كتابها دليل للنجاة (مانيوال فور سيرفايفل) الحجم الكامل لكارثة تشرنوبيل “أحواض الوقود المستنفد ليست سوى أحواض كبيرة تحتوي على قضبان وقود اليورانيوم، وهي في الحقيقة ساخنة اعتمادا على المدة الموجودة خلالها هناك”.
وتضيف لرويترز “إذا لم يوضع فيها الماء الجديد فإن الماء سيتبخر. وبمجرد أن يتبخر الماء فإن غطاء الزركونيوم سيسخن ويمكن أن تشتعل فيه النار وعندئذ سنكون في وضع سيء هو حريق من اليورانيوم المشع وهو وضع مماثل بدرجة كبيرة لوضع تشرنوبيل حيث يطلق خليطا كاملا من النظائر المشعة”.
وتسبب انبعاث الهيدروجين من حوض وقود مستنفد بانفجار المفاعل رقم 4 في كارثة فوكوشيما النووية باليابان في عام 2011.
وبحسب مذكرة من أوكرانيا في عام 2017 أحيلت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن هناك 3354 تجمعا للوقود المستنفد في منشأة الوقود المستنفد الجاف ونحو 1984 تجمعا للوقود المستنفد في الأحواض.
وطبقا لهذه الوثيقة فإن هذا إجمالي يبلغ أكثر من 2200 طن من المواد النووية باستبعاد المفاعلات.