بقلم:د. عادل يعقوب الشمايله
دخلت بريطانيا الحرب العالمية الثانية، ترجمة لقناعة تشرشل بمنع تحول المانيا الى دولة امبريالية، أي شريك ثالث لبريطانيا وفرنسا، بعد ان شاهد توسعها داخل القارة الاوروبية، وأيقن من تطلعها الى الانطلاق الى القارات الاخرى، حيث بنت اسطولا بحريا ينافس الاسطول البريطاني المسيطر على بحار العالم.
أما روزفلت، فقد دخل الحرب ضد المانيا التي كان يحبها، وكان مصمما ليس فقط على قطع الطريق أمام طموحات المانيا الامبريالية، ولكن لتصفية الامبرياليات القائمة البريطانية والفرنسية ايضا. وكان توجهه هذا المعلن نقطة خلاف ومناكفة بينه وبين صديقه تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الذي سعى حثيثا لاقناعه بإنضمام امريكا للحرب لانقاذ الديموقراطية التي تهددها النازية الالمانية والفاشية الايطالية، والقسوة اليابانية في الشرق.
دخل روزفلت الحرب وهو يتطلع الى انتهاء حقبة استعمار الدول القوية للدول الضعيفة. ولذلك فقد ارسى قواعد عالم جديد تحكمه المؤسسات الاممية، وتنعم فيه كافة الشعوب بحق تقرير المصير. كان هذا هدفه، مثلما كان هدف الرئيس الاسبق وودرو ولسون اول من اطلق فكرة الحمامة كرمز للسلام، صاحب المبادئ الاربعة عشر للسلام ومنشئ عصبة الامم. ولهذا انتخب الشعب الامريكي روزفلت اربع مرات، أي مرتين اضافيتين لعبور الحرب العالمية الثانية وتقرير نتائجها.
بالمناسبة، ظل روزفلت حتى وفاته يراوغ ويتحايل على الضغوط التي مارسها يهود امريكا واعضاء الكونغرس المؤيدين لهم، ولم يعترف بحق اليهود بإنشاء دولة في فلسطين.
نجح روزفلت في الحرب ، وتمكن من اقناع حلفائه المنتصرين بانشاء الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن لضمان الاستقرار السياسي العالمي، ومنظمات “بريتون وودز” وهي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي في العالم. لكن ليس دائما تجري الرياح بما تشتهي السفن. فقد مات روزفلت بعد عام من انتهاء الحرب، وأصيبت البوصلة العالمية منذ ذلك التاريخ بالزهايمر. د. عادل يعقوب الشمايله