وطنا اليوم – بعد اقرار تدريس مادة الفلسفة في مدارس المملكة خلال السنوات القادمة اثيرت مخاوف من ان يكون المنهاج الذي سيتم اعتماده منهاجاً تقليديا لا يراعي الطالب او المدرس ، حيث تم مناقشة هذه الطرح ضمن نقاشات مجموعة ( جروب ) وطنا اليوم، الذي بدوره توجه عدد من اعضاء المجموعة برسالة الى الدكتور وجيه عويس ومعالي الدكتور عزمي محافظة جاء فيها:
معالي الدكتور وجيه عويس وزير التربية والتعليم والتعليم العالي .
معالي الدكتور عزمي محافظة رئيس المجلس الأعلى للمناهج.
تحية تربوية مجتمعية فكرية وبعد؛
نحن عدد من اعضاء مجموعة وطنا اليوم تلقينا بفرح وسرور قرار مجلس التربية والتعليم بالموافقة على توصية المجلس الأعلى بإدخال مادة الفلسفة إلى ضمير وتفكير أبنائنا وبناتنا الطالبات، وإننا إذ نهنئكم على قراركم كما هنأنا أنفسنا ومجتمعنا لنأمل منكم تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح مشروع تدريس الفلسفة،
تدارس موقعنا قراركم هذا.
كما تدارس تاريخ تدريس الفلسفة في مدارسنا، والعوامل السلبية التي أساءت للفلسفة وتدريسها، والأمل فيكم الآن بتجاوز هذه العوامل، والانطلاق نحو بيئة حاضنة للفلسفة،
وشروط هذه البيئة أن تكون مدعومة بثقافة إيجابية تحترم العقل والتفكير والحوار والثقة بالذات واحترام الآخر ومشاركته في بناء الإنسانية وحضارتها!، وسنعمل نحن كحاضنة فكرية ونقاشية لإنجاح قراركم.
ما هو مأمول منكما معالي رئيس المجلس الاعلى للمناهج ومعالي الوزير هو احترام حق الطلبة في كتاب فلسفة بالمواصفات الآتية:
١- أن يكون الكتاب موجهّهًا ومخاطبًا الطلبة وليس مخاطبًا كبار الفلاسفة وتاريخ الفلسفة!
٢-حينها سيكون جاذبًا عمليًا مرتبطًا بحاجاتهم، وهاديًا لفكرهم ومنشّطًا لعقلهم.
٣-أن يعكس منطلقات الإطار العام للمناهج الذي يركز على متعة التعلم والحرية والانفتاح ،
وكشف المغالطات ومقاومة أساليب التضليل التي اختطفت مجتمعنا وما زالت.
٤-أن يسمح الكتاب بنقاشات حرة تترك الخيار للطلبة بتطوير فلسفة شخصية خاصة. تنير حياته.
٥-أن يهدف الكتاب لبناء منظومة قيمية أخلاقية وجمالية تؤكد أهمية الحقيقة والمعرفة والخير والحق والجمال.
٦-أن لا يكون الكتاب عبئًا إضافيًا يثقل الطلبة بحفظ وتلقين،
٧-نأمل بكتاب نموذج هادٍ للكتب في المواد الأخرى بكونه حواريًا لا سرديًا ، معرفيًا لا معلوماتيًا، كتاب طالب لا كتاب مادة دراسية.
معالي الرئيس، معالي الوزير
ربما يصعب إيجاد مؤلفين كثرًا
لتحقيق هذه المهمة، لكن التأني والموضوعية وتجاوز بعض تقاليدنا ستمكنكم من اختيار الأفضل. فالتأليف مسؤولية وليس
غنيمة أو هبة أو انحيازًا لمعارف.
أما المتطلب الآخر لإنجاح تدريس الفلسفة فهو البدء في اختيار المعلمين وتهيئتهم من الآن،
سيروا ونحن الداعمون لقراركم ولكن نتمنى مراعاة ماتم طرحه عليكم من مقترحات .