المشروع قبل الدعاء والدموع

7 أغسطس 2022
المشروع قبل الدعاء والدموع

 

أبوعربي إبراهيم أبوقديري

*من الملاحظ أن المناخ الفكري والاجتماعي العام ترتفع في سمائه سحب البكائية والتألم والشكوى
والتذمر تتخللها أصوات الرعد بالسخط الذي لا يخلو حتى من بعض الشتائم.
* إنه الإحساس بالوجع الذاتي الفردي والوطني الذي نتفاءل أن يشكل الوعي بحقيقة أسباب المعاناة وأدواتها… دون التوقف فقط عند حالة
التألم والسخط والدعاء… إنما (( وأعدوا لهم)) و (( أعقلها وتوكل)).
* وبالمقابل فإن ثلاثية جبهة الخطر الحقيقي ( العدو الخارجي، وأعوانه في الداخل، ومنظومة الفساد) ترص صفوفها في سباق محموم وإصرار على الاستمرار في إدارة المشهد وتزوير الحقائق وحرف بوصلة الصراع الحقيقي لتسبق لحظة الانفجار الشعبي أو بل لتركبها وتجيّرها لصالحها في التوقيت المناسب.
* جماهير المتضررين من واقع الحال في كل قطر عربي وفي الوطن العربي بأكمله ينخر في صفوفهم ويفككها بل ويدخلها في دوامة معارك بينية عدة عوامل من أبرزها أصابع ثلاثية الخطر الحقيقي آنفة الذكر مستغلة عفوية الجماهير وبراءتها من اجل العزف على زرع وإذكاء النعرات والفتن وافتعال التناقضات.
*وهنا لا من التوجه إلى المعنيين بالهم العام : الأقلام والتنظيمات والقوى والنقابات والاتحادات فإن المرجو والمطلوب منها جميعاً أن ترقى إلى مستوى تحدي المرحلة وأن تسمو فوق تناقضاتها وأن تغلّب التناقض مع الخطر الرئيس على التناقضات الثانوية وأن تتنادى للتوافق على مشروع وطني واقعي قابل للتنفيذ وقادر على مواجهة الخطر الحقيقي الذي يتهدد كل بلد على
انفراد كما يتهدد الأمة كلها على حد سواء.