أمريكا وأجندة العرب إلى أين ؟

17 يوليو 2022
أمريكا وأجندة العرب إلى أين ؟

الدكتور أحمد الشناق

مع بداية تشكل العالم الجديد، بعد الأزمة الأوكرانية، بإصطفافات دولية لمواجهة تحديات مستجدة، وتراكمات عالمية بأزمات وصراعات، لم تجد أحادية القطبية حلولاً لها، رغم تواجدها وتغطيتها لليابسة والبحار والمحيطات، إلا انها بقيت تدير الظهر لمسارح وعدم أخذها بالحسبان في التأثير على مسرح الأحداث العالمية، ونموذج ذلك منطقة الشرق الأوسط، وتأثيره في رسم العالم الجديد، المتنافس إقتصادياً والسباق التكنولوجي، ولتكون الطاقة والموقع الجيواستراتيجي والممرات المائية والبرية من عوامل الحسم في تحديات المواجهة للعالم الجديد.
فجاءت زيارة الرئيس الأمريكي بايدن، لإعادة غرز العلم الأمريكي في المنطقة العربية في مواجهة روسيا والصين، بسعي لإعادة تشكيل العلاقات على أسس جديدة
– إدماج إسرائيل مع العرب، بأمل التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، تمهيداً لتحالف أمن دفاعي مشترك، لنظام أمن إقليمي تسوده إسرائيل نيابة عن الولايات المتحدة
– زيادة إنتاج النفط من الكتلة الخليجية العربية، لإستقرار أسعاره على الداخل الأمريكي والعالم، وبما يسحب ورقة الضغط الروسي بالتحكم بأمن الطاقة للعالم،
– تدعيم أمن إسرائيل وقدراتها الدفاعية كما أعلن قبل الزيارة
هل حققت زياة بايدن أهدافها ؟
لقد واجه الرئيس بايدن تحولات عميقة في رؤية وموقف النظام الرسمي العربي، رغم العلاقات التاريخية والاستراتجية مع ما كان يطلق عليه بدول الاعتدال .
– موقف القيادة الفلسطينية الثابت على الأرض الفلسطينية، والمتمسك بحقوقه المشروعة بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
قمة جدة وأجندة عربية موحدة لمستقبل المنطقة، وأساس لعلاقات شراكة حقيقية تنطلق من
– القضية الفلسطينية، هي قضية العرب المركزية، وذات أولوية على ملفات المنطقة العالقة، وأن حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية، أساس لتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة
– ادماج إسرائيل وقبولها في المنطقة، يستند على إيجاد حل للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية
– لا حديث ولا قبول لأي شكل من احلاف دفاعية مع إسرائيل
– لا نية لرفع سقف إنتاج النفط، وهذا مرهون بإجتماع أوبك بلس بوجود روسيا، وحددت المملكة العربية السعودية بأعلى سقف لإنتاجها بما لا يتجاوز ١٣ مليون برميل كأقصى حد .
– لم يعلن العرب، عن الإنحياز مع أطراف النزاع العالمي، واعلنوا التزامهم بالشرعية الدولية، وتطبيق القانون الدولي بدون إنتقائية، وهي رسالة قوية للتوازن الدولي الجديد.
– الموقف تجاه إيران، كان بمطالبتها بعدم التدخل بالشؤون العربية ودعوتها للحوار كجارة، لتكون جزءاً من تنمية وازدهار الإقليم.
– كلمات القادة العرب في قمة جدة، اثبتت أنهم على ادراك لتحديات العصر، التي ستفرض نمط جديد من العلاقات الدولية، في عالم يتشكل من جديد، بتحديات : أمن الطاقة والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، تغيرات المناخ، النقل والمياه وتكنولوجيا الإبتكار، وقضايا البطالة والجوع والفقر والتطرف والإرهاب، ومستقبل الشباب العربي
– العرب أعلنوا موقف بضرورة إحترام قيم وعادات وتقاليد المجتمعات، ولا يمكن القبول بفرض القيم بالقوة، وكذلك أنهم يحترمون قيم الشعوب والدول الأخرى .
– العرب لديهم شراكات قوية مع الصين وروسيا، ودول إقتصادية عالمية، فالخيارات أمامهم مفتوحة في لحظة تاريخية بإعادة تشكل العالم الجديد، فهل أخذوا درس التاريخ بالإرتهان لأحادية النظرة العالمية، وإدارة الظهر لمنطقتهم وقضاياهم العادلة، ولتبقى انظمة تعايش صخب الشعوب وغضبها، وغبار الصراعات وحروب الوكالة على أرضهم تغطي سماءهم ومكانة لائقة لهم تحت الشمس
– رؤية القادة العرب ومواقفهم المعبرة عن واقع شعوبهم وقضايا منطقتهم، هل ستجد آليات تنفيذية بتكتل عربي إقتصادي سياسيي دفاعي، ليصون مستقبل المنطقة بسياقها الحضاري، ويصون كرامة الإنسان العربي بحياة كريمة في وطنه.
– هل يبادر القادة العرب بتشكيل تكتلهم العربي، لنيل حصتهم في نظام دولي جديد، ينهي صخب وغضب شعوبهم، وغبار إحتلال وصراعات وحروب بالوكالة على أرضهم، تغطي سماء منطقتهم، وعلى حساب ان تكون لهم كتلة قوية تحاكي العصر وتحقق لهم مكانة لائقة تحت الشمس.
– نعم يتساءل العقل العربي، هل عرب ما قبل جدة، سيكونوا عرب ما بعد جدة، بجديد عربي لدور عربي في عالم جديد، ينعكس واقعاً ملموساً لحياة عربية مزدهرة ومستقرة انظمة
وشعوباً