ارفعوا أيديكم عن الحرية

أبوعربي / إبراهيم أبوقديري

إشكالية وصف الحرية
شأن الكثير من المسلّمات / المصطلحات التي أجد أنه لا حاجة لوصفها لأن الوصف يحاصرها، أو يقيدها، أو يشوهها…
ومنها الماء… والهواء…. والحرية…. وغير ذلك الكثير
بل لعل بعض الوصف والتوصيف ينتقص أحيانا من الفطرة السليمة والعقل السوي وكأنه يتهمهما بالقصور وبعدم القدرة على التمييز بين حدود النفع والضرر في التعاطي مع هذه الأشياء

الحرية روح وحياة ومضمون وممارسة وليست مجرد لفظ نتفنن في تعريفه ووصفه وتقييده وحدوده

ولأن الحرية كذلك فإنني أنحني خاشعاً اجلالاً لله تعالى على روح ومضمون وعظمة الحرية في القرآن الكريم مبثوثةً روحاً ومضموناً دون أن ترد لفظة الحريةولو مرة واحدة في القرآن الكريم

تأملوا… أن تكون عبداً لله وحده فهذا يعني قمة الحرية فلست عبدا لسلطان حاكم أو صاحب نفوذ أو رب عمل… إلخ
وتأملوا… إطلاق حرية التفكير والحث على التأمل والتدبر وعدم تعطيل وظيفة العقل
وتأملوا حوارات الصحابة رضي الله عنهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ( موافَقةً واختلافاً) ممارسةً على أرض الواقع…

وختاماً _ ولا أريد أن أطيل _ أقول لجميع الذين يبحثون طواعية عن قيود تعفيهم من مسؤولية التفكير والإبداع…… كما أقول أيضاً إلى أولئك المسكونين بحب الوصاية على عقول الناس وعلى كل شيء مقدس…. أقول : أرجوكم ارفعوا أيديكم عن الحرية.