وطنا اليوم – يسلط فريق وطنا اليوم في الجنوب الضوء على قلعة المدورة الواقعة في معان والتي اصبح وضعها يبعث على القلق، إذ يذكر أن القلعة مهددة بالانهيار بسبب أعمال التنقيب التي يجريها مخربون يبحثون عن دفائن.
أول بناء لهذه القلعة كان بفترة الأمير سلامة بن فواز، زعيم قبائل لام وبني عقبة، عام ١٤٩٥م، أي أواخر حكم المماليك في المنطقة. الهدف وراء بنائها هو حماية قوافل الحج الشامي والمصري المتجهة نحو مكة المكرمة. أعاد العثمانيون بنائها عام ١٧٣٠م بفترة حكم والي دمشق أيدلني عبد الله باشا.
قلعة المدوَّرة هي المحطة الأخيرة على طريق الحج الشامي قبل قطع حدود المملكة العربية السعودية. يشتمل الموقع بالإضافة إلى القلعة على بركة وطريق معبّد. تتخذ القلعة شكلاً مربعاً طول ضلعه 19 م، ويبلغ أقصى ارتفاع للجدران الباقية حوالي9 م. أقيم في أركان القلعة دعامات شيِّدت على ارتفاع متر واحد فوق مستوى الأرضية، فوقها أبراج صغيرة. يفتح في الأسوار المحيطة فتحات ضيقة انتظمت في شريطين. توجد فوق الأسوار الشمالية والغربية شرف مدرجة، بينما تخلو الأسوار في بقية الجهات من هذه الشرف. وتجدر الإشارة إلى أن الأسوار الشمالية والغربية أكثر ارتفاعاً من الأسوار الأخرى، وأن الأجزاء العليا منها مبنية من كتل حجرية تختلف عن الحجارة في بقية البناء، وبالتالي ربما تمثل فترة متأخرة من الإصلاحات وإعادة البناء. يتم الدخول إلى القلعة عبر بوابة مستطيلة تؤدي إلى ممر مسقوف بقبو برميلي يطل على ساحة مركزية أبعادها 8 X 8 م. تعلو البوابة سقاطة كبيرة تبرز عن سمت السور الشرقي، وتبلغ أبعادها 5.50 X 2.50 م. للسقاطة نافذة أمامية وفتحة ضيقة في كل من الجانبين. يحيط بالساحة المركزية طابقان يتألف كل واحد منهما من تسع غرف مغطاه بأقبية برميلية. وكان الصعود إلى الطابق العلوي يتم بواسطة سلمين حجريين أقيما في جانبي الممر.