طهبوب تستذكر كايد مفلح العبيدات و خضر شكري يعقوب

10 يونيو 2022
طهبوب تستذكر كايد مفلح العبيدات و خضر شكري يعقوب

وطنا اليوم – أكدت النائب السابق الدكتورة ديمة طهبوب أنّ معركة الكرامة ليست حدثًا عابرًا بل هي مستمرة على عتبات المسجد الأقصى المبارك مستذكرة تضحيات جيشنا العربي الأردني ومعاركه التي خاضها ضد الكيان الصهيوني وعلى رأسها معركة الكرامة، وقول كايد مفلح العبيدات الذي جاء فيه: إن كان من الموت بدٌ فإن أشرف الموت ما كان على أرض فلسطين.

وقالت طهبوب خلال كلمة لها بمهرجان “الكرامة على عتبات الأقصى التاسع” الذي أقامته الحركة الإسلامية في جنوب عمان: هناك ذكريات حاضرة في النفس والوجدان لا يعتليها نقصٌ ولا نسيان تستقر في سويداء القلب كترويبة يظل المرء يرددها كلما أصابه يأس أو خذلان.

ولفتت إلى أن “من هذه الذكريات ذكرى معركة الكرامة، التي أتت كمرحلة فاصلة تجرعنا بعدها نكبة ونكسة، ثم تجلت لنا سنة الله أنه سبحانه يغير ما بنا عندما يكون هناك رجالٌ يغيّرون ما بأنفسهم، رجالٌ إذا واجههم الخطر من كل جانب وأحاطهم الموت إحاطة السوار بالمعصم نادوا نداء الواثق المتحدي كالجندي خضر شكري يعقوب الذي اتصل بالقيادة بدل أن يختبئ ويحمي نفسه وقال: لقد طوق العدوّ موقعي فاضربوا أشهد ان لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله”.

وتابعت، انضم هذا الجندي إلى سجل الاستشهاديين الأوائل في الوقت الذي كان فيه العرب يتلقون الضربة تلو الضربة، ومن خضم الهزيمة خرجت ثلة مؤمنة صادقة في الأردن تعلم أن الله ينصر عباده المؤمنين ولو كانوا قلة.

وقالت طهبوب: هذه الثلة حقق الله على يدها أول نصرٍ على شراذم العصابات والقتلة الذين اعترف بهم العالم في وقتها، ولم يسدهم أحد سوى جنود الكرامة، وكان شعارهم على لسان مشهور حديثة الجازي كل البنادق كانت ضد إسرائيل فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة.

واستدركت طهبوب: نعم، نتيجة مشرفة، ما زلنا نستلهم دروسها ومجدها، إن الكرامة على عتبات الأقصى  إلى اليوم، وليس فقط في معركة الكرامة، بل في 39 حربًا واشتباكًا خاضها الجيش العربي الأردني ضد الصهاينة، فعدوا معي إن استطعتم واذكروا أكثر ما استطعتم فهذه مناهجنا المشرفة التي سنذكرها  وإن حاولت مناهج الحكومية أن تنسينا إياها.

“39 معركة خاضها الجيش الأردني ضد الصهاينة أولها معركة اللطرون ومعركة باب الواد ومعركة النوتردام، ومعركة تل الراداد، ومعركة رامات رحيل، ومعركة كفار عصيون، ومعركة شعفاط…”، على حد قولها.

صدقوني لقد تعبت من التعداد وما تعب أجدادنا من التضحية والفداء ولن نتعب من إحياء ذكراهم واستنطاق دروسهم، وسنبقى نحن الأوفياء لأجدادنا أهل الكرامة، نرفض وادي عربة ونرفض اتفاقية الغاز، ونرفض اتفاقية الطاقة والمياه.

وأضافت قائلة: ونردد أن دماء الشهداء لن تصير ماء ولا غازًا وأنّ الأردن عصيٌ على التطبيع، وما زال شبابنا في الجامعات ومحافل الرياضة وغيرها، يرسلون أن الشعب الأردني هو حائط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني والمقدسات.

وقالت طهبوب: “فما صرخة هناك في الأقصى إلا ويكون الصدى في الأردن، لبيك يا أقصى”.

وأشارت بالقول: أما النساء واللواتي يشاركن في هذا المهرجان، فدائما حاضرات في سجل الكرامة والنصر ونستذكر الوصية الأولى للنساء، من أحد أبطال الكرامة وجنودها واسمه فرحان الحسبان والتي كتبها لابنته الوحيدة فيحاء يوم الثالث من حزيران في عام 1968 وقال فيها: ابنتي أكتب هذا الكتاب في الليلة الثالثة من شهر حزيران، سنة 1968، عندما كنت جالسا في خيمتي، كنت أؤمن أن الموت حق، وكذلك الشهادة في سبيل الله والواجب والمسجد الأقصى، فإذا وهبني الله الشهادة، راجيًا أن تتعزي عندما يقال اسمي، واجهري بصوتك أن والدك شهيد، نعم شهيد، إنه فارق الحياة وهو مقبل، نعم مقبل وليس مدبر، وإذا قيل إن والدك فارق الحياة وهو مدبر وكان هذا صحيحًا لا تتعرفي علي، ولكن لن أكون هكذ، سأستشهد وأنا مقبل وبعد أن أبلي بلاء حسنا في سبيل المسجد الأقصى وفي سبيل إزالة العار عن هذا الجيل، الذي كتب الله عليه الجهاد في سبيله كان أملي يا ابنتي أن أراك فتاة تقول لي بابا، ولكن لنا لقاءٌ في جنات الخلد، لي بعض الوصايا، وهي كوني في شبابك مثالا للأخلاق، وكوني في زواجك نعم الزوجة ونعم الأم، وسمّي ابنك فرحان كي لا تنسي اسمي وهذا أملي”.

وتساءلت: فكم من فرحان الحسبان فيكم أيها الرجال، وكم فيحاء فينا ابنته أيتها النساء.

وقالت طهبوب: هذه الكرامة والاستبسال الذي نتغنى بقصصه كان له قرينتها في القدس والأقصى، فما من ثغرة إلا وسدتها النساء مرابطات وأسيرات وشهيدات وأمهات وبطونٌ عسكرية تهدف الإنجاب كي يكون للشعب الفلسطيني قنبلته الذرية في مواجهة قنبتلهم الذرية، فتصمد البطولة المؤيدة من الله وتنتصر بالرعب وتتفوق على الآلة التي يسيرها قلب خائف مرعوب.