وطنا اليوم:تتصف العلاقة الحالية بين نجوم كرة القدم المحلية وتدخين الأرجيلة “الشيشة”، بحالة العشق المتصاعدة، في ظل ارتفاع اعداد اللاعبين المدمنين على تدخين “الشيشة”، في مشهد بات لا يعتبر غريبا في الشارع الرياضي المحلي.
ويكشف أحد المعالجين والخبراء في الأندية المحلية لكرة القدم والمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب عن رقم صادم يؤكد أن 80 % من اللاعبين يدخنون الأرجيلة، لدرجة أن لاعبين يصطحبون ارجيلتهم في المعسكرات التدريبية للمنتخبات والأندية.
وباتت المقاهي المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، تزخر بالعديد من اللاعبين الذين يظهرون أمام جماهيرهم وهم يدخنون الأرجيلة، فيما يذهب لاعبون أخرون إلى تدخينها في مقاه خاصة أو عند مقربين منهم، بعيدا عن اعين الجماهير، تجنبا للانتقادات خاصة إذا ما تراجع مستواهم الفني خلال المباريات.
ويعترف العديد من اللاعبين بادمانهم على تدخين الأرجيلة، غير آبهين بتأثيراتها السلبية على الصحة والمجهود البدني خلال المباريات والتدريبات، فيما يحاول لاعبون آخرون اقناع انفسهم ومحبيهم أن تناولهم للأرجيله لا يتعدى التسلية وفي اوقات متباعدة.
الأمر لم يتوقف عند اللاعب المحلي، بل امتد للمحترفين الأجانب الذين يلعبون في دوري المحترفين، حيث ظهر محترف أجنبي في أحد المقاهي وهو يتعلم تدخين الشيشة، في مظهر سلبي ايضا.
وبات مشهد تدخين اللاعبين للارجيلة إلى جانب التدخين العادي، امرا عاديا في المقاهي أو المنازل، في ظل ارتفاع حالات التدخين عند اللاعبين، بل إن الأمر وصل بلاعبين لتدخين الارجيلة أمام اعين مدربيهم أو إداريي فرقهم الذين يجلسون معهم ويتسامرون بحضور الأرجيلة.
المدرب المحلي إبراهيم السقار وفي تصريح أكد انتشار ظاهرة تدخين اللاعبين للأرجيلة، معتبرا أن هذه الظاهرة غير صحية، وتلحق الضرر بأداء اللاعب في التدريب والمباراة.
وكشف السقار عن أن الأمر لم يعد يقتصر على تدخين اللاعبين للأرجيلة، بل وصل إلى درجة تواجد اللاعب ومدربه في نفس المقهى يدخنون الشيشة ويتسامرون، قبل أن يظهروا معا في اليوم التالي في الملعب.
وطالب السقار اللاعبين بالكف عن هذه العادة التي تدمر الاداء الفني للاعب، وتؤثر في مجهوده في الملعب، لافتا إلى أن النجم الكروي يجب أن يكون قدوة للمجتمع، خاصة وأن الاطفال يرون في هذا النجم مثالا يحتذى.
ويشير المعالج محمد المومني الذي يملك خبرة طويلة في العمل مع المنتخبات الوطنية والأندية، إلى وجود احصائية تكشف أن 80 % من اللاعبين يدخنون الأرجيلة، في رقم صادم ولكنه واقعي.
ويقول المومني: الأمر لا يتوقف عن تدخين اللاعبين في المقاهي، بل إن هناك لاعبين يصطحبون ارجيلتهم خلال المعسكرات التدريبية والمشاركات الخارجية، في مشهد يجسد الادمان على هذه العادة.
ويشرح المومني التأثيرات الصحية بشكل علمي بالقول: الارجيلة ترفع نسبة النيكوتين في الجسم، ما يتسبب في نقص الأوكسجين المحمل في الجسم، ما يجعل اللاعب غير قادر على بذل المجهود المطلوب، وهو ما يظهر جليا في لاعبين خلال المباريات والتدريبات.
ويضيف: كل رئة في جسم الانسان تحتوي على 100 مليون حويصة، وظيفتها تبادل الأكسجين في الدم، وكلما زاد تدخين الشخص زادت نسبة تسكير هذه الحويصلات، ما يضعف نسبة الاكسجين في الدم، وبالتالي عدم القدرة على بذل الجهد المطلوب.
نجم كروي رفض الكشف عن هويته، أكد أن تدخين الارجيلة بالنسبة له بات عادة شبه يومية، متمنيا أن ينجح في التخلي عن هذه العادة قريبا.
وأعترف اللاعب أنه وعدد من زملائه اللاعبين، يحرصون على التجمع بشكل شبه منتظم في أحد المقاهي، للسهر وتدخين الارجيلة، معترفا بخطأ ما يقدم عليه ومتمنيا التخلي عن هذا العمل قريبا