العمرو يكتب: استقالة الوزني من رئاسة تشجيع الاستثمار تُثير التكهنات!!

1 ديسمبر 2020
العمرو يكتب: استقالة الوزني من رئاسة تشجيع الاستثمار تُثير التكهنات!!

بقلم الدكتور  قاسم جميل العمرو

تقدم  الدكتور خالد الوزني يوم امس باستقالته من رئاسة هيئة تشجيع الاستثمار؛هذه الاستقالة تحمل في طياتها علامات استفهام واستفسارات واسئلة كثيرة، فهل قطاع الاستثمار في الاردن بخير.

الرجل لم يفصح عن  اسباب الاستقالة هل هي  شخصية ام تتعلق بطبيعة العمل، ولم يبدي رغبة بالاجابة او توضيح السبب،  وفي هذا الاطار نحاول تفسير سبب الاستقالة بحدود اطلاعنا ،فربما يكون الرجل قد واجه صعوبات لم يعد قادرا معها التحمل أكثر، فقرر الاستراحة وترك الباب مفتوحا لخبرات أخرى قد يكون لديها قدرات خارقة  لفك طلاسم إعاقة الاستثمار في الاردن، والاعلان بكل صراحة عن الايدي التي تحول دون تنشيط الاستثمار وجذبه وعدم ايجاد فرص حقيقية لتشجيع مستثمرين جدد خصوصا من اصحاب الراسمال المحلي، ومما لا شك فيه أن ثمة جهات لا تريد للاستثمار أن ينجح، وهي تظهر بمظهر الحمل الوديع عند الحديث عن الاستثمار وضرورة تشجيعة وازاحة المعوقات من طريقة، وعلى الرغم من كثرة الاحاديث واللقاءات والتصريحات ما زالت العقبات موجودة والدليل على ذلك ما حدث مع وزير الاستثمار الاسبق مهند شحادة وما واجهه من لوبيات، وها هو الوزني يلحق به ويغادر موقعه.

على كل الاحوال هذا الاسلوب في التعامل مع المنصب العام أي ترك المنصب الرسمي لعدم قدرة الشخص على القيام بمهامه لاسباب خارجة عن إرادته، حرصاً على المصلحة العامة، وبالتالي تكون الاستقالة غير شخصية وهذا مقدر وعمل ايجابي، وهناك وجهة نظر أخرى للمتعمقين بدراسة النفسية والشخصية الاردنية وتعلقها في المناصب  فأنهم يرون في ذلك إعادة تموضع لتحقيق شيء اكبر اوللفت الانظار له بطريقة ذكية.

 في العمل العام ثمة معوقات تلقي بظلالها على مسيرة المسؤول خصوصا اذا لم تكن هناك علاقة انسجام بين المسؤولين، قد تخلق حالة من التخندق ليس من أجل النجاح بل لاثبات فشل الاخر وتشويه سمعته، وهذا يحصل في بلدنا للاسف، لان الطاقم عير متجانس اساساً وليسوا من مدرسة واحدة، واغلبهم لا يعرفون بعضهم البعض وليست خلفياتهم واحدة، وسنبقى على مثل هذا الحال الا اذا جاءت حكومة ببرنامج ضمن مدة زمنية معينة تكون مسؤولة عن تنفيذه،  ما عدا ذلك ستبقى كل القرارات اجتهادية وارتجالية غير مدروسة وتكون فقط للترقيع .

استقالة الوزني تزامنت الى حد ما مع تسلم الدكتور معن القطامين مهمام منصب وزير العمل والاستثمار وهذا يعني إما ان الرجلين غير متوافقين ولا يوجد ادنى حد من التنسيق حول تحديد الاولويات وإما المسالة تتعلق بدوافع شخصية لها علاقة بتركيبة الشخصية الاردنية التي لا تؤمن بالعمل الجماعي وكل شخص يرى نفسه رقم واحد العارف بمجريات الامور.

الدكتور خالد الوزني شخصية اقتصادية معروفة ولها حضورها وتجربة الرجل في القطاع الخاص عميقة وباستطاعته عمل شيء،  فهل يخرج علينا ليبرر ما اقدم عليه وما هي الاسباب الحقيقية التي دفعته للاستقالة، علما بانه قبل فترة علق على فيديو قمت بنشره بان ما  يتعلق بالمستثمر ايجابي وكل مشكلة تعترض الاستثمار تُحل بسرعة كبيرة ولا داعي للتضخيم.

استاذ العلوم السياسية جامعة البترا

ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري