وطنا اليوم:سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على “الرجل العنكبوت” الذي أصبح يعتبر رمزا لمقاومة الجيش في السودان، وعلى دوره في المظاهرات الأخيرة.
وقال الكاتب كامل أحمد إن “الرجل الذي يرتدي الرداء الأحمر والأزرق ويدعى سبايدي كان عاملا أساسيا في الاحتجاجات ضد النظام العسكري في السودان، وموضوعا لفيلم وثائقي جديد لصحيفة الغارديان”.
وأكد في التقرير أن العنف والاعتقالات لم تمنع النشطاء الشباب في السودان من مقاومة الجيش، حيث يقول الرجل الذي يواجه الغاز المسيل للدموع والرصاص في زي البطل الأزرق والأحمر، للصحيفة إنه “سرق ثورتنا”، بحسب ترجمة هيئة الإذاعة البريطانية.
وظهر هذا “الرجل العنكبوت السوداني” في فيلم وثائقي جديد للغارديان، ولم تذكر اسمه حفاظا على سلامته، لكنه أصبح رمزا للاحتجاجات التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكشف الرجل العنكبوت في الفيلم أن صديق طفولته قُتل على أيدي قوات الأمن خلال الاحتجاجات.
وقال الشخص المجهول إنه “تقديرا لصديقه، ارتدى بدلة سبايدرمان وقناعا متهالكا، ليس للتمويه بل كرمز لخسارته صديقه وتقديرا للعنكبوت الذي عرفوا أثناء طفولتهم أنه حمى النبي محمد وصاحبه أبو بكر الصدق، أثناء الهجرة من مكة إلى المدينة عندما نسج خيوط شبكته على مدخل الغار”.
وكان “سبايدي” من بين مئات الآلاف من الأشخاص الذين أدت احتجاجاتهم في عام 2019 إلى سقوط الرئيس السوداني عمر البشير، وتشكيل حكومة انتقالية أطاح بها الجيش في تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
ويقول “سبايدي” في الفيلم الوثائقي، إن “الجيش والأحزاب المعادية للثورة سرقوا ثورة السودان. إنهم مثل الحكومة خلال 30 عاما السابقة، لا فرق بينهم وبين حزب المؤتمر الوطني (البشير)..إنهم ديكتاتوريون ويريدون السيطرة فقط”.
تم تصوير “الرجل العنكبوت السوداني” أثناء مشاركته في الاحتجاجات، وكذلك في حياته الأخرى كعالم يعلم نفسه بنفسه، ويدَرس للأطفال الصغار علم الروبوتات.
وفي اجتماع سري للجنة المقاومة لتنسيق الأعمال المحلية في جميع أنحاء السودان، تحدث سبايدي وزملاؤه النشطاء عن شعورهم بأنهم متحدون مع الشعب السوداني في هدفهم المتمثل في الإطاحة بالجيش، بغض النظر عن العنف المستخدم ضدهم.
وأضاف سبايدي: “تتوالي الليالي، كل يوم مر مثل سابقه… بإذن الله ما زلنا نخرج. حتى اليوم ما زلنا نحاول تحرير البلاد ولكننا لا نخاف. شعب السودان كله، سيواصل مواجهة قوات الأمن ورصاصهم”.