أربعة جدران تفقد فيها الانسانية

12 مايو 2022
أربعة جدران تفقد فيها الانسانية
  • أحمد حمادة نفذّ من المعتقل بأعجوبة

أحمد حمادة يروي كيف اعتقل وتعرض لطرق تعذيب ممنهجة في سجون الأسد هدفها الاسقاط من كرامة الشعوب

 

 

وطنا اليوم – اسلام عزام 

أحمد، ذلك الشاب الذي يعمل في مهنة النجارة، تعرض لظروف قاسية أدت بحياة والدته إلى الموت؛ لعدم وجود أطباء في المستشفى.
يروي أحمد كيف تم سحق رأسه عن طريق ضابط؛ صوته ارتفع أثناء مجادلته الطبيب لمعالجة والدته.
ويتابع أن الثورات والمظاهرات كانتا سلميتين من قبل الأميين، هدفها تحقيق مطالب معينة فقدها الشعب السوريّ، لكن الجيش لم يرضَ بهذه المشاهد وبدأت الاعتقالات التعسفية فور ارتقاء العديد من الشهداء إلى جنات ربهم السبع.
وكان يتوجب عليهم التظاهر وحماية الجرحى وعلاجهم وتوفير المواد التموينية والمياه للأسر العفيفة.
ويقول أحمد: إن اعتقاله تم في أحد الحواجز الغوطة أثناء ذهابه لتوفير قوت العيش للأسر، واستنفر كل من بالحاجز عندما أظهر فرده، رغم أنه أثبت لهم أنه ينوي تسليم نفسه لحماية سائق السيارة الذي يرافقه.
ويضيف قبل الوصول لفرع المخابرات هناك حفلة استقبال تبدأ ليلًا وتنتهي عند بزوغ الفجر، وهي عبارة عن تجمع للجنود ثم ينهالون عليه ضربًا حتى الاغماء.
ويتابع إنه نقل إلى فرع المخابرات الجوية “حرستا” الفرع المسؤول عن الاعتقالات التعسفية ومن ثم تشرع حفلة استقبال ثانية.
حفلة استقبال فرع خرستا عبارة عن تجمع للجنود وممارسة التنكيل بالمعتقل عن طريق الضرب بالجنازير والكيبل والدعس بالأحذية، تستمر هذه الحفلة لست ساعات متتالية.
ثم يحول ” للجماعية الثانية ” غرفة تحت الأرض تحتوي على 117 سحين وغير مهيئة للعيش الانسانيّ، عديمة لأي مصدر للتهوية والتنفس عن طريق الكهرباء وحين تقطع يصبح التنفس صعبًا، عدا عن ذلك كل المساجين عراة تمامًا وملتصقين ببعضهم، يعانون من تصبب العرق بشكل غير طبيعيّ ويبقون على هذه الحالة 15 يومًا.
ويروي أحمد بعد هذه الفترة يصبح الجلد مهترئًا وذا لون أبيض قابل للإزالة يدويًا.
ويضيف أنهم محرومون من دخول الحمام، يتم قضاء الحاجة وتناول الطعام في المكان ذاته، يصطفون السجناء وراء بعضهم لقضاء الحاجة كالنهر كما وصفه المعتقلون في موازاة ذلك يتم تنظيف البراز بأيديهم.
ويقول أحمد: إنه ظل واقفًا ما يقارب ال 3 ساعات في غرفة التحقيق دون التفوه بكلمة من قبل المحقق، تبدأ رحلة الأسئلة وتوجيه الاتهامات الباطلة وعندما ينكر ينهالون عليه بالضرب بطريقة ممنهجة، اصابة كل أرجاء الجسد في نفس الوقت.
ويتابع أن غرفة “الشبح” تربيط السجناء من أيديهم بالسقف وترك باقي الجسد يتأرجح بين الأرض والسماء، وفي غضون ذلك يستمر التعذيب.
لم يتحمل أحمد العذاب فتم اضطروا إلى نقله إلى المستشفى لعلاجه، لكن الصدمة أن التنكيل بالمعتقلين لا يتوقف حتى وهو قيد الشفاء.
ويروي أن طرق العذاب بكفة والدولاب بكفة على حدة، وضع المسجون داخر إطار سيارة ثم جلده مائة جلدة وعندما يصرخ مناجيًا تعاد العملية مرة أخرى حتى وصل ل 400 جلدة ليتحول الجلد إلى اللون البني وقاس كالخشب.
وكان اللجوء لعملية السخرة ( تنظيف الحمامات) هو مصدر الرزق الوحيد للحصول على كسرة خبز، إضافة إلى تقبيل أيادي السجانين لتضعيف الوجبة الغذائية المتعفنة.
” أعطيه لقمة الخبز لكن عيني فيها” هكذا وصف أحمد كيف تقاسم الخبز مع رفيقه؛ كي لا يلجأ للانتحار.
ويتابع أن وجود إبرة لدى السجناء تتمخض لتصبح جريمة اضافية ( تفجير فرع المخابرات)
” تعليق أكياس نايلون مليئة بالماء بالأعضاء التناسلية” هذه أخطر أنواع التضحية بالكرامة والانسانية على حد قول أحمد.
مرحلة الهروب:
تم نقل أحمد وخمسة سجناء للعمل في الحواجز وبكل تأكيد واجهوا حفلة استقبال غير اعتيادية مبتغاها اعتراف المعتقل واقراره بالعبودية للرئيس وهذه الظاهرة أدت بحياة العديد من الأشخاص ويتم استبدالهم بسجناء جدد.
ويروي أحمد أن هناك شعور غريب حثه على الهرب في ليلة القدر، وضع الخطة وكسر الجنازير بينه وبين رفاقه، عندما حانت اللحظة الحاسمة اشتعل الحاجز بالرصاص، استطاع أحمد ورفاقه الوصول للجهة المقابلة التي مسيطر عليها من قبل الحيش الحرّ.
فور هروبه لجأ إلى منطقته وبالتحديد دخوله إلى المسجد وتجمهر الناس حوله كان مشهدًا خياليًا، ولم يطمح إلا بسماع القرآن.
بين أربعة. جدران تفقد الانسانية وما يتبعها من. تضحيات…، هذه الانتهاكات البشرية جريمة عظمى يحاسب عليها القانون، ولكن أين القانون في نظام أصغر جنديّ فيه يعد نفسه نائب عن اله كما يصفون أنفسهم.
قصة أحمد نبذه صغيرة عن المسالخ والمذابح في سجون الأسد، وهو مؤمن أن صوت الحرية سيصل في يوم وسيهتف مجددًا يا حرية.