وطنا اليوم:لم يكن اللاجئ السوري زكريا دهان، يعلم أنه سيتحول إلى “بطل”، في غمضة عين، وأن “ذئبا منفردا” سيغير حياته.
فعلى مدار 29 ساعة، عاشت نيويورك “المدينة التي لا تنام” لحظات رعب، وهي تترقب إلقاء القبض على منفذ حادث إطلاق النار في مترو أنفاق بروكلين، بعد هروبه من المكان.
ومع نهاية تلك الساعات، أعلنت شرطة نيويورك التي كانت قد رصدت مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن المنفذ، أمس الأربعاء، ألقي القبض على فرانك جيمس، المشتبه به، والذي سيُلاحق بتهمة تنفيذ “هجوم إرهابي” وفق ما أعلنت السلطات.
لكن من هو صاحب الحظ الذي ظفر بالمكافأة؟
الشاب السوري زكريا دهان أو Zack كما يختصر اسمه الأول، والبالغ من العمر 21 عاما، يقول إنه هو الذي أبلغ الشرطة.
زكريا الذي انتقل إلى الولايات المتحدة قبل خمس سنوات، ويعيش في مدينة جيرسي، ويعمل فني كاميرات مراقبة، يقول إنه كان يعمل على تحديث المعدات في أحد المتاجر بحي منهاتن المزدحم وسط نيويورك، عندما شاهد فرانك جيمس.
وفي مؤتمر صحفي مرتجل أمام حشد من الصحفيين والمارة بعد ظهر الأربعاء، قال الشاب السوري: “وأنا أنظر قلت يا إلهي، هذا هو الرجل ، يجب أن نحضره، لقد كان يحمل حقيبة على كتفه ويسير في الشارع”.
وأضاف “ركضت إلى الشارع الذي يسير فيه، وقمت بتحذير من حوله من الابتعاد عنهم. اعتقد الناس أنني مجنون، أو ربما أتعاطى المخدرات. لكنني لست كذلك”، قبل أن يلمح سيارة للشرطة كانت قريبة من المكان ليبلغها حتى انتهى الأمر بالقبض على الرجل.
ولم تؤكد الشرطة بعد ما إذا كانت معلومات زكريا هي التي أدت إلى اعتقال المنفذ، لاسيما في ظل وجود آخرين تحدثوا عن أدوارهم في عملية إلقاء القبض، إلا أن سلوك الشاب السوري المتفائل وطاقته الكاريزمية جعلت منه ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
فعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر هاشتاق #ThankYouZack لمشاركة مقاطع فيديو من مؤتمره الصحفي الذي تجمع حوله العشرات في الشارع ممن احتفوا به وهو يستقل سيارة الشرطة بعد انتهاء حديثه.
وأسفر إطلاق النار في قطار الأنفاق جنوب بروكلين، عن إصابة 23 شخصا بينهم عشرة بالرصاص،
وقال المدعي العام إنه في حال إدانة فرانك سيواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة”.
وبعد إلقاء القبض على منفذ الهجوم عاد الملايين من سكان نيويورك إلى استخدام القطارات، وقام البعض بنشر صور سيلفي على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر عودة الحياة إلى طبيعتها.