رندا البياري
قصص وحكايات امتزجت ما بين الخيال والواقع نشاهدها يومياً في زمن الكورونا، فمنها الكاذب والاخر صادق وهناك من يتمرس بنظرية المؤامرة، لنجد تصريحات من مسؤولين متناقضة تتطاير في مواقع التواصل الاجتماعي أو عن طريق المنصات الاعلامية والإخبارية، ليجد المتلقي نفسه يتمحق في الا شيء حتى يتوشح الغموض امام رؤيته ويحيق الضباب حول الحقيقة.
وربما نجد بعض المسؤولين يشعرون بالملل ويعبثون في الكذب لإخفاء الحقائق دون هدف يذكر، مما يجعلهم يتسابقون بإطلاق تصريحات ساخنة ليبقوا تحت المجهر، كما فعل ابن الراعي الكذاب الذي كلفة والده برعاية الاغنام وطلب من الاستنجاد بأهل القرية إذا انقض الذئب على اغنامه، فما كان من ابن الراعي الا ان يكذب في كل مرة يستنجد بها اهل قريته، ليهرع اهل القرية صوبة كلما شعر بالملل على سبيل لفت الانتباه، لينتج بعد ذلك خسارته الفادحة لخرافه وسداد اذان الناس عنه ليلقب بالنهاية ابن الراعي الكاذب.
اما البعض الأخر فيرتدي شخصية افلاطون الجذابة صاحب المدينة الفاضلة، فهذه الشخصية تعتمد على الكلمات المنمقة ولغة الجسد الراقية، والتي استغلت الجائحة الوبائية بتسليط الأضواء عليها اينما حلت، فهذا النوع من المسؤولين قال عنهم الله تعالى في آياته الكريمة: “وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ”.
فأصحاب القرار في شتى القطاعات يتوجب عليهم الاهتمام بعملهم وتسليط الضوء على ايجابيات وسلبيات الجائحة بكل وضوح ومصداقية، وذلك بالتعاون مع اصحاب الاختصاص في اللجنة الوبائية والرجوع لهم قبل اي تصريح وضخ المعلومات المغلوطة والمتناقضة لوسائل الاعلام المختلفة، حتى تحولت تصريحاتهم إلى سبق صحفي لدى المسؤولين لا الاعلاميين، وهذا نتج عنه شائعات لا نهاية لها تصدرت المواقع الاخبارية والشاشات المتلفزة، حتى بُث الرعب في الشارع الاردني.
في النهاية نجد ان قصة ابن الراعي المستهتر ينطبق على الكثير من المسؤولين، سواء في حب الظهور او قلة الخبرة بإدارة الازمات، والبعض الأخر الذي يرتدي لباس افلاطون ويعيش وحيداً في مدينة لا وجود لها على كوكب الارض، لنجد ان المواطن الاردني يقف حائراً ما بين التصديق والتكذيب بسبب وعيه الكامل بان المدخلات لا تتوافق مع مخرجات الامور حتى باتت الثقة تتلاشى مع مرور الوقت، لنرتعب أن يأكل “ضبع الكورونا” الشعب كما أكل الذئب غنم الراعي