نضال ابوزيد
ولد مجلس النواب التاسع عشر ميتاً، بعد مخاض عسير وتأويلات حول الاستحقاق الدستوري في ظل جائحة كورونا التي بدأت ارقامها تعصف بالشارع الأردني الذي يتصدر المشهد الوبائي في العالم، حيث وجوه جديدة بخبرات هشه كسرت منذ نعومة اظافرها في العمل السياسي من اليوم الأول كل قواعد الدولة الأردنية لتعكس مشهد أصبح واضحاً فيه بأن المراهقة السياسية قادمة تحت القبة تبحث عن “برستيج”، ونمرا حمراء وحصانة.
ثمة ملاحظة عميقة تتعلق بغياب او تغيب الوجوه الكلاسيكية المخضرمة التي اعتاد الشارع رؤيتها تحت القبة وسماع صوتها المرتفع، لحساب بروز وجوه اصواتها لاتزال ناعمة وحناجرهم لم تخلق لممارسة المناكفة السياسية، و هواة في الولوج إلى مطبخ القرار والتغير في مكونات الطبخة السياسية بما يخدم مصالح الشارع وينفع الوطن، حيث لا يزال مبكراً الحكم على فعالية المجلس التاسع عشر إلا أنه بدا واضحاً، أن الثقل الاجتماعي للمجلس مفقود وان التدليس السياسي موجود، في مشهد حمل ملامحه صور النواب الجدد على اكتاف ناخبيهم وبين احضان مناصيريهم يملؤون الأرض صخباً بأن القادم سيعوض خسائر كلف الترشح، حتى بات النواب الجدد يحسبون انهم سيجلسون في بنك لا في مجلس تشريعي احمالهم ثقيلة واوزارهم لاتزال هشه على حَمل الحِمل ومناكبهم لاتتحمل جلسات مناقشة الموازنه و القوانين الرقمية التي تمتد إلى ساعات طويلة.
أبرز المناكفين الذي برزوا مؤخرا خلف الشاشات والذين اجتازوا مرحلة الترشح بنجاح كان “عبدالكريم الدغمي” والذي سبق أن وصف مجلس النواب في احد مقابلاته على شاشة فضائية أردنية بانه ( ديكور) ، ليبرز تساؤل هل سيضبط رئيس اول جلسات مجلس النواب البوصلة في المجلس التاسع عشر ام سيترك المجلس الذي سبق وأن انتقده ليبقى “ديكور”.
وكان القطب صالح العرموطي ( شافاه الله) هو الاخر من ضمن البارزين الذين اجتازوا الانتخابات بنجاح وقد علق سابقا على تصريح مثير للجدل برز في حديث لرئيس الهيئة المستقلة للانتخابات خالد الكلالدة حين وصف حالات تعين نواب في المجالس النيابية، ليبرز تساؤل اخر عميق هل سيفتح العرموطي ملف الاشكالات التي رافقت العملية الانتخابية ام ان “من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن”، لتبقى الملامح التي سجلها الشارع والإعلام على مجلس المراهقين السياسيين الجدد والذين قدِموا لمجلس النواب تحت نظرية ” فامشوا في مناكبه وكلوا من رزقه” والشارع يترقب مرحلة هي الادق في عمر الدولة الأردنية سيقودها حِملان العمل السياسي وهي تحتاج إلى اكباش ترادس وتناطح لتنتزع قوانين من براثن الحكومات، تخفف من وطأة ما يعانيه الشارع، الا ان البدايات غير مشجعه والملامح واضحة فالبعرة تدل على البعير من احتفالاتهم وتصرفاتهم نعرف من سيكون المجلس التاسع عشر وقد يحسبه “الظمآن ماءً”.
مدير التحرير صحيفة وطنا اليوم