وطنا اليوم – كان عام 2021 عامًا حافلًا بالأحداث، ولعل أبرزها كان جائحة كورونا ومتحوراتها، والاقتصاد العالمي وأزمة سلاسل التوريد، وقضايا البيئة والتغير المناخي.
فيروس كورونا في عام 2021
شهد عام 2021 انتشار لقاحات كورونا في جميع أنحاء العالم، وقامت العديد من الدول بتلقيح نسبة كبيرة من سكانها، ولكن الملايين لا يزالون ينتظرون في الدول الفقيرة.
وبالنسبة للكثيرين، استمرت أعراض كورونا أو ما يسمى بـ COVID الطويل، وبالنسبة لملايين آخرين، فقد أثر الوباء على صحتهم العقلية.
وهو ما انعكس على أعداد الناس الذين تقدموا باستقالاتهم خلال عام 2021، حيث سجلت أميركا في أغسطس 2021 أكبر عدد من الاستقالات منذ بدأ جمع البيانات في عام 2000.
بالإضافة إلى تخطيط ربع الموظفين في المملكة المتحدة البريطانية لتقديم استقالاتهم في الأشهر الثلاثة أو الستة المقبلة بحسب World Economic Forum.
وعلى الرغم من العمل المستمر من جانب الشركات المطورة للقاحات كورونا، من أجل كبح جماح الجائحة، خاصًة مع ظهور عقاقير كورونا، والتي أنتجتها شركة Pfizer وشركة Merck، لكن كل هذه الأدوية لم تقدر على وقف انتشار كورونا.
لتستمر معاناة الناس مع فيروس كورونا منذ بداية عام 2021 وحتى النهاية، ويبدو أنها ستستمر معانا في عام 2022 أيضًا، خاصًة مع ظهور المتحور أوميكرون، والذي تسبب في عرقلة عدد من الأنشطة الاقتصادية في بعض الدول مع اقتراب موسم العطلات وأعياد رأس السنة الميلادية.
الاقتصاد العالمي
أثر وباء كورونا على الاقتصاد العالمي بشدة خلال الفترة الماضية، حيث تعطلت بعض سلاسل التوريد، مما أثر سلبًا على أغلب الشركات وحتى الشخص العادي، في ظل ارتفاع الأسعار بقوة.
حيث ارتفع التضخم في أميركا لأعلى مستوياته منذ عقود، وكذلك في أوروبا والمملكة المتحدة البريطانية.
من جهة أخرى، يبدو أن العالم الافتراضي قد وضع حجر الأساس في عام 2021، فمع إعلان مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة Facebook تغير اسم الشركة إلى Meta، وإعلانات الشركة إنها ستنفق حوالي 10 مليارات دولار على مدار العام المقبل لتطوير التقنيات اللازمة لبناء metaverse.
لذلك من المتوقع أن يشهد عام 2022، مزيدًا من الاكتشافات حول العالم الافتراضي، والتي ستؤدي لزيادة الاستثمارات في هذا القطاع.
فالعالم الافتراضي Metaverse، كل ما تتطلبه منك جهاز ترتديه على رأسك يحلق فيك زمانيا ومكانيا، دون حواجز وتأشيرات، عالم افتراضي تلتغى فيه كافة قيود عالمك الحقيقي.
وعلى صعيد متصل، انتعشت العملات المشفرة خلال عام 2021، فمع تخطي بتكوين لمستويات 60 ألف دولار أصبحت قيمتها السوقية تتجاوز التريليون دولار، بالإضافة إلى صعود إيثريوم واقترابها من مستويات 5 آلاف دولار خلال تداولات العام.
كما شهدت أيضًا NFTs انتعاش قوي في عام 2021، وتحظى الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs باهتمام كبير، حيث وصل حجم سوق NFTs إلى 500 مليون دولار في الربع الأول من العام، ليستمر في النمو بالربع الثاني أيضًا، مُسجلًا 750 مليون دولار وفقًا لتقرير صادر عن NonFungible.com.
وشهد سوق NFT في الربع الثاني ارتفاع في عدد المشتريين بنسبة تزيد عن 38% مقارنة مع نسبة البائعين والتي وصلت إلى 25%.
ومن أبرز الأشياء التي سجلت مبيعات قياسية في NFT، كانت مجموعة من 107 من الرموز غير القابلة للاستبدال NFT تمثل صورا كرتونية لقرود، بيعت مقابل 24.4 مليون دولار في سبتمبر الماضي.
تغير المناخ
سيطرت قضايا البيئة وتأثير تغير المناخ على العديد من العناوين الرئيسية في عام 2021، حيث انعقد مؤتمر المناخ COP26 التابع للأمم المتحدة في غلاسكو.
وحصل تعهد خلال المؤتمر بالتخلص التدريجي من الفحم على دعم 23 دولة جديدة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، لكن لم تنضم إليه أكثر الدول استخداما لأكثر أنواع الوقود تلويثا للبيئة.
كانت الظواهر المناخية قاسية هذا الصيف، سواء كانت موجات الحرارة المتدفقة حول نصف الكرة الشمالي، وكوارث الفيضانات في ألمانيا والصين، والحرائق في كاليفورنيا وتركيا واليونان وسيبيريا.
ويتنبأ العلماء بأن التغير المناخي سيزيد مشكلة التصحر أيضًا، مع تناقص مستويات الرطوبة بفعل تزايد حرارة الصيف وقلة الأمطار في الشتاء.
كما طالبت منظمة الصحة العالمية، وحوالي ثلاثة أرباع العاملين في مجال الرعاية الصحية في العالم، الحكومات بتكثيف العمل على قضية المناخ، وقالت إن هذا التحرك قادر على إنقاذ أرواح ملايين البشر سنويا.