عملية نابلس .. كمين مُحكم بـ16 رصاصة والاحتلال يتخبط بإجراءات غير مسبوقة

17 ديسمبر 2021
عملية نابلس .. كمين مُحكم بـ16 رصاصة والاحتلال يتخبط بإجراءات غير مسبوقة

وطنا اليوم:من جديد عادت عمليات المقاومة الفلسطينية “النوعية” لتتصدر المشهد بأكمله داخل إسرائيل، وتحتل أبرز العناوين في الصحف العبرية والقنوات الفضائية، بعد عملية جديدة من نوع خاص راح ضحيتها مستوطن متطرف، قلبت تفاصيلها المعقدة القواعد الأمنية للاحتلال، وأدخلت جيشه في دوامة البحث عن من المنفذ؟، وكيف تمت العملية؟
شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وتحديدًا بالقرب من مستوطنة “حومش”، شهدت حدث “أمني خطير”، أغضب قادة الاحتلال دون استثناء، وأجبر الجيش على الاستنفار التام في الكشف عن تفاصيل عملية أمنية نوعية لإطلاق النار على سيارة مستوطن وقتله، ونجاح المنفذين في الفرار من المكان وكأن شيئًا لم يكن.
وقتل مستوطن، ليلة أمس الخميس، جراء عملية إطلاق نار قرب مستوطنة “حومش” المخلاة على الطريق بين نابلس وجنين بالضفة، وذكر موقع “ويللا” العبري، أن ثلاثة مستوطنين إسرائيليين أصيبوا بعملية إطلاق نار، استهدفت مركبتهم شمال نابلس، أحدهم قتل.
وأفادت كذلك صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن قوات الجيش الإسرائيلي توجهت إلى موقع حادث إطلاق النار، وبدأت البحث عن المنفذين، ويرجح الاحتلال، وفق هيئة البث الرسمية “كان 11″، أن شابين فلسطينيين انتظرا سيارة المستوطنين عند المفرق، وأطلقا النار عليها ثم لاذا بالفرار.
وأثارت عملية إطلاق النار ردود مسؤولين إسرائيليين صاخبة حول إجراءات القيادة الأمنية لمواجهة هجمات الفلسطينيين، وزعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنه قريبا ستلقي قوات الأمن القبض على منفذي عملية إطلاق النار، وستصفي الحساب معهم.
بدوره أعلن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إنه سيواصل زيادة التأهب ضد الفلسطينيين في الضفة، مقدماً التعازي لعائلة قتيل العملية.
كما عقب وزير الأمن الإسرائيلي عومر بارليف، بالقول، “هجوم صعب وقع بالقرب من حومش الليلة، الإرهاب الفلسطيني يرفع رأسه من جديد”.
من جهتها نقلت القناة 7العبرية عن عضو الكنيست الإسرائيلي شلومو قراي: قوله: “على وزير الأمن الداخلي عومر بارليف تقديم استقالته، ويجب محاكمته قبل أن يتعرض المزيد من المستوطنين لعمليات أخرى بسبب تحريضه ضدهم”.
فيما اعتبر الوزير الإسرائيلي يوعاز هيندل: العمليات الفدائية في الضفة الغربية التحدي الرئيسي والكبير بالنسبة للاحتلال.

فشل مخططات إسرائيل
وردًا على العملية، نصب جيش الاحتلال، عددا من الحواجز العسكرية في مناطق عدة شمالي الضفة الغربية المحتلة، عقب عملية إطلاق النار، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن جيش الاحتلال أطلق 3 كتائب مشاة وعدة وحدات خاصة في مناطق الضفة الغربية، للبحث عن منفذي العملية.
كما هاجم مستوطنون، مركبات الفلسطينيين بالحجارة على الطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية، ونابلس وطولكرم، الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار بعدد منها.
حركة “حماس” علقت على العملية، وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، في تصريح صحفي: “تبارك حركة حماس العملية البطولية في نابلس ضد جنود جيش الاحتلال ومستوطنيه القتلة، والتي تمثل امتدادا لثورة شعبنا الفلسطيني في كل ساحات الفعل النضالي”.
وأكدت على أن هذه العملية، “تثبت من جديد أن شعبنا الفلسطيني البطل في الضفة سيواصل نضاله المشروع حتى طرد المحتل من كامل أرضنا الفلسطينية وكنس مستوطنيه”.
وشددت على أن “روح المقاومة والتضحية العظيمة التي تمتد على طول مدن الضفة الغربية وعرضها، هي الضامن الأكيد لتحقيق النصر لشعبنا، وتجسيد أهدافه بالتحرير والعودة”.
كما باركت فصائل الفلسطينية أخرى عملية إطلاق النار، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن عملية نابلس البطولية رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق المقدسات والأسرى وجرائم الاحتلال المستمرة .
وقال طارق عز الدين المتحدث باسم الحرة بالضفة، إن العملية تأتي في ظل ما ترتكبه قوات الاحتلال من عدوان وإرهاب يطال الأسرى والأسيرات ويستهدف أبناء شعبنا ، في كل مكان، فإن المقاومة لا يمكن أن تهدأ وقرار الرد على جرائم الاحتلال في كل ساحة وميدان.
وأضاف “نبارك العملية البطولية التي نفذها مقاومون أبطال من أبناء شعبنا والتي جاءت كرد طبيعي على جرائم جنود الاحتلال والمستوطنين التي تجاوزت كل الحدود”، مؤكدًا أن العملية تؤكد على قوة وحيوية المقاومة رغم كل الملاحقات والاعتقالات ، فإن المقاومة ماضية ولن تتوقف وستمتد إلى كل المناطق والساحات .
في حين أكد ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عملية نابلس تأتي هذه في إطار الرد الطبيعي على جرائم العدو الصهيوني، وقال مزهر :” طوبى للمقاتلين الابطال الذين نفذوا العملية البطولية والتي أدت إلى قتل وإصابة قطعان المستوطنين”.
وأشار ان هذه العملية تؤكد صوابية خيار المقاومة وانها الطريق لاسترداد حقوقنا الثابتة والمشروعة.
ووجه مزهر تحية فخر واعتزاز لأهلنا في الضفة الباسلة ومزيدا من الاشتباك المباشر مع الصهاينة القتلة المجرمين
في حين أكدت لجان المقاومة في فلسطين ان عملية نابلس البطولية هي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الفاشية بحق أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وقالت اللجان العملية تؤكد أن “المحتل الغاصب يواجه جيلا مقاوما في حالة صراع مباشر ومفتوح مع كيان العدو الصهيوني ولا يؤمن الا بالمقاومة سبيلا للتحرير والعودة”.

غزة تناور والضفة تقاتل
كما أجمع محللون فلسطينيون على أن علمية نابلس، أثبتت فشل الاحتلال الإسرائيلي في فرض سيطرته على الضفة الغربية، وقال هؤلاء، “إن العملية تعكس تصميم شعبنا الفلسطيني على استراتيجية المقاومة وتمسكه به كخيار وحيد لطرد الاحتلال عن أرضنا”.
وأكد المحلل السياسي ناجي الظاظا، أن كمين نابلس يعكس تصميم الشعب الفلسطيني على استراتيجية المقاومة في مواجهة الاحتلالن معتبرًا استهداف المستوطنين هدفًا مشروعًا حسب القوانين الدولية والأعراف الثورية.
أما الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا فاعتبر أن عملية نابلس جاءت على وقتها وتوقعها الجميع.
وتابع القرا عبر صفحته على “فيس بوك”، “أثبتت العملية فشل الاحتلال في منعها، بل تحدي للاحتلال والسلطة، اللذان نفذا حملات قمع واعتقال وملاحقة لكل ما هو أخضر هناك”.
وقال “كلما أعتقد الاحتلال أن نار الضفة يمكن السيطرة عليها، يخرج لهم من يضربهم بمقتل ويختفي”.
وأوضح القرا أن التنسيق الأمني لم يكن ذو قيمة أمام تلك العمليات، “لأن الحاضنة الشعبية التي تهتف للضيف متماسكة وقوية وتتسع كثيرًا، تتجاوز أجهزة أمنية مسعورة تمارس القتل والارهاب، ولم تعد تخيف الأبطال هناك”.
وأضاف “غزة تناور للمواجهة والضفة تقاتل بما تستطيع وبكل الأدوات، في تكامل أدوار مكمل لبعضه البعض”.
أما المحلل السياسي وسام عفيفة فقال، “تزامن عملية نابلس البطولية التي ادت لقتل مستوطن واصابة اثنين اخرين، مع حملات اعتقال أجهزة أمن السلطة للمقاومين والنشطاء وآخرها اليوم في الخليل، ورفض الأهالي الخضوع لأمن السلطة، يعطي مؤشرات على أن الضفة الغربية مقبلة على تحولات ستغير واقع الضفة والمشهد الفلسطيني عمومًا”.

تطور نوعي
وحذرت مصادر أمنية إسرائيلية، مساء الخميس، من ارتفاع وتيرة العمليات خلال الأسابيع الأخيرة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بعدل مقتل مستوطن وأصيب آخرين بعملية إطلاق نار شمالي نابلس.
ونقلت القناة “11” العبرية عن المصادر الأمنية قولها، “إن عملية شهدت تطورًا لافتًا في مستوى الأداء، حيث نصب مسلحان كمينًا محكمًا لمركبة المستوطنين وأمطراها بأكثر من 16 طلقة”، مشيرةً إلى أنه يضاف لعملية أمس 6 عمليات فلسطينية جرى تنفيذها مؤخرًا، بينها عملية إطلاق نار في القدس التي أدت لمقتل جندي وإصابة اثنين، عدا عن 4 عمليات طعن وعملية دهس.
وتخشى دوائر أمنية إسرائيلية من أن يؤدي نجاح عملية أمس إلى إلهام منفذين مفترضين، وبالتالي محاولة محاكاة العملية، وذكرت القناة أن جيش الاحتلال يدرس الدفع بالمزيد من قواته إلى الضفة الغربية خشية أن تكون المنطقة أمام موجة جديدة من العمليات على غرار العام 2015″.
وفي نوفمبر الماضي نفذ الشهيد الشيخ فادي محمود أبو شخيدم عملية إطلاق نار في مدينة القدس، قتل فيها جندي إسرائيلي وأصيب 4 آخرين