غياب إجراءات السلامة تُوقع مئات العمال ضحية لـ كورونا في الأردن

18 نوفمبر 2020
غياب إجراءات السلامة تُوقع مئات العمال ضحية لـ كورونا في الأردن

وطنا اليوم:قالت إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان اليوم إنها تنظر بقلق بالغ للوضع الخطر في مصانع أردنية تحولت إلى بؤر لتفشي فيروس كورونا المستجد وسط غياب إجراءات السلامة وسياسات تمييز يقع ضحيتها مئات العمال الوافدين.
ورصدت مؤسسة الفكر -ومقرها لندن- تسجيل مصنع “سدني” لإنتاج الملابس الجاهزة -المخصص للتصدير إلى الأسواق الأمريكية- في مدينة العقبة الأردنية نحو 1,920 إصابة بفيروس كورونا بين عامليه من جنسيات أجنبية.
تلقت إمباكت إفادات تؤكد بأن عدد المصابين في صفوف العمال مرشح للازدياد، كون أغلب العاملين في المصنع أصيبوا بالفيروس بنسبة بلغت أكثر من 85%
ويقع المصنع في مدينة العقبة الصناعية الدولية، وأغلب العمال فيه من جنسيات أجنبية وينامون في سكن خاص لهم في المنطقة الشامية، ويبلغ عدد العمال أكثر من 2,500.
وأكدت الإفادات أن المصابين هم عمال من الجنسيتين البنغالية والهندية، بعد أن تم منح العمال الأردنيين إجازة مدفوعة منذ يوليو الماضي، فيما استمر إلزام العمال الوافدين بالعمل دون انقطاع رغم مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.
وقال أحد العمال من بنغلادش في إفادة سابقة لإمباكت إنهم يعانون من أجل الحصول على إجازات مرضية، وأن الإدارة لم تقم بتخفيف الازدحام داخل المصنع، بل أجبرتهم منذ شهر مارس الماضي على العمل لعدة أسابيع دون أجور من أجل تبرع المصنع لوزارة الصحة بآلاف الكمامات.
وذكر عامل هندي أن الازدحام الكبير داخل سكنهم، وسوء الرعاية وواقع الإهمال الذي يعانوه كان سببًا رئيسًا في سرعة انتشار الفيروس في صفوفهم وارتفاع حالات الإصابة على مدار عدة أيام متتالية.
وأكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت في تصريح له، أن المصنع يخلو من العمالة المحلية، ما عدا 14 سائق حافلة يعملون على نقل العمال من أماكن سكنهم إلى المصنع، وأجريت لهم فحوصات ظهرت نتائجها جميعًا سلبية.
كانت إمباكت تلقت توضيحًا من وزارة العمل الأردنية دافعت فيه عن “جملة من التدابير والإجراءات الوقائية والعلاجية من فيروس كورونا” لكن -وفيما يبدو- ما تزال المصانع مستمرة بالإهمال بإجراءات سلامة ووقاية العاملين الأجانب من الفيروس
وسبق أن سجلت مصانع في الأردن مئات الإصابات بفيروس كورونا وسط إفادات تؤكد الإهمال بحق العمال الوافدين وسوء المعاملة بما في ذلك التمييز.
ففي مطلع أكتوبر الماضي، كشفت إمباكت عن تسجيل أكثر من 600 إصابة في صفوف العمال الوافدين من البنغال في مصنع للألبسة داخل المنطقة الصناعية في منطقة الظليل في محافظة الزرقاء بالأردن.
وبحسب إفادات تلقتها إمباكت في حينه من عمال مصابين، فقد تم حجرهم داخل سكنهم بعد ظهور أعراض الفيروس عليهم والتكتم من إدارة المصنع على حالتهم، علمًا بأن المصنع يعمل فيه نحو 1,500 عامل أردني تم إيقافهم عن العمل بوقت سابق قبل ظهور الإصابات.
وكانت إمباكت تلقت لاحقًا توضيحًا من وزارة العمل الأردنية دافعت فيه عن “جملة من التدابير والإجراءات الوقائية والعلاجية من فيروس كورونا” التي اتبعها المصنع المذكور في محافظة الزرقاء.
وذكرت الوزارة في توضيحها، أن ادارة المصنع تقوم بتعقيم دوري للمصنع ومرافقه والسكنات الخاصة بالعمالة الوافدة لديه، ويتوفر لديه كادر متخصص ومعتمد من قبلها للسلامة والصحة المهنية، إضافة إلى وجود كادر طبي معتمد أيضًا من قبلها وفقًا للأنظمة والتعليمات الصادرة بموجب قانون العمل الأردني.
وأمام تسجيل بؤر جديدة لتفشي فيروس كورونا في صفوف العمال في الأردن، فإن إمباكت تجدد الدعوة إلى ضرورة الالتزام بتوفير ظروف العمل الآمنة وإجراءات العناية الواجبة لحماية العاملين في المصانع الواقعة في المناطق الصناعية في الأردن، وعلى رأس ذلك الحد من الاكتظاظ وتأمين التدابير الاحترازية لمنع تفشي الفيروس.
وتحث إمباكت مرة أخرى السلطات الأردنية على الوفاء بالتزاماتها تجاه المواثيق والاتفاقيات الدولية، ومنها “العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” والذي تنص المادة (7) منه على أن لكل شخص الحق في التمتع بشروط عمل عادلة ومرضية تكفل على الخصوص أجرًا منصفًا، وعيشًا كريمًا للعمال ولأسرهم وظروف عمل تكفل السلامة والصحة.
كما تشدد إمباكت على ضرورة اتخاذ كافة تدابير السلامة والصحة المهنية في مواقع العمل حفاظًا على سلامة العاملين وصحتهم، ووجوب عدم سماح الجهات المختصة في الأردن بالتهاون في تطبيق هذه التدابير .