وطنا اليوم:أعلن تطبيق “واتساب” عن إتاحة خيار إخفاء الرسائل بعد 24 ساعة، وهو تغيير أثار انتقادات فورية من الجمعيات الخيرية المعنية بالأطفال، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021.
في منشور على مدونة التطبيق لإعلان التغيير، قال “واتساب”، الذي لديه 2 مليار مستخدم، إنَّ مهمته هي “ربط العالم بخصوصية”.
إذ كان “واتساب” قد طرح خاصية الرسائل المختفية في العام الماضي، مع خيار حذف الدردشات تلقائياً بعد سبعة أيام، لكن اعتباراً من يوم الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول، تُقدَم هذه الخاصية في إطارين زمنيين جديدين: 24 ساعة أو 90 يوماً. سيكون لدى المستخدمين أيضاً خيار تشغيل اختفاء الرسائل افتراضياً لجميع الدردشات الجديدة.
مارك زوكربيرغ يدافع عن الخاصية
قال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، الشركة الأم لواتساب، على صفحته على فيسبوك: “ليست كل الرسائل بحاجة إلى البقاء إلى الأبد”.
أضافت مدونة واتساب: “هناك سحر معين في مجرد الجلوس مع آخر شخصياً، ومشاركة أفكارك بثقة، مع العلم أنكما متصلان على انفراد وفي تلك اللحظة”.
تابعت: “الحرية في أن تكون صادقاً وضعيفاً، مع العلم أنَّ المحادثة لا تُسجَل وتُخزَّن في مكان ما إلى الأبد. يجب أن يكون تحديد المدة التي تستغرقها الرسالة بين يديك”.
يمكن تشغيل خاصية اختفاء الرسائل تلقائياً لجميع الدردشات الفردية الجديدة من خلال الانتقال إلى الإعدادات والنقر على “الحساب” ثم الخصوصية وموقت الرسائل التلقائي. ولن يؤثر تفعيل الخاصية الجديدة على أية محادثات حالية.
خاصية واتساب “لم تدرس جيداً”
قالت “الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال” -وهي جمعية خيرية للأطفال في المملكة المتحدة- إنَّ هذه الخطوة “لم تُدرَس جيداً” وستخلق “مزيجاً ساماً من المخاطر” بمجرد دمجها مع خطط “ميتا” لتشفير الرسائل على جميع خدماتها بما في ذلك “فيسبوك” وإنستغرام.
قال آندي بوروز، رئيس سياسة سلامة الأطفال عبر الإنترنت في الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال: “يستدرج الجناة الأطفال على منصات مفتوحة مثل إنستغرام قبل الانتقال إلى واتساب لارتكاب مزيد من الانتهاكات بحقهم حيث تكون هناك فرصة أقل لكشفهم”.
أضاف بوروز: “سيمكن قرار التصميم غير المدروس هذا المجرمين من حذف أدلة إساءة معاملة الأطفال بسرعة؛ مما يجعل من الصعب على تطبيق القانون توجيه الاتهام إلى الجناة وحماية الأطفال”.
أضاف بوروز أنَّ الجمع بين الرسائل المختفية والتشفير من طرف إلى طرف -الذي يمنع جهات إنفاذ القانون ومنصات التكنولوجيا من رؤية الرسائل من خلال ضمان أنَّ المُرسَل والمتلقي فقط هم من يمكنهما الاطلاع على المحتوى الخاص بهما- لن يجتاز عملية تقييم المخاطر المنصوص عليها مشروع قانون سلامة الإنترنت في المملكة المتحدة، والتي تتطلب أن تقدم المنصات تفاصيل المخاطر المحتملة على المستخدمين إلى منظم الاتصالات Ofcom.
تشفير المحادثات في “ميتا”
في نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت “ميتا” أنَّ التشفير من طرف إلى طرف سيحدث في عام 2023 على أقرب تقدير. وعند الإعلان عن هذه الخطوة، قالت رئيسة السلامة في ميتا، أنتيجون ديفيس، إنَّ الشركة ستكون قادرة على اكتشاف إساءات الاستخدام بموجب خطط التشفير الخاصة بها باستخدام البيانات غير المشفرة ومعلومات الحسابات والتقارير من المستخدمين. وقد مكّن نهج مماثل بالفعل واتساب من تقديم تقارير إلى سلطات سلامة الأطفال.
كانت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، تعارض صراحةً خطط تشفير زوكربيرغ، قائلة إنها “لا تستطيع السماح” بوضع يعيق قدرة تطبيق القانون على مواجهة “الأعمال الإجرامية المقيتة.