وطنا اليوم:وثق مرصد طيور العقبة التابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أكثر من 270 نوعا من الطيور التي تحط في المرصد للاستراحة خلال رحلة الهجرة بين الشمال والجنوب، في وقت يلتقي فيه أكثر من 7.5 مليون طائر في مواسم هجرتها السنوية بين قارات العالم، ما يجعله منتجا سياحيا بيئيا مميزا في المدينة الساحلية، وقبلة لهواة وعشاق مراقبة الطيور، بخاصة بعض الأنواع النادرة وقليلة الفرصة في المشاهدة بين الأشجار الوارفة والمياه الهادئة والطقس الدافئ.
ويعتبر المرصد؛ أحد أهم مناطق استراحة الطيور المهاجرة، لذا يعد وجهة سياحية لرواد سياحة مراقبة الطيور، والتي تعد من أبرز عناصر السياحة البيئية عالميا، وهذا يتطلب من الجهات السياحية الى تسويق سياحة مراقبة ورصد الطيور، كنوع جديد من السياحة البيئية الآخذ بالنمو في المملكة.
وفي تصريح ، قال مدير المرصد المهندس فراس رحاحلة، إن المرصد يعتبر من المناطق المهمة لاستراحة الطيور المهاجرة، ويقع على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم، وهو مسار حفرة الانهدام، كما أن موقعه على رأس خليج العقبة بين قارتي إفريقيا وآسيا، يجعله من مناطق الممرات الضيقة على مسار الهجرة المعروفة بتصنيفها بمناطق عنق الزجاجة، ما يزيد من أعداد الطيور العابرة الى منطقة العقبة خلال الهجرة، والذي بدوره يزيد من فرص القيمة الحيوية للمرصد.
وبين الرحاحلة ، ان المرصد وجد للمحافظة على استدامة البيئات المختلفة في المكان، والتي تعد عاملا رئيسا لاستقطاب الطيور للاستراحة، وكذلك لتهيئته كي يكون منتجا سياحيا بيئيا متخصصا في مراقبة الطيور، يقوم على استثمار وجود الطيور المهاجرة في المواسم بخلق نشاط سياحي مميز في العقبة.
وأشار الرحاحلة، إلى أن انواع الطيور المسجلة في المرصد، تشكل 57 % من الأنواع المسجلة في المملكة، وان بعضها أدرج على قواعد البيانات الوطنية بعد تسجيلها لأول مرة في المرصد.
ولفت إلى أن العقبة، تمتلك قيمة مناخية تزيد من فرص وجود الطيور في الموقع جراء دفء الطقس في الشتاء، ما يعني ان الزائر بامكانة الاستمتاع بمشاهدة الطيور في مواسم الهجرة، المتمثلة بفصلي الربيع والخريف، وكذلك لديه فرصة بمشاهدة أنواع وأعداد كبيرة من الطيور خلال اقامته في المرصد خلال الشتاء، بسبب دفء الطقس مع توافر بيئات رصد مناسبة.
وأشار الى أن الحكومة، ممثلة بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبالشراكة مع الجمعية الملكية، تطور هذا المكان وتؤهله وتروج له على الدوام، باعتباره منتجا سياحيا بيئيا متخصصا لمراقبة الطيور، مستفيدة من الخبرات الكبيرة التي تمتلكها الجمعية الملكية في حماية التنوع الحيوي، والاستفادة منه، ضمن الخطط السياحية عن طريق نهج لا يؤثر على مبادئ الحماية، والذي يعزز بدوره النمو الاقتصادي للدولة عبر السياحة البيئية التي تنمو بشكل كبير في المملكة والعالم.
ويشتمل المرصد، على تنوع كبير للبيئات والتي تستقطب أنواعا واعدادا كبيرة من الطيور خلال عبورها للمنطقة في مواسم الهجرة، خصوصا وان منطقة العقبة من المناطق المهمة جدا على مسارات هجرة الطيور التي تعرف بمناطق عنق الزجاجة، وهي تربط بين قارتين بالقرب من ممرات مائية ضيقة.
ويقول الرحاحلة، إن الجمعية الملكية وبالتعاون مع مؤسسات مجتمع مدني، متمثلة بالسلطة وشركتي مياه العقبة وواحة أيلة، تحرص على استدامة البيئات المختلفة والاستفادة منها، لاستقطاب أنواع واعداد مختلفة وكبيرة من الطيور، ما يخلق محطة رصد وبحث علمي لهذه الأنواع، بالإضافة لاستثمار الموقع كأحد المنتجات السياحية البيئية الفريدة من نوعها في المنطقة.
وتمثل البيئات المائية الكبيرة والتي تستخدم المياه المعالجة في توفيرها، رافدا أساسيا للمشروع، ما يشكل ميزة بيئية فريدة من نوعها في إعادة استخدام المياه على نطاق واسع ولأهداف بيئية متميزة.
وأضاف الرحاحلة، ان المرصد يتيح للزائر المهتم بمراقبة الطيور، مشاهدة أكثر من 70 نوعا مختلفا من الطيور في جولته اليومية وخلال 3 ساعات في ذروة موسم الهجرة، مبينا ان هذا العدد من الأنواع كبير جدا مقارنة بمساحة المرصد، اذ لا يستطيع مراقب الطيور غالبا مشاهدة نصف أو ثلث هذا العدد في مساحات تفوق مساحة المرصد بمئات المرات