وطنا اليوم:تكشف مكالمة هاتفية مسجلة تم تسريبها للإعلام أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يصف رئيس حزب “يمينا” وزير الأمن السابق نفتالي بينيت بـ”الكلب الصغير” وسط تصاعد احتمالات إجراء انتخابات برلمانية جديدة هي الرابعة في أقل من سنتين نتيجة أزمة سياسية عميقة متواصلة.
وبث برنامج “المصدر”، الذي يُعرض على القناة الإسرائيلية 13، تسجيلات لمكالمة هاتفية بين نتنياهو، وأحد أبرز مقربيه سابقا نير حيفتس (تحوّل لاحقا من صديق نتنياهو إلى شاهد ملك في ملفات الفساد ضده).
وأعطى حيفتس، الذي كان الأكثر نفوذا في حاشية نتنياهو، محققي الشرطة الإسرائيلية، تسجيلات مكالماته الهاتفية مع نتنياهو. وتعود المكالمة إلى شباط/ فبراير 2018، بعد أن وجه بنيت، الذي كان وزيرا آنذاك في حكومة نتنياهو، انتقادات للأخير على نطاق واسع، في قضايا الفساد ضده، فاتصل حيفتس بنتنياهو بعد هذه الانتقادات. وقال حيفتس لنتنياهو في المكالمة: “تبين أن بنيت عديم القيمة” فرد عليه نتنياهو: “نعم. حسنا، إنه كلب صغير”.
وقال حيفتس في المكالمة: “إنه غبي”، وهي عبارة أيدّها نتنياهو. وقالت القناة 13 الإسرائيلية إنها ستبث التسجيلات الكاملة في الليلة القادمة، مشيرة إلى أن هناك تسجيلات يتحدث بها نتنياهو وحيفتس عن وزراء سابقين في حكومة نتنياهو آنذاك: أييليت شاكيد وموشيه كحلون، وخصمه السياسي يائير لابيد. وينتمي نتنياهو وبنيت إلى ذات المعسكر السياسي: اليمين. لكن العلاقة بينهما اتسمت بالفترة الأخيرة بشيء من الفتور بل التوتر وصلت ذروتها بعدم دخول بنيت إلى حكومة نتنياهو الحالية. ويعمل بنيت حاليا على تهديد زعامة نتنياهو لمعسكر اليمين، ذلك أن استطلاعات الرأي تُظهر احتدام المنافسة بين حزبيهما: “الليكود” و”يمينا”.
احتدام المنافسة بين نتنياهو وبنيت على رئاسة الحكومة
وفعلا تواصل استطلاعات الرأي إظهار تقلص الفجوة بين الحزبين وآخرها استطلاع رأي نشرته صحيفة “معاريف” إلى احتدام المنافسة بين حزبي “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو، وتحالف أحزاب اليمين برئاسة نفتالي بنيت، على زعامة معسكر اليمين.
وبحسب هذا الاستطلاع من يوم الجمعة الأخير فإن “الليكود” هو أكبر أحزاب الكنيست برصيد 28 مقعدا، يليه تحالف أحزاب اليمين برئاسة نفتالي بينيت 21 مقعدا. بعدهما يأتي حزب “يش عتيد- تيلم” الوسطي بزعامة يائير لبيد 17 مقعدًا.
وتراجعت “القائمة المشتركة” تحالف الأحزاب العربية في الكنيست، حيث منحها الاستطلاع 12 مقعدًا للأسبوع الثاني على التوالي، علما أنها تمتلك حاليا 15 مقعدا، وتُشكل ثالث أكبر قائمة في الكنيست. ومن ثم قائمة “أزرق- أبيض” بزعامة بيني غانتس 10 مقاعد.
وحصل حزب “يسرائيل بيتنو” بزعامة أفيغدور ليبرمان المناوئ لنتنياهو، ليصبح في رصيده 9 مقاعد بحسب الاستطلاع. وتبدو خريطة توزيع المقاعد المُتبقية على النحو التالي: شاس برئاسة أرييه درعي 9، ويهدوت هتوراة 8 وميرتس 6 ومن بين الأحزاب التي لديها أعضاء في الكنيست حاليا، ولم تعبر نسبة الحسم في الاستطلاع هي حزب العمل، “ديرخ إيرتس” و”غيشر”. وإذا ما صدق هذا الاستطلاع، فإنه نتنياهو سيربح الانتخابات المقبلة، شريطة تنازل نفتالي بنيت له عن زعامة معسكر اليمين.
هل باتت حملة نتنياهو الانتخابية جاهزة؟
أعرب حزب “أزرق- أبيض” عن قلقه من نية نتنياهو التوجه إلى انتخابات، يكون الحزب من أكبر الخاسرين فيها، وقالت الإذاعة العبرية أمس إن “أزرق- أبيض” الذي كان خصما شرسا لـ”الليكود” قلق من أن حملة نتنياهو الانتخابية باتت جاهزة.
وتظهر استطلاعات الرأي بشكل مثابر تراجع قوة “أزرق- أبيض” بعدما “أخلف وعده”، ودخل في حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو.
ونصت اتفاقية تشكيل الحكومة على أن يقود الحكومة رئيسيان: الأول فعلي والثاني بديل. ولهذا الغرض، أجرى الحزبان تعديلا دستورا، تنظر المحكمة الإسرائيلية العليا هذا الأسبوع إلى مدى “قانونيته”، لكن “الليكود” هدد بحل الكنيست والتوجه لانتخابات، إذا ألغت المحكمة التعديل الدستوري.
ويرى عدد كبير من المحللين السياسيين والحزبيين المحليين أن نتنياهو لم ينو يوما تطبيق اتفاق التحالف بين حزبه وبين “أزرق- أبيض” لأنه يرغب بالبقاء في رئاسة الوزراء لوحده كي يحتفظ بقوته ومكانته عندما تبدأ محاكمته في تهم الفساد في الشهر القادم ولذلك فهو يبحث عن ذرائع لتفكيك الائتلاف الحالي في وقت يناسبه انتخابيا.
وتتكهن استطلاعات الرأي، أن تتراجع قوة “أزرق- أبيض” بشكل واضح، في الانتخابات المقبلة، وبات فقدانه زعامة المعسكر السياسي المناوئ لنتنياهو مضمونا. ويُعتبر قلق “أزرق- أبيض” من “الليكود” مؤشرا على أزمة ثقة، رافقت الحزبين الشريكين/الخصمين منذ تشكيل الحكومة وهناك مراقبون كثر اعتبروا تحالفها منذ بدايته نوعا من “زواج الغصب”.
وعلى خلفية هذا القلق، تتصاعد مرة أخرى، انتقادات داخل “أزرق- أبيض”، من أعضاء الحزب برئاسة وزير القضاء آفي نيسان كورين الذين اتخذوا نهجًا أكثر حدة إزاء “الليكود” منذ البداية وزعموا أن قيادة الحزب رفضت مقترحاتهم، بالتعامل مع “الليكود” بقسوة، ما أدى إلى تدهور وضع وشعبية الحزب.
وبالتزامن تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات ضد نتنياهو بسبب فشله في مواجهة عدوى الكورونا وتهم الفساد الموجهة له والكشف عن شبهات بفضائح فساد جديدة منها رغبته وأسرته اقتناء سيارتين مدرعتين لابنيه بدعوى أنهما يتعرضان للخطر بسبب التحريض والمظاهرات القريبة من منزلهم.
وفتحت الشرطة الإسرائيلية الطريق بين تل أبيب والقدس أمام المرور بعد حوالي ساعتين من إغلاقها من قبل متظاهرين واعتقلت 18 مشتبهاً بهم بارتكاب “أعمال شغب”.
ويحمل المتظاهرون مجسما منفوخا على شكل غواصة، في إشارة إلى “ملف الغواصات”، المُشتبه فيه نتنياهو بالفساد. ومن بين المشاركين في المسيرة الاحتجاجية أعضاء كنيست من المعارضة هم: إيلي أفيدار من حزب “يسرائيل بيتنو”، موشيه يعلون وعوفر شيلاح ويوراي لاهف-هرتسانو من “عتيد-تيليم”، ويائير غولان من “ميرتس”.
وشهد الشارع ازدحامات مرورية خانقة، بسبب الاحتجاج. كما أقيمت مظاهرات في تل أبيب ومدينة قيساريا الساحلية حيث يُقيم نتنياهو في بيته الخاص.
وأقيمت أيضا مظاهرات في تقاطعات طرق متفرقة في أنحاء البلاد وذكر بعض المتظاهرين هناك أنهم تعرضوا لأعمال عنف من قبل رجال الشرطة وناشطي اليمين. وتوجه عضو الكنيست المعارض عوفر كسيف من “القائمة المشتركة”، إلى وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا السبت مطالبا بوقف استخدام الشرطة العنف ضد المتظاهرين.
وأضاف أن المعتقلين في التظاهرة يعتبرون “معتقلين سياسيين” ويجب الإفراج عنهم، واستنفاد الإجراءات القضائية مع كل من قام بعملية الاعتقال، ومع من أصدر الأمر باعتقال المتظاهرين.