وطنا اليوم – التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في موسكو، بحسب الناطق الرسمي باسم “التيار الإصلاحي” ديميتري ديلياني.
وأوضح ديلياني أن “لافروف يتوسط ويبذل جهودًا لإنهاء الشقاق بين التيار وحركة فتح؛ وأن المسألة تقع ضمن جهود موسكو لإتمام المصالحة الفلسطينية، وصولاً إلى إجراء انتخابات؛ أبدى دحلان استعداده للعمل على إنجاحها، بتشكيل حكومة وحدة، والذهاب إلى انتخابات شاملة”.
رغم أن الكشف عن اللقاء يوم الثلاثاء الماضي، يبدو مفاجئاً وغير متوقع، إلا أن ديلياني أكد أنه “ليس الأول من نوعه؛ والأهم أنه يأتي قبل أيام من زيارة الرئيس محمود عباس موسكو”.
لكن ما سر الاهتمام المفاجئ للوزير لافروف بالقيادي المفصول دحلان؟
الأهم من الإجابة عن ذلك؛ لماذا لم يحظَ القيادي المفصول مؤخراً من حركة فتح ناصر القدوة، بالاهتمام ذاته الذي حصل عليه دحلان من لافروف؛ فالقيادي القدوة فصل على خلفية النزاع المتعلق بالانتخابات الفلسطينية التشريعية وتشكيل القوائم الانتخابية قبل أشهر قليلة؛ وهو شخصية سياسة ودولية معروفة، مثّل فلسطين في العديد من المحافل الدولية، في حين أن دحلان شخصية إشكالية وجدلية، ويدور حولها لغط كبير ما زال قائماً.
تفسيرات عدة ممكن أن تقدم في هذا المجال؛ ولعل أبسطها، قدرة ديمتري ديلياني على التواصل مع لافروف، لانتماء كل من سيرغي لافروف وديمتري ديلياني للطائفة والقومية الأرمنية؛ ففرصة ديلياني على فتح قنوات تواصل فعالة مع لافروف تبدو عالية؛ فهل يُعدّ ذلك نجاحاً لديلياني، أم أن الأمر أبعد من ذلك بكثير؟!
في كل الأحوال، الجهود الروسية لم تنقطع لمحاولة لعب دور في إتمام المصالحة الفلسطينية؛ إذ استضافت موسكو العديد من اللقاءات، شملت أغلب الفصائل الفلسطينية، ولم يكن دحلان من ضمنها؛ لتعود هذه الجهود إلى الواجهة من خلال عنوان جديد لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، خصوصاً الفتحاوي، وهو القيادي المفصول دحلان.
الأشهر القليلة القادمة، من الممكن أن تشهد تسارعاً، فالقوى الدولية والإقليمية قلقة من مستقبل السلطة في رام الله ما بعد عباس؛ سلطة تعاني من متاعب متزايدة، وانشقاقات وصراعات سياسية واجتماعية متفاقمة، وفشل سياسي أفقدها الشرعية.
التركيز على ترتيب البيت الداخلي لحركة فتح سيتعاظم في ظل حالة الشيخوخة، والتراجع في نفوذ ومكانة السلطة في رام الله؛ فهل يتحول دحلان إلى ورقة رابحة، أم أنها مجرد فقاعة إعلامية عابرة.