لم تخرج زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان التي قام بها مؤخرا للواء الأغوار الشمالية بمحافظة إربد عن اطار الزيارات البروتوكولية التي تعود الوزراء القيام بها.
العديد من القضايا والتحديات التي تواجه اللواء منذ عقود ولم تجد الحلول الناجعة نتاج فقدان الإرادة الحقيقية لدى الحكومات المتعاقبة على حلها.
وها هو الوزير المخضرم كريشان الذي اعتاد الوزارات منذ عقود يقوم بزيارة توصف بالبروتوكولية التي جاءت تحت عناوين الاطلاع على واقع الخدمات في بلديات لواء الأغوار الشمالية، وكأن هذه البلديات تخلو من المشاكل والمعضلات.
لا بل أن زيارته توحي بأنها جاءت للاطمئنان على الإنجازات التي دشنتها الحكومة باللواء وانها جاءت للبناء عليها أو لتلقي أي ملاحظات من شأنها تعزيز تلك الإنجازات العظيمة التي لا تتطلب منا إلا الإشارة اليها بالبنان.
ففي الوقت الذي أكد فيه كريشان، خلال جولته على بلديات معاذ بن جبل وطبقة فحل وشرحبيل بن حسنة، أهمية اتخاذ البلديات أقصى استعداداتها من حيث جاهزية الآليات والكوادر للتعامل مع أي طارئ خلال فصل الشتاء، لتأتي السيول الجارفة بشكلها الاعتيادي الذي تعودته تلك البلديات من كل عام رغم تلك اللجنة التي شكلها معاليه بوقت سابق لهذه الغاية، لاتساءل حول مخرجاتها و الحلول لفتت اليها.
وأذكر معاليه أن جدية الزيارة مطلبا لا جدال به، فهي وغيرها من الزيارات الحكومية للواء ولغيره من الألوية، لا بد أن تنسجم جملة وتفصيلا مع التوجيهات الملكية التي أكد عليها جلالة الملك عبد الله الثاني، لدى زيارته الأخيرة للواء الأغوار الشمالية.
وتساءل حول زيارة معاليه للواء التي كانت بعيدة بنظري عن ذلك الانسجام، حيث كان من الاحرى عليه ان يعزز توجيهات جلالة الملك المستمرة بممارسة العمل الميداني والاستماع الى شكاوى واحتياجات المواطنين بتمعن، وأن تأتي الزيارات الحكومية للمحافظات تفصيلية بحتة تحدد مكامن القوة والضعف ما يجعل غالبية التحديات القابعة قابلة للقياس و المعالجة بما يسهم باتخاذ القرارات المناسبة حيالها.
فتلك الزيارة جاءت كمثيلاتها من الزيارات الحكومية السابقة فهي لم تخرج بحلولها سوى من البعض من أبناء اللواء.
وهنا أتساءل هل تحديد التحديات تأتي من البعض أم من ابناء اللواء الذين يلمسون التحديات و يتعايشون معها.
ناصحا محبا عندما اقول ان أي حل لا بد ان يأتي مباشرة عبر قرارات جريئة فالوطن مل الشعارات و العناوين الرنانة و أن تشكيل اللجان من شأنه قتل الارادة بالحل.
معاليك ان إدخال بعض المناطق إلى حدود التنظيم لتسهيل تقديم الخدمات لسكانها مطلب ضروري لا يحتاج لدراسة فقد مللنا الدراسات التي تطول و قد لا يطول عمر الحكومة نفسها، لافتا بهذا الصدد الى ان هناك مئات المساكن المقامة دون ترخيص منذ عقود دون خدمات تذكر سيما الكهرباء و المياه لعديد من الأسباب منها قرارات امين وزارة البلديات التي راعت الثانويات دون الأساسيات.
كما ان صيانة الجسر الواقع على مدخل حي “ذراع الخان” لا بد ان تتم بأسرع وقت ممكن قبل ان يقع ما لا يحمد عقباه.
واشير بهذا الصدد الى أن توجه الحكومة لتحويل بناء مساحته الف و سبعمائة متر مربع مكون من مخازن تسوية عدد ستة عشر وعديد من المرافق وبكلفة تتجاوز مليوني دينار ناهيك عن قربه من مستشفى أبو عبيدة يعد فشلا مضافا علما أن المسلخ لا يتطلب تلك المساحة الهائلة.
في الختام اود الإشارة الى ان غياب علاقة صحية حقيقية بين مجلس النواب و الحكومة تبقى زيارة اعضاء الحكومة للمحافظات في اطارها البروتوكولي، او ما يمكن تسميته زيارة علاقات عامة او خاصة لا أثر لها في مضمون تحقيق اهداف المصلحة العامة المنشودة.