الصحفي : خلدون عبدالسلام الحباشنه .
روح المناكفة ليست صيغة اردنية ملازمة للاردني فقط ؛ بل هي ميزة انسانية عامة ، استخدام السلاح في الاعراس ليست براءة اختراع اردنية وان كانت ملازمة للاردني ، نحن جميعا مصابون بالاستعراض وهذا ليس اكتشافا ، بلغنا حدودا مرضية مخجلة من صناعة الاستهداف وخلقه وتصديره حتئ وصلنا مواصل الوشاية العامة وتجاوزنا حدود التحريض .
لم يفتح احد فمه عن تفاهمات تجار ومروجي المخدرات مع البلطجية ومع المتطرفين دينيا حتى منذ زمن طويل ، لم يجرؤ صحافيو ” الشوكه والسكينه ” على ولوج خبايا بعض النواب وادوارهم الخفية في اداء مهمات السيطرة والتمكن ، تجاهل ” مثقفو الاستعراض اللغوي ” فيديوهات سوق الاصوات السوداء ، وغطى البعض رأسه في ” شوال ” حتى لا يرى حجم الكارثة التي حلت بمجتمع برمته جراء ثقافة الخلاص الفردي والعائلي …
قانون الذخائر والاسلحة لن يمنع فكرنا التراثي والهوياتي الذي يرى في ” الشبرية ” و ” السيف ” و ” والمسدس والمجند وطلاقه ” تحت ” الجبه ” جزءا اصيلا من جمال الشخصية وهو علئ اكتاف الرجال لم يستخدم يوما ، لكنه حتما سيردع من يرون في السلاح الاتوماتيكي المتطور لعبة اطفال .
قانون منع الجرائم وصلاحيات الحكام الاداريين لن يمنع من يخطط ذهنيا لجريمة او يوفر شروط الجريمة من اقترافها ، لكنه اثبت انه ضرورة مجتمعية بعد قضية ” فتى الزرقاء ” اذا ما تعامل مباشرة مع اي خطر اجتماعيا من خلال القيود الجرمية ، والسلوك المشبوه والسجل الجرمي الذي يشكل تهديدا .
نحن مجتمع كبير و عمان لم تعد ” قرية ” والمحافظات كلها ايضا لم تعد بلدات معزولة ونعيش تحت منظومة قانونية تواجهة منظومة ثقافية شعبية ، لكن الاخطر هو سحب الموقف من تحت هذه المعادلة السياسية والقانونية من خلال ثلة من الجهلة الذين يعتقدون بالتفوق العقلي او التميز الفكري للوصول الئ مرحلة تحريض سافر ومباشر عبر جهل وتخلف يراه الناس جميعا ولا يراه هؤلاء ضد فئة او مكون او طباع معينه ، وسائل التواصل الاجتماعي قدمت خدمات التوثيق للحالة لكنها لم تنفع في تعميم العلاج او حتئ التغيير او زحزحة الكتلة الشعبية الحرجة عن عاداتها السلبية .
الحظر الصحي ، لم يقدم له تبريرات علمية وطبية تشعر المواطن بخطورة خرقه ، طبعا بسبب غياب الاعلام المحترف ، الانتخابات كان يراد لها ان تكون ” لحظة الاردنيين جميعا في تحمل المسؤولية ، وابراز وعيهم المنظم ” لكنها كشفت عن هوس فضيع جدا لحساب الذات قاده المرشحون انفسم قبل الاقتراع وقادوه ايضا بعد النتائج ما كشف ايضا عن ان القياديين انتخابيا ومشاريع النواب يعبئون قواعدهم تعبئة مخجلة تقوم على الضدية ومناكفة الاخر وهو ما تطور الى مناكفة الدولة والمجتمع وحتى الفئة الكبرى من الملتزمين بالحجر الصحي او النسبة الغالبة من الممتنعين عن الاقتراع في ظل جائحة كورونا .
خطورة بالغة قادت المجتمع برمته الى حالة من الاحتقان عبر فئة ذات سلوك انتخابي سلبي وسلوك احتفالي سلبي ايضا جعلنا جميعا في مواجهة حقيقة لا مفر منها ، وهي اننا جميعا تحت طائلة العقاب بكورونا وتطوراته وتحت طائلة السمعه الاقليمية والدولية غير المرغوبة عنا .
من يمثلوننا اعلاميا وانتخابيا ومن تحملو مسؤوليات حماية صحتنا وضعونا في ” المقعد الضيق ” من جديد بحيث باتت الامور بحاجة ملحة الى خطة عمل تعتمد على التدخل القانوني الصارم من جديد .