وطنا اليوم:تنفيذًا لتعميم وزارة الشؤون الإسلاميّة والدعوة والإرشاد على خُطباء المساجد، للحديث والتحذير من مخاطر تنظيم السروريّة، والذي تقوم أفكاره كما أوضح التعميم على الدعوة للخُروج عن ولاة الأمر، توحّدت مساجد السعوديّة، للتحذير من التنظيم السروري الذي وصفه الإعلام المحلّي بالإرهابي.
وتاليا أبرز ما جاء في الخطبة التحذيريّة، والتي أثارت تساؤلات مُعلّقين حول توقيتها، وأسبابها، حيث كان لافتاً تأكيد الخُطباء على أهميّة اجتماع الكلمة، ووحدة الصّف، ونبذ الجماعات والأحزاب، والتنظيمات الإرهابيّة.
وفصّل الخُطباء شرحاً في تعريف التنظيم السروري الذي نشأ من رحم جماعة الإخوان المُسلمين، وشيخه السوري محمد سرور، وهو القائم كما ذكرت الخطبة على المُراوغة، والتخفّي والتلبّس بين الناس.
وحدّد الخُطباء علامات مُحدّدة للمُنتسبين لهذا التنظيم السروري، والتي منها، الغلو والتطرّف، وكذلك التهوين من مسألة الخُروج على ولاة الأمر، والطّعن في كبار العُلماء.
وكان لافتاً أن الخطباء، حذّروا من صفات المُنتسبين للتنظيم السروري، بأنهم يدعون الشباب للجهاد، فيما كانت منابر السعوديّة ما قبل العهد الحالي، منابر مفتوحة للدعوة للجهاد في سورية، وإسقاط الحكومة السوريّة برئاسة الرئيس بشار الأسد، وأبرزهم الشيخ محمد العريفي، أبرز رموز التيّار الصحوي المُتتلمذ على يد السروريّة.
وختم الخُطباء خطبتهم المُوجّهة تلك وفق التعميم، بوجوب أن يحث العلماء والخُطباء الشباب على أن يقفوا “صفّاً واحدًا مع قادة هذه الدولة”.
ويبدو أن الخطبة المُوحّدة، كان جُلّ تركيزها على إبقاء حالة الولاء الشعبي لولاة الأمر، وربطها شرعاً بضرورة عدم الخُروج عنهم، ففي ذلك فتنة، واقتتال، وخراب البلاد، وهو ما يطرح التساؤلات حول التوقيت، ومدى جديّة مخاوف السلطات السعوديّة من استمرار تأثّر الشباب السعودي بالأفكار المُتطرّفة، وتحديدًا تلك التي تُحرّض على ولاة الأمر.
وتشترك جميع التنظيمات المُتطرّفة من القاعدة، وداعش، والسروريّة، بأنها رفعت شعار إسقاط الأنظمة، لخُروجها عن قواعد الدين الإسلامي، وتعاملها مع الأمريكيين “الكفّار” وفق أدبيّاتهم.
المنصّات السعوديّة من جهتها انشغلت بتداول مقاطع للخطبة، وانقسمت الآراء حولها، فالبعض أشاد بما جاء فيها، والبعض الآخر طالب بوجوب تحذير الخُطباء مما يجري من “فسق وفجور واختلاط” على حدّ تعبيرهم بمهرجانات الترفيه.
وجاءت خطبة الجمعة اللافتة تلك في العربيّة السعوديّة، في تزامنٍ لافت مع انطلاق موسم الرياض بنُسخته الثانية، حيث يجري تداول مقاطع أظهرت تراقص شباب وفتيات، ومشاهد انفتاحيّة، قابلها البعض بامتعاض، وانتقادات، لكنّ حُضور موسم الرياض الذي تجاوز 750 ألف مُتفرّج في حفل الافتتاح، قد يُعبّر عن تقبّل طيف عريض من الشعب السعودي لهذا الترفيه، بالرّغم أنه شعبٌ إسلاميٌّ مُحافظ.
ومع هذا، مُواصلة التحذير من التطرّف، والدعوة لاصطفاف الشباب حول ولاة الأمر في المملكة، تشي بشَكلٍ أو بآخر، أنّ ثمّة طيف عريض من الشعب السعودي، يرفض هذا الانفتاح على اعتبار أنه تدنيس لأرضٍ مُقدّسة، وحالة الانقسام هذه عبّرت عنها المنصّات، فبعضٌ يشكر هيئة الترفيه، وآخرون يستنهضون الغيرة لعودة المعروف والمُنكر (رجال الدين) أو كما يُعرفون محليّاً (المُطاوعة).