وطنا اليوم/ تيار الشباب الوطني يعلن انطلاقته ببيان يدعو في للحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية ويحذر من مشروع يستهدفها
تيار الشباب يقف مع التغيير الديمقراطي الذي يحمي مصالح الشعب والدولة الأردنية وينبه من خطر ادوات مراكز الدراسات الأجنبية وبعض التيارات، ويدعو لمحاسبة الفاسدين وتغيير النهج الاقتصادي الذي افقر الشباب وجوع الشعب،،،،
فيما يلي نص البيان…
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين،
الشعب الأردني العظيم،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
اما بعد،
فلقد راقبنا عن كثب مجريات الاحداث والتطورات التي يمر بها بلدنا الحبيب، على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبقينا على مدار شهور طوال نقرأ بعين الأردني الحريص وقلب الابن البار نترقب تلك التطورات التي لا تخفى على أحد.
ولقد كانت التطورات السياسية هي الأبرز نظرا لأهمية التحرك الملكي المتعلق بتحديث الحياة السياسية في الأردن، فقد تلقينا الرغبة الملكية بكل أمل وتفاؤل وقررنا البقاء في موقع المواطن الحريص، الذي لا يمارس العبثية والسوداوية التي صارت طابعا للعديد من الجهات والأشخاص في داخل الوطن وخارجه، ولكننا في الحقيقة تلمسنا العديد من التطورات التي بدأت تأخذ منحى مفاجئا، وعلى مدار شهور كنا نتابع مختلف التصريحات وتسريبات لجنة التحديثات ونربط الخيوط، وكان مما استقر في اذهاننا ان ما يجري ما هو في حقيقته إلا استمرارا لنهج تدفيع الأردن والاردنيين ثمن مواقفهم التاريخية وعلى وجه الخصوص تجاه قضيتنا الأولى في فلسطين العربية المحتلة، نظرا لما أحدثه الموقف الأردني من مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم في القدس الشريف، ووقوف الأردن ملكا وشعبا ضد الأفكار المتصلة بالتوطين والوطن البديل، الذي ان تم، فستكون نقطة انتهاء لحقنا في فلسطين وتسليمها بشكل نهائي للعدو المحتل.
وبينما كنا نتدارس مخرجات اللجنة الملكية بعين، ونبقي العين الأخرى على التطورات الدولية، صُدمنا بفكرة هدامة تمثل مطلق الشر وأس الخراب في بلدنا وفي فلسطين والإقليم ككل، هذه الفكرة التي ظل أصحابها يحاولون على مدار سنين طوال ان يطبقوها على الأرض، وبقي الحريصون من أبناء الأردن جنبا الى جنب مع أبناء فلسطين يكافحون شخوصها فكرا وعملا، حتى تقطر السم من افواههم وراحوا يعلنون عنها في كل مناسبة، ألا وهي فكرة “الهوية الجامعة”.
أيها الأخوات والأخوة النشامى،
ان مبررات دعاة فكرة “مشروع الهوية الجامعة” تقوم على مبدأ تذويب الهوية الوطنية التاريخية الأصيلة للشعب الأردني والهوية التاريخية الأصيلة للشعب الفلسطيني، وصولا الى الإجهاز على الهوية النضالية التي ينتمي اليها كل حر وشريف من أبناء الأردن وفلسطين ، وبالتناوب الإجهاز على حق العودة المقدس والحفاظ على الهوية الفلسطينية في اطار الصراع مع كيان الاحتلال الصهيوني ، وان هؤلاء يريدون تسويقها على أنها إنهاء لحالة ما، يُطلِق عليها رواد السفارات ومراكز الدراسات الأجنبية المشبوهة “الحقوق المنقوصة” التي يتوهمها أعداء الأردن وفلسطين والأمة من شذاذ الأفاق وتجار الأوطان ودعاة التوطين وتصفية القضية الفلسطينية.
إن من بين أساليب هذه الفئة الضالة ان قامت بالخلط بين مفهومي الهوية والمواطنة، قصدا بالسوء وايقاع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مُحاولة تلبيس الأمور على القيادة والوطن والمواطن، من حيث ان الهوية الوطنية هي نتاج اجتماعي ثقافي تاريخي تراكم عبر الآف السنين من العادات والتقاليد والأفكار والأدوات ومرتبطة بالشعب وانتماؤه للوطن والدولة، وأما المواطنة فهي أمر حسمه الدستور في مادتيه الخامسة والسادسة، فما هو محسوم في دستورنا النافذ أن المواطنين سواسية أمام القانون، لا يحتاج لإعادة إنتاج لفكرة راسخة مدعومة بالواقع ومتأصلة عبر أواصر القربى والدم والتاريخ والمصير المشترك وتحويلها الى صراع “مكونات” تبحث عما يطلق عليه ” هوية جامعة” لن ينتج عنه إلا وصفة تدميرية للوطن والشعب.
وإننا إذ نرفض مبررات “مشروع الهوية الجامعة” فإننا نؤكد ان كل من يتبني هذا المشروع بصيغته المطروحة فانه يتماهى مع مشاريع الفكر الليكودي الصهيوني الذي يرى في الأردن العنوان لتحمل تبعات تصفية القضية الفلسطينية وطي ملف اللاجئين وتوطينهم النهائي، ولكم كان مؤسفا ان نرى بعض أبناء الوطن في الداخل والخارج يتسابقون الى الانبطاح امام بريق الاغراءات التي يلوح بها العدو وأدواته ، ولقد ساءنا ما سمعنا من بعض هؤلاء لتسويقهم لمبررات فكرة “الهوية الجامعة” ومحاججتنا في شأنها على انه عنوان للتغيير الديمقراطي والمساواة والعدالة، وهي تمثل مطلق الشر.
اننا يا شعبنا العظيم في الأردن وفلسطين، نضع بين أيديكم حقيقة ما يهدفون اليه من مبررات لتسويق “مشروع الهوية الجامعة” ونُبرئ ضمائرنا أمام الله والتاريخ والاجيال، بأن هذا المشروع الليكودي ان تم تطبيقه فسيكون اخر رصاصة يوجهها العدو الى وجه فلسطين الحبيبة وقضيتنا العادلة في الأردن وفلسطين، وما كل هذا الابتزاز الدولي للوطن والقيادة الا خيوطا في مسيرة اجبار الأردن على التراجع عن موقفه المبدئي المدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين.
واننا في هذه المناسبة، نؤكد للجميع ان “مشروع الهوية الجامعة” ومن يقف خلفه من مختلف التيارات السياسية وبعض النخب من المسؤولين السابقين والحاليين الذين لم يكونوا يوما إلا باحثين عن مصالحهم الذاتية ، وأدوات مراكز الدراسات الأجنبية ومنظمات التمويل الأجنبي المشبوهة في وطننا ، نؤكد لهم جميعا ان هذا المشروع لن يمر ما دام فينا عرق ينبض، وبالضرورة فإننا نرفض مخرجات هذه اللجنة، ليس لأننا نحتفظ بملاحظات جذرية على طريقة تشكيلها وتمثيلها ورئاستها وشخوصها فحسب، بل لأن هذه اللجنة التي حاورناها وناقشناها وتبادلنا مع كثير من شخوصها الاحاديث على مدار شهور فشلت في تقديم مشروع متكامل و رواية متماسكة حول طروحاتها فيما يتصل بقانون الانتخاب وقانون الأحزاب والإدارة المحلية وغير ذلك من المخرجات التي تصب جميعها في بوتقة صهر الهوية الأردنية والهوية الفلسطينية تلبية للمشروع الليكودي في الأردن وفلسطين، وفي الوقت نفسه نؤكد كشباب اردني وجزء من الشعب الأردني رغبتنا المطلقة بالانتقال الى معادلة التغيير الديمقراطي الوطني والتي لن تتحقق إلا بإطلاق حوار وطني تشارك فيه مختلف القوى الوطنية والشعبية ينتج عنه مشروع متكامل للتغيير الديمقراطي الذي يحمي مصالح الشعب صاحب الشرعية الوطنية و التاريخية ومصالح الدولة الأردنية، وقبل كل ذلك لا بديل عن محاسبة تلك الطبقة الفاسدة التي أحكمت سيطرتها على مختلف مفاصل القرار وتسعى لإعادة إنتاج دورها من خلال ما تدعيه من تحديث للحياة السياسية، ولا بديل أيضا من تغير النهج الاقتصادي لليبراليين الجدد الذي تدار به الدولة والذي افقر الشعب وجوعه وعمق البطالة والفقر وخصوصا بين فئة الشباب الذين نمثلهم .
أيها الأردنيون،،
اعلموا ان الوطن لا بديل عنه، واعلموا ان التقاعس عن الوقوف صفا واحدا في وجه المشاريع التي تستهدف الوطن سيكون ثمنه غال، ولا يتحقق إلا بوحدة مختلف القوى الوطنية والشعبية أمام تلك الفئات الضالة التي تنهش جسد الوطن سواء من بعض شخوص اللجنة ،أو هؤلاء الذين هم من أبناء جلدتنا الذين لا يتركون فرصة الا ويهاجمون بها الوطن، وكذلك العدو الأكبر في الداخل من صالونات الفساد والإفساد، التي أوصلت الوطن لما وصل اليه من تدمير اقتصادي وسياسي ومجتمعي ممنهج وصولا الى تركيع الأردنيين وتنفيذا لأوامر سيدهم الليكودي المحتل.
وأما القيادة، فإنها مدعوة الى ان تستدير الى الصادقين الشرفاء من أبناء الوطن وتمكين الشباب الأردني النقي الصادق من المشاركة الفعالة في وطنه والحؤول دون استمرار حالة التآمر من هذه الزمرة التي تحاول كذبا وتدليسا ان تلصق افعالها السيئة بالقصر وتوهم الناس أن المشاكل ليس فيهم وإنما في السلطة العليا التي تنتج الأمر وأنهم بريئون من أية أثار لأفعالهم، وإننا لا نزال على أمل أن توقع بهؤلاء المندسين في صفوف الوطن وهم اشد عليه من سياط الأعداء.
اما أنتم يا إخواننا وأبنائنا في القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي والأجهزة الأمنية، فأننا لا نشك بانتمائكم الدائم للوطن وانحيازكم المستمر لقضاياه العادلة المتجذرة، وإننا نعلم انكم تحيطون بالأمور دقها وجلها وعليه، فأنتم اليوم مطالبون بحماية الهوية الوطنية الأردنية والأرض والتاريخ ومستقبل هذه البلاد، وانه لا يساورنا شك انكم لم ولن تكونوا إلا درع الوطن وعينه الساهرة وسياجه المنيع، وهذا ظننا وأملنا بكم دائما.
حمى الله الأردن وفلسطين، والهزيمة للعملاء والمتخاذلين، هويتنا وطنية أردنية كانت وستبقى،
صدر عن تيار الشباب الوطني الأردني
الجمعة، 15 تشرين الأول، 2021